تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية عشرة لوفاة واحد من أهم الأساطير في تاريخ النادي الأهلي، أسطورة لم تبن ذاتها كلاعب أو حارس مرمى فقط، بل بات أسطورة في منصبه الإداري لما حققه من إنحازات وإرساء مبادئ النادي الذي تربى وعاش ومات فيه. إنه حارس المرمى الأسطوري ومدير الكرة الأفضل في تاريخ النادي الأهلي الذي وافته المنية في 14 يناير عام 2005 متأثرًا بمرض سرطان البنكرياس. ولد ثابت البطل فى16 سبتمبر 1953 بمدينة الحوامدية جنوبالجيزة، وبدأ مشوارة الكروى فى نادي سكر الحوامدية كجناح أيسر قبل أن يكتشف موهبته وقدراته فى حراسة المرمى، حيث وقعت عليه عينا عبده البقال مكتشف النجوم للقلعة الحمراء لينتقل إلى الأهلى عام 1972، ويلعب أول مباراة رسمية فى الأسبوع رقم (33) قبل الأخير موسم 74 – 1975 يوم 21 مارس 1975 أمام المصرى ببورسعيد، وكان الأهلى قد حسم الدرع لصالحه وخسر لأول مرة فى الموسم صفر – 1 سجله مسعد نور. حقق ثابت البطل مع النادي الأهلي 25 بطولة متنوعة بواقع 11 بطولة دوري مصري، 7 كأس مصر، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الدورى مرتين وكأس الأفرو آسيوية مرة واحدة، وكأس الاتحاد التنشيطية مرة واحدة، وأعلن اعتزاله الملاعب فى ختام موسم 1991. ولعب البطل دورًا كبيرًا فى فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية التي نظمتها عام 1986 حيث شارك فى جميع المباريات أمام السنغال وساحل العاج وموزمبيق فى الدور الاول وأمام المغرب فى دور ال 4 وأمام الكاميرون في النهائى، وفازت مصر 5 – 4 بركلات الترجيح تمكن البطل خلالها من التصدي للركلة الثالثة التى سددها مبيدا، وساهم فى فوز مصر باللقب بعد غياب استمر 27 عامًا، ولم تهتز شباه إلا مرة واحدة طوال البطولة بهدف اللاعب شيرنويوم السنغالى في افتتاح البطولة يوم الجمعه 7 مارس، وهي المباراة التي انتهت بفوز منتخب السنغال 1 – صفر. وشارك ثابت بعد ذلك فى دورة الصداقة بكوريا الجنوبية عام 1987 وفي دورة الألعاب الأفريقية فى نيروبى عام 1987، وحصلت مصر على الميدالية الذهبية ثم فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجزائر عام 1990 والتى خاضها المنتخب الأوليمبى بدلًا من المنتخب الأول وكان ثابت البطل ضمن قائمة المنتخب فى نهائيات كأس العالم بايطاليا عام 1990 لكنه لم يشارك. هكذا عاش ثابت بطلًا لا يخشى أي مهاجم ولا يرضى إلا بالبطولة مهما كلفه الأمر من جهد وتعب. وفي عام 1995 وقع اختيار مجلس إدارة الأهلى على ثابت البطل ليتولى منصب مدير الكرة بالنادى، وطوال 5 سنوات قضاها فى هذا المنصب قاد ثابت البطل الاهلى إداريا للفوز ب9 بطولات هى: درع الدوري 5 مرات متتالية مواسم.. 95 – 96، 96 – 97، 97 – 98، 99 – 2000. كأس مصر موسم 95 – 1996. كأس الأندية العربية أبطال الدورى التى نظمها الأهلى عام 1996. كأس النخبة عام 1997 بالمغرب وعام 1998 بتونس. وفى 28 أغسطس 2000 اعتذر ثابت البطل عن عدم الاستمرار في منصبه بعد أن قضى 21عامًا فى الاهلى منها 16 عامًا حارسًا للمرمى و5 سنوات مديرًا للكرة واتجه بعد ذلك إلى ليبيا حيث شغل منصب مدير الكرة بنادى الاتحاد الليبى لكنه عاد إلى النادى الأهلى عام 2003. استجاب البطل لنداء ناديه بعد ان ضحى بالراتب الكبير الذى كان يتقاضاه فى ليبيا (16 ألف دولار شهريًا) وضرب بذلك المثل فى التضحية والإيثار وعشق القلعة الحمراء بلا حدود. استمر البطل فى عمله طوال عام و7 شهور و7 أيام حيث وافته المنية صباح الإثنين 14 فبراير 2005. حقق البطل خلال تلك الفترة القصيرة كأس السوبر المحلي على حساب الزمالك عام 2003 ودرع الدوري موسم 2004 – 2005 قبل انتهاء المسابقة بسبعة أسابيع وبأرقام قياسية غير مسبوقه ليصبح عدد بطولات الأهلى أثناء تولى ثابت البطل منصب مدير الكرة 11 بطولة. اختتم ثابت البطل حياته كأروع ما يكون بعد أن شاهد انتصار الأهلى على الزمالك مساء السبت 12 فبراير 2005 وقبل رحيله بساعات بثلاثية نظيفة سجل محمد أبوتريكه منها هدفين وعماد متعب هدف. كان البطل قد أصر على مشاهدة اللقاء من أرض الملعب في مكانه على دكة بدلاءالفريق باستاد الكليه الحربيه برغم تدهور حالته الصحية من منطلق عشقه الشديد للقلعه الحمراء، ليضرب مثلًا جديدًا في الوفاء ويؤكد أنه مات ثابتًا مثلما عاش بطلًا.