حالة من الاستياء تسيطر على أولياء أمور تلاميذ مدرسة الفرما الابتدائية بحى الشرق فى محافظة بورسعيد، بسبب انتشار أسواق الملابس المستعملة «البالة» بمحيط سور المدرسة المجاورة لمحطة سكة الحديد. «شكاوى بلا جدوي».. هكذا بدأ مصطفى محمد، ولى أمر أحد التلاميذ حديثه قائلًا: «تقدمنا بشكاوى عديدة إلى مسئولى حى الشرق وإدارة المدرسة والمحافظة دون جدوي»، متسائلًا: «هل إذا كانت تلك المدرسة من المدارس الخاصة لأغنياء المدينة كان الوضع سيبقى كما هو عليه الآن أم ستتم إزالتها فورًا؟»، مطالبًا المحافظ اللواء عادل الغضبان بإزالة السوق. «أين تصريحات ووعود الحكومة؟».. تلك كانت بداية صرخة ميرفت المنجي، ربة منزل، قائلة: «أين تصريحات ووعود الحكومة بشأن الاهتمام بالتعليم وجيل المستقبل؟ دى مهزلة والمفروض إدارة المدرسة والحى يتحاسبوا، فهذه السوق ليست عشوائية فقط لكنها بؤرة إجرامية للبلطجية والخارجين عن القانون بشجارهم الدائم وألفاظهم الخادشة للحياة»، متسائلة: «كيف سيتعلم أبناؤنا فى تلك الأجواء؟». قال أحد مدرسى المدرسة -رفض ذكر اسمه خوفًا من توقيع جزاء عليه لإدلائه بتصريحات لوسائل الإعلام دون إذن كتابى- إن ادارة المدرسة تقدمت بشكاوى عديدة وكذلك المديرية خاطبت المسئولين، وسبق أن تمت إزالة الباعة بالقرب من المدرسة وانتقل بعضهم بالفعل بعيدًا نوعًا ما عنها إلا أنهم عادوا مرة أخرى تلك الفترة، متسائلًا: «كيف سيتعلم التلاميذ وهم محاصرون بالبلطجية والباعة الجائلين ورائحة الملابس المستعملة والألفاظ الخارجة؟»، بالإضافة إلى أنها منطقة بمثابة واجهة للمحافظة بسبب محطة القطارات التى يتوافد عليها الآلاف يوميًا. من جانبهم رفض باعة الملابس «البالة» الإدلاء بأى تصريحات بدعوى أننا نريد لهم «الخراب وقطع الأرزاق» -حسب قولهم- إلا أن «عم صالح»، وافق على الحديث معنا قائلًا بعصبية: «دلوقتى أنتم عاوزينا نمشي، وعاوزين تقطعوا رزقنا، وتشردوا ولادنا، طيب نمشى نروح فين، وفرولنا بديل فى المنطقة وليس بعيدا عنها، لأننا لا نقصد الوقوف بجانب المدرسة ولكننا نقف بجانب محطة القطار المجاورة للمدرسة، لأن القطار يستقله يوميًا أبناء الطبقة الفقيرة وهم أكثر المستهلكين للملابس المستعملة». فى سياق متصل، قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، هناك خطة لإزالة كافة الأسواق العشوائية الموجودة بالمحافظة ومن ضمنها سوق البالة بمحيط مدرسة الفرما، وبدأت الخطة بالفعل بإزالة سوق البالة بحى الزهور وعدد من الأسواق الأخري، وجار تطوير الأسواق الحضارية الحالية وإعطاء مهلة لإصحاب المحال بها بتشغيلها مرة أخرى وتم سحب عدد من المحال بالفعل من غير الجادين، بالإضافة إلى إنشاء أسواق حضارية جديدة وهدم المنطقة العشوائية بالقنال الداخلى.