سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السيسي" ل"rtb" البرتغالية: مصر دولة تحترم شعبها وتطبق دولة القانون.. الحكم الصادر على نقيب الصحفيين مرتبط بقضية جنائية.. الخيار السياسي هو الأمثل لحل الأزمة السورية.. وسنرى أمورًا جيدة من "ترامب"
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن موقف مصر واضح من الأزمة السورية، والذي يتمثل في احترام إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي للأزمة. وقال الرئيس السيسي، في حوار مع قناة «rtb» البرتغالية، قُبيل مغادرته للعاصمة لشبونة، مساء أمس الثلاثاء، «إن سوريا تُعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات، وموقفنا في مصر منها، يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو السبيل الأمثل. وتابع الرئيس: «لا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية، ونزع السلاح منها»، مؤكدًا على وحدة الأراضي السورية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، قائلًا: «هذا هو رأينا ومازلنا مصرين عليه». وحول تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية، قال الرئيس السيسي، إن كل التصريحات التي خرجت أثناء حملة الانتخابات الأمريكية من دونالد ترامب، والتي تشكلت عليها الكثير من الآراء، تحتاج في تقديري، أن ننتظر حتى يتولى الرئيس سلطاته كاملة العام القادم في يناير، وسنرى أمورًا جيدة من الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد. وفيما يتعلق بتصريحات ترامب، بشأن الإسلام والمسلمين، في خطاباته الانتخابية، قال الرئيس السيسي، إنه «بدون شك الواقع الموجود وحالة الإرهاب الموجودة والتي تهدد الكثير من دول العالم، تشكل قلقًا لكثير من السياسيين والمتابعين للأمن والاستقرار في العالم كله»، مؤكدًا أن كل دولة تحاول توفير الأمن والاستقرار لرعاياها وبلدها وأنا أتفهم ذلك». وفيما يتعلق بروسيا، ووقوف مصر معها في قرارها بشأن حلب، بمجلس الأمن، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «كان هناك عامل مشترك، وصياغة مشتركة تجمع القرار الروسي والفرنسي، والذي يطلب عمل هدنة، وإدخال المساعدات»، مشيرًا إلى أن هذين البندين هما (تحديدا)، وجهة نظر مصر، وتدعمهما في القرار الروسي والفرنسي». وأضاف الرئيس السيسي، أنه عندما تتلاقى الأهداف في أهمية إنهاء الأزمات في العراقوسوريا، وحتى في ليبيا، ولا يوجد اختلاف «ما أمكن» بين القوي العالمية والإقليمية، يمكن أن يكون هناك حل لهذه الأزمات، مشددا على ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمات، حتى لا تتنامى الأنشطة الإرهابية والعناصر الإرهابية. وتابع قائلًا: «استمرار الحال في هذه الدول، هو بيئة خصبة جدًا لنمو عوامل التطرف والإرهاب، وتهددنا كلنا، وهذا أمر يجب أن يكون واضحًا للجميع، ولا بد من تكاتف الجميع من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف، وإيجاد حلول مناسبة يتوافق عليها الجميع في هذه الدول». وحول إمكانية موافقة مصر على نشر قوات مصرية أممية لحفظ السلام في سوريا، رد الرئيس السيسي قائلًا: «من المفضل أن القوات الوطنية والجيوش الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه الأحوال، حتى لا يكون هناك حساسيات من قوات أخرى تعمل لإنجاز هذه المهمة، فالأولى لنا أن نعمل على دعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا؛ لفرض السيطرة على الأراضي الليبية، وعودة الاستقرار، ونفس الكلام في سورياوالعراق». وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة أن يعرف الجميع من المتابعين لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وأن المنطقة شديدة الاضطراب حاليًا، مشيرًا إلى أن هذا الاضطراب مؤثر علي الأوضاع في المنطقة بشكل كامل، ويمكن أن يكون مؤثرًا أيضًا على أوروبا، وسيؤثر أكثر إذا استمرت هذه الحالة. وأضاف الرئيس، أن الواقع في مصر كان ليس بعيدًا عن هذه الاضطرابات، وكانت مصر مُعرضة ليكون فيها حرب أهلية بين فصيل معارض، مستعد أن ينتهج العنف ضد إرادة شعب بالكامل، وبين باقي الشعب المصري، مؤكدًا أن التعامل في مصر دائمًا في إطار دولة القانون وإنفاذ القانون، وليس هناك إجراءات استثنائية ولا التعامل بأساليب غير قانونية. ونفى الرئيس السيسي فرض قانون الطوارئ في مصر، قائلا: «نحن نتعامل في إطار ظروف عادية، وليس هناك قانون طوارئ يحكم مصر». ورفض الرئيس السيسي، أن يكون الحكم على ما يحدث في مصر، من خلال وسائل الإعلام فقط، مؤكدًا أن مصر دولة تحترم نفسها، وتحترم شعبها، وتطبق دولة القانون في كل الإجراءات التي تقوم بها، نافيًا وجود 20 ألفًا أو 10 آلاف أو حتى 5 آلاف محبوسين كما يروج البعض. وأشار الرئيس إلى تشكيل لجنة بعد عقد المؤتمر الوطني الأول للشباب، في شرم الشيخ، من الذين طرحوا الحوار حول هذه القضية، والمسجونين، وقد تم بالفعل ذلك، وهم يقومون حاليًا بمراجعة الموقف. ولفت إلى أن الذين تم الإفراج عنهم مؤخرًا، كانوا 82 شخصًا، في إطار عفو ضمن الصلاحيات المخولة للرئيس الجمهورية، وفي إطار الدستور والقانون، لافتًا إلى إن الحالات التي يتم التعامل معها من قبل أعضاء اللجنة المشكلة، يتم مراجعتهم بالكامل، لا يزيدون عن 500 شخص وليس آلاف. ورفض الرئيس مصطلح محاكمات غير عادلة؛ لأن ذلك يقدح في عادلة القضاء المصري، والقضاء المصري مستقل وعادل، طبقًا للقانون، ولا يمكن اتهام سلطة قضائية في دولة تعمل في شكل مستقل تمامًا على إنها غير عادلة. وأشار الرئيس السيسي إلى أنه لا يوجد مجال للتعذيب في السجون، ولو حدث ذلك، يعد إجراءً غير قانوني، ويتم مسألة أي شخص يقوم بذلك في مصر. وفيما يتعلق بسجن العقرب والتقارير بشأنه، قال الرئيس السيسي، إنه يطلع على التقارير، ولا يعني اسم السجن أي إن كان اسمه أن يسمح بتعذيب مواطن في هذا السجن، قائلًا: «هذا غير قانوني وغير مسموح به». وأكد أن التعامل يتم وقف الإجراءات القانونية، ضد من ينتهج العنف، ضد مصر أو المواطنين المصريين، ولا يتم التعامل بإجراءات الاعتقال. وبشأن الحكم الصادر ضد نقيب الصحفيين، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن موضوع الحكم الصادر ضد نقيب الصحفيين ليس مرتبطًا بقضية رأي، وإنما مرتبطًا بقضية جنائية لإخفاء مشتبه بهم وضد القانون. وأضاف الرئيس، أن نقيب الصحفيين لا يتم محاكمته ومحاسبته على أنه صحفي أو له رأي أو قضية رأي، وبالنسبة هذه قضية جنائية، هو واثنان معه، وهذا أمر مهم جدًا، أن تكونوا على علم به، ولا يحاسب إنسان في مصر على رأيه أو يحاكم على رأيه أو يصادر رأيه. وأكد أنه يقبل حرية التعبير، مطالبًا بمتابعة الصحافة والإعلام في مصر، وستجد أن الناس تتحدث كيفما تشاء، وهذه حقيقة مصر، والسفير البرتغالي في مصر يرى ذلك ويرى الصحافة والإعلام تتحدث كيفما تشاء. وأكد السيسي أنه في مصر لا مجال للديكتاتورية، وسيتم تداول السلطة كل 4 سنوات، ولن يستطيع أي حاكم في مصر أن يستمر في مكانه بعد انتهاء فترة ولايته طبقًا للقانون والدستور وإرادة المصريين، قائلًا: «لا ديكتاتور، ولا استمرار في السلطة للأبد في مصر، وكل 4 سنوات من حق الشعب أن يختار رئيس ثاني، وهذا أحد مكاسب الثورة والدستور والقانون». وحول محاربة الإرهاب والنجاحات في ذلك، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هناك نجاحات في مكافحة الإرهاب، تمت في مصر، مشيرًا إلى أن مصر جادة في محاربة الإرهاب والتطرف، والوضع الحالي في مصر يؤكد أننا حققنا نجاحات عدة. وأشار الرئيس السيسي إلى أن الفكر المتطرف له أسماء عديدة ومتعددة، وهو فكر واحد، وموجود باسم في العراق، واسم آخر في اليمن، واسم ثالث في ليبيا، ورابع في مصر، وخامس في نيجيريا، وسادس في الصومال، هي أسماء مختلفة لنفس الفكر، مؤكدًا أن مصر لا تقتصر مقاومتها للإرهاب والتطرف في تنظيم الدولة "داعش"، ولا بد من مجابهة هذا الفكر على الإطلاق لأنه يولد العنف والخراب والقتل والدمار لمن حوله. ولفت إلى أن الإسلام الحقيقي مثل كل الأديان يحترم الإنسانية، ويحترم الحرية، ويحترم الرأي، ويحافظ على الحقوق والواجبات للجميع، مشيرًا إلى أن الفهم الخاطئ، واعتناق أفكار مغلوطة ومشوشة هي التي تؤدي إلي ما نراه حاليا وهذا يحتاج مننا نحن في العالم الإسلامي لمواجهة بكل حسم وهذا الحسم لا يعني إجراءات أَمنية أو عسكرية، وإنما إجراءات فكرية وثقافية، وتصويب الخطاب الديني حتي لا يكون سببًا أبدًا أن يؤذينا أو يؤذي الآخرين. وحول البرتغال، وهل لها دور في تقليل المخاطر القائمة في الشرق الأوسط، قال الرئيس السيسي، إن أي دولة موجودة في المنطقة لها القدرة والحق في أن تساهم في تخفيف التوترات، بالتعامل والتفاعل مع الواقع الموجود فيه، والأحداث الموجودة في المنطقة. ورد الرئيس السيسي على سؤال للمذيع، حول إن البرتغال دولة صغيرة بالقول، إن مصر لا تنظر إلى البرتغال على أنها دولة صغيرة، مؤكدًا أنها دولة مؤثرة في المتوسط وفي الاتحاد الأوروبي. وفي نهاية المقابلة، وجه الرئيس السيسي الشكر والتقدير للشعب البرتغالي، والقيادة البرتغالية على إتاحة الفرصة للحديث لهم مرة أخرى.