قال الدكتور اشرف شاكر، أستاذ المجرات والمشرف على ذاكرة معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، اليوم الخميس: إن المعهد منذ بداية إنشائه قدم خدمات قومية عديدة منها ترسيم الحدود المصرية التركية. وأوضح الدكتور شاكر ان تلك الخدمات القومية التى قدمها المعهد عام 1906، في ترسيم الحدود المصرية التركية ساعدت في حكم محكمة التحكيم الخاص بالنزاع الحدودى حول طابا، أنه قد تم تكليف السيد E.B.H. Wade ) مدير مرصد حلوان 1910- 1912)، والسيد B.F. E. Keeling ( مدير مرصد حلوان 1900-1910، رئيس مصلحة المساحة 1919) فى مايو 1906 والتى كان المعهد أنذاك تابعا لمصلحة المساحة التابعة لوزارة المالية المصرية بالقيام بالمهمة الصعبة، وهى إعداد خريطة للأراضى الواقعة على طول خط الحدود المتوقع ترسيمه لحدود مصر الشرقية بين مصر والسلطنة العثمانية على جناح السرعة والدقة اللازمين. وأكد الدكتور شاكر أن تلك الدراسة تمت باستخدام الأجهزة الفلكية الموجودة بمرصد حلوان ونتج عنها ترسيم حدود مصر الشرقية بدقة متناهية والتى كان لها عظيم الأثر فى رجوع طابا إلى مصرنا العزيزة، كما ذكر حكم محكمة التحكيم النهائى الخاص بطابا ونتج عن تلك الدراسة أيضا توقيع الإتفاقية الحدودية بين مصر وولاية الحجاز والتى وقعها مندوبى خديوى مصر والسلطان العثمانى فى 1 أكتوبر 1906 وبحضور ممثل بريطانيا كشاهد على تلك الاتفاقية. وأشار الدكتور شاكر إلى أنه نظرا لظروف الحرارة فى الصحراء خلال شهور الصيف استبعد عمل مسح للمنطقة بطريقة المثلثات الشبكية، وقرر المساحون بدلا من ذلك إجراء المسح بتحديد درجات عرض عدد من النقاط المتبادلة الرؤية والتى هى محطات فلكية معينة، وبتحديد سمت الخطوط التى تصل بينها، كما قرروا قياس خط طول كل نقطة بعد التحقق – بأقصى قدر ممكن من الدقة – من خطى طول النقطتين النهائيتين لهذه السلسلة من المحطات الفلكية التى أنشئت بالقرب من الخط المستقيم الفرضى الممتد من رفح إلى النقطة التى تبعد ثلاثة أميال على الأقل من العقبة. وأضاف :حصل مدراء المرصد السابقون E.B.H. Wade وB.F. E. Keeling على التكريم المستحق من خديوى مصر للجهد المبذول فى ترسيم حدود مصر الشرقية، كما قامت وزارة الخارجية بإرسال خطاب شكر إلى المعهد لدوره فى إمدادها بالخرائط الموجودة بهذا الكتاب.