نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» التصريحات المثيرة للجدل لعدد من المسئولين العسكريين الإسرائيليين فى حال نشبت حرب جديدة مع حزب الله . رأى اللواء الاحتياط «غيورا أيلاند» الذى كان رئيسًا لمجلس الأمن القومى فى السنوات التى سبقت حرب لبنان الثانية واستقال من منصبه بعد نصف سنة من نشوبها، أن مصلحة إسرائيل فى قيام حرب قصيرة، فكلما زادت مدة الحرب زادت الخسائر وقوة إسرائيل تكمن فى تسديد ضربات سريعة خاطفة ومدمرة. وأضاف أن القدرات العسكرية الإسرائيلية تحسنت عن عشر سنوات مضت منذ حرب لبنان الثانية فى عام 2006 فطور الجيش قدراته واستخلص العبر، ولكن عند مقارنة تطور الجيش الإسرائيلى بتطور قوات حزب الله، سنكتشف أن حزب الله تطور أكثر منا بكثير فهو لديه عدد أكبر من الصواريخ مما كان لديه حينذاك، ومداها أبعد بكثير، وهى تغطى كل إسرائيل بسهولة. وتحمل هذه الصواريخ رؤوسًا متفجرة أكبر بكثير. وعملية إخفاء الصواريخ بين الأبنية أصبحت أفضل بكثير، كما أن دقة الصواريخ تحسنت أيضا. وأضاف أيلاند: أن صاروخًا دقيقًا من حزب الله قادر اليوم على ضرب نقاط حساسة جدًا مثل مطار أو مستشفى أو محطات للطاقة مثلًا فى دولة إسرائيل، لأنها دولة صغيرة ومواقعها المهمة معروفة لدى الأعداء. فيما اقترح أيلاند بجرأة، أن الحل الوحيد لكبح جماح حزب الله هو إلحاق ضرر كبير بدولة لبنان والجيش اللبنانى، وهنا ستحدث إسرائيل نصرًا من منطلق أن لا أحد فى العالم يرغب بدمار لبنان، اللبنانيون يحبون الحياة؛ والسعوديون سيستنفرون نظرًا لأنهم استثمروا مالًا كبيرًا فى البنى التحتية اللبنانية، والأمريكيون أيضًا والفرنسيون الذين بنوا الجيش اللبناني. لو شعر هؤلاء جميعًا بأن لبنان يواجه خطر دمار مخيف فسيتحركون لوقف الحرب بيننا وبين حزب الله. فإذا نشبت حرب بيننا وبين حزب الله، فعلينا أن نبدأها بضربة هائلة للبنى التحتية الوطنية فى لبنان وللجيش اللبناني، وقتها سيتحرك العالم لوقف إطلاق النار، ويحمينا من صواريخ حزب الله. أما اللواء الاحتياط «عاموس يادلين» رئيس معهد دراسات الأمن القومي، وكان رئيسًا لشعبة الاستخبارات العسكرية خلال فترة حرب لبنان، اتفق مع ما ذكره أيلاند وأضاف : «لبنان لم يدفع الثمن الذى كان ينبغى أن يدفعه فى الحرب الأخيرة مع حزب الله»، مؤكدا أنه اقترح قبل عشر سنوات أن تشن إسرائيل ضربة قوية على لبنان، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى «إيهود أولمرت» رفض وقتها». وتحدث يادلين عن الحرب المحتملة مع حزب الله حيث شدد على توجيه ضربة قاسية إلى البنى التحتية اللبنانية الوطنية المؤيدة للقتال، مثل الكهرباء والمواصلات. وهو أيضًا ما أيده اللواء «هرتسى هليفي» الذى تولى رئاسة الاستخبارات العسكرية بعد يادلين. من جانبه أشار يادلين إلى أن حزب الله اليوم غير معنى بالحرب، وإسرائيل ليست بحاجة إلى ضربة استباقية؛ فإسرائيل نجحت فى تكريس ردع قوى وإبعاد حزب الله عن الخط الحدودي، وحافظت على الهدوء فى الشمال، فحزب الله كان قبل الحرب يستغل أى فرصة كى يضرب ويخطف جنوداً أو يطلق كاتيوشا،أما اليوم فهو لا يرد على ضربات قاسية جدًا تلحق به . واختلف معه البروفيسور «يحزقئيل درور» قائلًا: «ضرب البنية التحتية اللبنانية كان سيعد مؤثرا لو كانت لبنان قادرة على التأثير على الحزب أو أن الحزب يستمع إليها، ولكن الحقيقة أن ضرب لبنان لن يؤذى إلا إسرائيل وصورتها أمام العالم».