تختلف عادات المسلمين في شهر رمضان باختلاف الدولة التي ينتمون لها، حيث تفرض الخلفية الثقافية ظلالها على أجواء الاحتفال، ففي اندونيسيا تُمنح أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعود على الصيام، وفي باكستان يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس، أما ماليزيا فتطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن الكريم ما بين الإفطار والسحور، ويقرأ أهل موريتانيا القرآن الكريم كله في ليلة واحدة، كثير من العادات المختلفة التي تميز كل دولة عن غيرها إستعدادًا لإستقبال الشهر الكريم. يستعد المسلمون في الهند لاستقبال شهر رمضان المعظم من نهايات شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية، كما أن الإذاعة والتليفزيون يقدمان برامج رمضانية مختلفة يوميًا مثل الخطب والمناقشات الإسلامية، كذلك تضم الصحف والمجلات أبواب متعلقة بشهر رمضان، كما يحرص المسلمون في الهند على أداء صلاة التراويح. بعض المساجد تواصل "ختم القرآن" في التراويح كل يومين أو ثلاثة أيام ويسمونها "شَبينهْ" أي "ليليةً"، ومثل هذه التراويح تستمر إلى ما بعد منتصف الليل؛ بل وإلى الفجر في بعض الأحايين ويُتلَى فيها القرآن بسرعة مُذهِلة فلا يفهمه أحد. ومن التقاليد الإسلامية التي يواظب عليها أهل الهند الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ وهي سُنَّة نبوية كريمة؛ فلا يخلو مسجد من شخص أو أكثر يعتكفون فيه، والمسلمون في الهند يعدون "الاعتكاف" بمثابة فرض كفاية. تقدم الدولة تسهيلات للمسلمين لأداء شعائرهم ومناسكهم الرمضانية كذلك في تنظيم الفعاليات الثقافية والدينية خلال هذا الشهر، لكن ليس هناك إجازة رسمية ولا تعديل في المواعيد الرسمية سواء عمل أو دراسة خلال الشهر. يعيش في الهند 160 مليون مسلم، وهو ثاني أكبر عدد للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، لذا يحفل شهر رمضان بالكثير من العادات والطقوس المتميّزة، حيث يستيقظ المسلمون في الهند قبل طلوع الفجر لتناول وجبة خفيفة يطلقون عليها باللغة الهندية "سهري" (أي السحور)، بعدها يتلون بعض الأدعية القصيرة ويؤدون صلاة التهجد قبل أن يذهب الناس إلى المساجد لصلاة الفجر. وعند غروب الشمس يحل موعد الإفطار، فيتناول الصائمون حبّة تمر أسوة بما كان يفعله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يقيمون مائدة عامرة بالمأكولات المتنوعة. تاريخ الهند غني ومتنوع، وهم يعشقون الاحتفالات، فيحتفلون برمضان في كل شارع ومنطقة ذات أغلبية مسلمة مثل دلهي، وحيدر آباد، وكلكوتا، وكشمير، ومومباي. تتزيّن المحالّ والطاعم والمراكز الإسلامية، وتشتهر الهند في رمضان بالحلويات الخاصة التي ينتظرها الجميع، مسلمين وغير مسلمين، ولا يكتمل شهر رمضان بدون الأكلة الشهيرة المعروفة باسم (حليم)، التي تُعدّ ضرورية في الإفطار، وهي عبارة عن شوربة من القمح واللحم والبقول؛ حيث إن كثيرًا من مسلمي الهند ينتظرون قدوم رمضان لتناول (حليم) في الإفطار، وهي أكلة لذيذة الطعم وصحية، وتصل شهرة حليم إلى درجة مشاهدة العديد من غير المسلمين وهم يأكلون هذه الوجبة، وهي منتشرة في عدد من الدول الأخرى مثل باكستان وبنغلادش ودولة الإمارات العربية وغيرها من الدول الإسلامية، ومع بداية شهر رمضان تزداد مبيعات الشعرية، وهي وجبة حلوى ضرورية خلال رمضان. وذكر أصحاب مصانع إنتاج الشعرية أن شهر رمضان يعني زيادة الإنتاج. ومن الحلويات المنتشرة في شهر رمضان "الخجلا"، و"الفيني"، والشعرية بالحليب والسكر. وفي المناطق المحيطة بأحد المساجد في دلهي، تزدحم المطاعم قبل الفجر لتناول السحور، ثم يتوجه الصائمون إلى المسجد للصلاة. يرتدي المسلمون زيّ الكوتا التقليدي وغطاء الرأس في طريقهم للمساجد، خاصة في صلاتي العصر والعشاء، وتمر سيارات بميكروفونات للطواف بالأحياء الإسلامية وإيقاظ الناس لتناول السحور، وبعد الإفطار يتوجّه المسلمون لأداء صلاة المغرب، إضافةً إلى صلاة التراويح. وبما أن شهر رمضان يدعو الناس للقيام بأعمال الخير، فإن العديد من المسلمين يقدِّمون الطعام ويقومون بأعمال خيرية بغضّ النظر عن الانتماء الديني لمن يتلقاها. وفي الوقت نفسه، في كشمير - وهي منطقة ذات أغلبية إسلامية، تُوقِف محطات التليفزيون الخاصة بثّ قنوات التسلية الهندية خلال شهر رمضان.