قامت وزارة الخارجية بتغيير شعارها علي صفحتها الرسمية على موقع التواصل (فيسبوك) ليحمل خارطة القارة السمراء مصحوبًا بشعار الحملة الإعلامية، تزامنًا مع الحملة الإعلامية التى أطلقتها الوزارة اليوم بعنوان "إفريقيا قارة النضال والآمال" بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا الموافق 25 مايو من كل عام، على مدى 5 أيام. وتهدف الحملة إلى التعريف بهذا اليوم التاريخي في حياة الشعوب الأفريقية، والجهود الإفريقية للتكامل والتعاون من خلال مؤسسات العمل الأفريقي المشترك، وإبراز الدور المصري في دعم حركات التحرر الوطني ودعم التنمية وحفظ وبناء السلام في أفريقيا، كما ستبرز الحملة الدور الهام الذي قامت به شخصيات أفريقية بارزة على مستوى القارة. وأبرزت الخارجية في تقرير على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) - في اليوم الأول من حملتها - تاريخ نشأة منظمة الوحدة الإفريقية، مشيرة إلي أن قاطرة الوحدة الأفريقية مرت بعدة محطات تاريخية، أبرزها في خمسينيات القرن الماضي مع قيام ثورة يوليو في مصر، واندلاع الثورة الجزائرية واضطرار فرنسا إلى الإسراع بتصفية استعمارها المباشر للعديد من الدول الأفريقية لتتفرغ للقضاء على الثورة في الجزائر، فضلا عن تزايد حركات التحرر الوطني في مختلف أنحاء أفريقيا، حيث انعقد المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة في أكرا بغانا عام 1958، وضم ما يزيد على 200 عضو يمثلون مختلف الأحزاب والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية في مختلف أنحاء القارة، ثم شهدت حقبة الستينيات البداية العملية لفكرة الوحدة الأفريقية من خلال تكوين كل من مجموعتي "كازابلانكا" - والتي تبنت خطا معاديا تماما للاستعمار الغربي - و"منروفيا" والتي فضلت اتخاذ خط معتدل ومحافظ في التعامل مع الدول الغربية. وأضافت أنه استكمالا لهذه المسيرة ومع وجود قاسم مشترك بين قادة الدول الأفريقية تمثل في ضرورة استكمال تحرير القارة السمراء، قام ثلاثون من القادة الأفارقة خلال اجتماعهم في أديس أبابا في مايو 1963 بالتوقيع على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية - الذي استلهمت مواده من ميثاق الأممالمتحدة وبيان حقوق الإنسان - وتم الإعلان عن إنشاء المنظمة في 25 مايو 1963. ووصل عدد الدول الأعضاء بالمنظمة إلى 53 دولة في عام 1980، إلا أن المغرب أعلنت انسحابها من جانب واحد في عام 1984 احتجاجا على قبول المنظمة لعضوية "الجمهورية الصحراوية". وألقت الخارجية الضوء على أهداف وإنجازات منظمة الوحدة الإفريقية؛ وتمثلت أهمها في دعم حركات التحرر الوطني، واحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، بالإضافة إلى احترام الوحدة الوطنية للدول وسيادتها على أراضيها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وقد كانت إنجازات منظمة الوحدة الأفريقية نابعة من تمسكها بأهدافها خلال مسيرتها التي امتدت منذ عام 1963 وحتى عام 2002، من خلال تقديم الدعم للعديد من الدول الإفريقية خلال كفاحها للحصول على استقلالها ابتداء بأنغولا وموزمبيق وغينيا بيساو ومرورا بساوتومي وزيمبابوي (روديسيا آنذاك) وناميبيا وانتهاء بجنوب إفريقيا، والحفاظ على وحدة كل من نيجيريا والكونغو، بالإضافة إلى العمل على تسوية الخلافات بين الدول الأعضاء سواء بالوسائل السلمية أو من خلال تكوين لجان للحكماء، فضلا عن قراراتها ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وقطعها للعلاقات مع إسرائيل في 1973 دعما لمصر وللقضية الفلسطينية. وذكرت أنه تولى تسعة أشخاص منصب الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية على امتداد تاريخ المنظمة، وهم: كيفلي ووداجو أثيوبيا 1963 الى 1964 ديالو تيللي غينيا 1964 الى 1972 إنزو إيكا نجاكي الكاميرون 1972 الى 1974 وليام أتيكي الكاميرون 1974 الى 1978 أيديم كودجو توجو 1978 الى 1983 بيتر أونو نيجيريا 1983 الى 1985 إيدي أومارو النيجر 1985 الى 1989 سالم أحمد سالم تنزانيا 1989 الى 2001 أمارا إيسي كوت ديفوار 2001 الى 2002 كما أبرزت الوزارة تاريخ حركات التحرر في إفريقيا مشيرة إلي أن مختلف المستعمرات الإفريقية شهدت خلال النصف الأول من القرن العشرين تحولات مهمة في جميع مجالات الحياة، كان لها أثر كبير في تغيير طبيعة المجتمعات الإفريقية التي تعيش فيها وهيأت لنشوء حركات التحرر الوطني في إفريقيا. وألمحت إلى أن تقسيم إفريقيا بين مختلف الدول الاستعمارية، وتكوين وحدات سياسية إقليمية لها حدودها وإداراتها وعاصمتها واسمها الخاص، وفرض لغة المستعمر لغة رسمية للإدارة، كان له أثره في سيادة السلام بين مختلف القبائل والمجتمعات الإفريقية.. وساعد إدخال نظام الإنتاج الاقتصادي الرأسمالي وتعميمه على دمج مختلف المجموعات العرقية في كل مستعمرة في دورة اقتصادية رأسمالية واحدة، وبناء وحدات اقتصادية رأسمالية، أفرزت طبقات اجتماعية جديدة، لا يقوم التمايز بينها على الأصل والنسب كما كان عليه الحال سابقاً، وإنما على المهنة ومستوى الدخل ونمط المعيشة. فظهرت نواة لطبقة برجوازية ريفية تتألف من كبار ملاك المزارع من الأفارقة والأوروبيين، وأخرى لطبقة برجوازية حضرية تضم كبار أصحاب المتاجر ووسائل النقل وكبار أصحاب الملكيات العقارية، وحملة الشهادات من محامين وأطباء ومعلمين وممرضين وموظفين أفارقة من العاملين في القطاعين العام والخاص من كتبة ومحاسبين ومترجمين، ونواة ثالثة لطبقة عاملة تتألف من العمال المأجورين الدائمين مثل عمال السكك الحديدية والأشغال العامة وعمال المناجم والمنشآت الكبيرة الخاصة والشركات التجارية. وأدى تعرض جميع هذه الفئات لألوان مختلفة من الاستغلال والقمع والاضطهاد، ونشر التعليم في المدارس التي أقامها الأوروبيون إلى ظهور فئة "النخبة" أو "الصفوة المختارة" من خريجي المدارس العليا والمعاهد الإقليمية والجامعات الأوربية المختلفة، ولا سيما من أبناء المستعمرات الفرنسية والإنجليزية الذين عاشوا في عواصم مستعمراتهم، وتعرفوا عن كثب على الحضارة الأوروبية الغربية ومناقبها ومثالبها ووسائلها التي يحاربهم المستعمرون بها، كما تعرفوا على المذاهب العقائدية والفلسفية المختلفة وأدوات النضال السياسي وأساليبه في الغرب، فكان لهذه الفئة في الغالبية العظمى من الحالات الدور الأكبر في تعبئة الجماهير الإفريقية وتنظيم حركات التحرر الوطني وقيادتها. وقد مرت حركات التحرر الوطني في إفريقيا بوجه عام بمرحلتين رئيستين: مرحلة الكفاح المسلح، ومرحلة النضال السياسي من أجل الاستقلال: أ مرحلة الكفاح المسلح: تمتد هذه المرحلة من بداية الغزو الاستعماري الأوروبي لأفريقيا واحتلالها حتى قيام النظام الاستعماري فيها. وقد تزعمت هذا الكفاح قيادات إفريقية تقليدية دينية وقبلية. ب مرحلة الكفاح السياسي من أجل الاستقلال: تولى الزعامة في هذه المرحلة الجيل الجديد من المثقفين الذين تخرجوا في المدارس والجامعات الأوربية الغربية. وبدء من عام 1951 بدأت الدول الإفريقية تحصل على استقلالها واحدة بعد أخرى، فارتفع عدد الدول الإفريقية المستقلة من دولتين فقط هما ليبيريا وإثيوبيا إلى 31 دولة في عام 1963، ثم 51 دولة في عام 1977، و53 دولة في عام 1993. وفي السياق نفسه، أشار الوزير الأسبق محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، إلى أن الجمعية الإفريقية في مصر كان لها دورا هاما، في دعم ومساندة حركات التحرير في القارة الإفريقية، وأن زعماء حركات التحرير والثوار الأفارقة نظروا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر باعتباره ملهما وزعيما قادرا على مجابهة الاستعمار، مضيفا أن مصر قدمت لهم نموذجا جديدا للتحرر باستخدام كل الوسائل المتاحة. كما ألقت الوزارة الضوء على الأباء المؤسسين انطلاقا من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قائد الثورة المصرية عام 1952، الذي عمل منذ توليه الحكم كأول رئيس للجمهورية المصرية منذ عام 1954 وحتى وفاته عام 1970 على محاربة الاستعمار، إذ ساندت مصر كافة حركات التحرر الوطني في سائر أرجاء القارة الإفريقية، من الدعم المادي إلى تقديم السلاح واستضافة قادة حركات التحرر الفارين من اضطهاد المستعمر، إلى إطلاق إذاعات باللغات الإفريقية. وقد أسهمت مساعدات مصر في عهد الرئيس عبد الناصر في نيل الكثير من شعوب القارة الإفريقية حريتها، وهو ما جعل ناصر واحدا من أبرز القادة الأفارقة على مر التاريخ، ولا تخلو تقريبا عاصمة إفريقية من شارع أو مؤسسة تحمل اسم الرئيس ناصر.. ومن أمثال القادة الأفارقة الذين دعمتهم مصر: كوامي نكروما (غانا)، يوليوس نيريري (تنزانيا) أحمد سيكتوري (غينيا) ليوبولد سنجور (السنغال).