بدأت وزارة الخارجية اليوم حملة إعلامية بعنوان أفريقيا قارةالنضال والآمال بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا الموافق 25 مايو من كل عام، وذلك على مدى 5 أيام، حيث تهدف الحملة إلى التعريف بهذا اليوم التاريخي في حياة الشعوب الأفريقية، والجهود الأفريقية للتكامل والتعاون من خلال مؤسسات العمل الأفريقي المشترك، وإبراز الدور المصري في دعم حركات التحرر الوطني ودعم التنمية وحفظ وبناء السلام في أفريقيا. كما ستبرز الحملة الدور الهام الذي قامت به شخصيات أفريقية بارزة على مستوى القارة. وقالت الخارجية إن أفريقيا هي قارة الأمال والنضال، حيث فندت أعمال أبرز قادة أفريقيا تحت شعار الأباء المؤسسون علي النحو التالي:-
جمال عبد الناصر:
قائد الثورة المصرية عام 1952 التى مهدت للإطاحة بالملكية فى مصر، الا أن طموحات ناصر وآماله لم تقتصر على تحرير مصر فحسب إذ أدرك أهمية محاربة القوى الاستعمارية، التى كانت تتربص بمصر، فى كل مكان وخاصة فى القارة الفريقية التى كانت ترزح تحت نير الاستعمار. وقد عمل ناصر منذ توليه الحكم كأول رئيس للجمهورية المصرية منذ عام 1954 وحتى وفاته عام 1970 على محاربة الاستعمار فى افريقيا إذ ساندت مصر كافة حركات التحرر الوطنى فى سائر أرجاء القارة الافريقية فمن الدعم المادى الى تقديم السلاح واستضافة قادة حركات التحرر الفارين من اضطهاد المستعمر الى اطلاق اذاعات باللغات الافريقية لحض الشعوب الافريقية للثورة ضد الاستعمار الأجنبى. وقد أسهمت مساعدات مصر فى عهد الرئيس عبد الناصر فى نيل الكثير من شعوب القارة الأفريقية حريتها، وهو ما جعل ناصر واحداً من أبرز القادة الأفارقة على مر التاريخ ولا تخلو تقريبا عاصمة افريقية من شارع أو مؤسسة تحمل اسم الرئيس ناصر.
حرص ناصر على تعزيز العلاقات المصرية الافريقية ايماناً منه بالجذور الافريقية لمصر وأن القارة هى الامتداد الجغرافى الطبيعى لمصر التى تشكل بدورها المدخل الشمالى الشرقى للقارة، حيث افتتح عشرات السفارت المصرية فى القارة الافريقية وشجع التبادل التجارى والثقافى بين دول القارة. يعد ناصر أحد أبرز مؤسسى منظمة الوحدة الافريقية التى شكلت الاطار الجامع لكافة الدول الافريقية الحرة حيث أصبحت المظلة الجامعة للدول الافريقية والتى من خلالها تتناول الدول الافريقية كيفية تعزيز التعاون فيما بينها وكذلك كيفية الحفاظ على مصالح دول القارة. وقد توفى ناصر عام 1970 بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح .
كوامى نكروما:
يعد نكروما من أبرز القادة الأفارقة الذين حاربوا الاستعمار، عمل مدرسا ببلاده ساحل الذهب (غانا حالياً) ثم التحق بالدراسة فى الولاياتالمتحدة وأسس فيها اتحاد طلبة أفريقيا، وعاد منها ليكافح من أجل إستقلال غانا حيث تولى الأمانة العامة لمؤتمر ساحل الذهب، وحث نكروما الشعب الغانى على الثورة ضد الاستعمار البريطانى وساهمت شعاراته وخطواته الثورية الوطنية فى اتساع شعبيته واتباع الشعب الغانى له. كانت غانا أول دولة تعلن استقلالها فى غرب أفريقيا حيث نجح فى انتزاع استقلال غانا من البريطانيين وكان أول رئيس لها عام 1960 حيث عمل على رفع المستوى التعليمى والصحى والاقتصادى بالبلاد. كان نكروما من اشد المؤمنين بأهمية العمل الافريقي المشترك وشارك مع القاده الأفارقة فى انشاء منظمة الوحدة الافريقية. تزوج نكروما من السيدة المصرية فتحية رزق وانجب منها جمال وسامية نكروما وقد توفى عام 1972.
يوليوس نيريرى:
حارب نيريرى الاستعمار البريطانى فى تنجانيقا وكان أول رئيس وزراء لها، حيث أسس عام 1955 حزب تناجانيقا الافريقي الوطنى (تانو) الذى دعا للتحرر السلمى واجتذب حزبه قاعده شعبية كبيرة حتى انتزع استقلال تنجانيقا. ثم أسفرت جهوده عن تكوين اتحاد بين تنجانيقا وزنزبار لتتأسس دولة تنزانيا ويكون هو أول رئيس لها عام 1965. كان نيريرى أحد أبرز القادة الأفارقة المعنيين بمحاربة نظم الفصل العنصرى وتولى رئاسة لجنة القادة الفارقة المعنية بانهاء التمييز ضد المواطنين السود فى كل من زيمبابوى وجنوب أفريقيا وناميبيا. وقد كان أحد أهم مؤسسى منظمة الوحدة الأفريقية وتوفى عام 1999.
أحمد سيكتورى :
هو أول رئيس لغينيا وأحد القادة المؤسسون لمنظمة الوحدة الأفريقية. ناضل سيكتورى ضد الاستعمار الفرنسى لبلاده منذ أربعينيات القرن العشرين وأسس حزب غينيا الديموقراطى ليضم سائر فئات الشعب الغيني وينظمهم لكفاح الاستعمار، وقد تولى عام 1956 منصب الأمين العام للإتحاد الفيدرالى لعمال افريقيا. أسس مع الرئيس نكروما عام 1959 اتحاد غاناوغينيا حيث شكلت تلك الخطوة دافعاً للدول الافريقية لتكوين منظمة الوحدة الافريقية كاطار جامع لشعوب القارة السمراء وقد رحل سيكتورى عام 1984 بعد أن لعب دورا فى مهام الوساطة ابان الحرب العراقية الايرانية.
ليوبولد سنجور:
يعد أحد أهم المثقفين الأفارقة فى القرن العشرين وهو سياسى وشاعر سنغالى تخرج فى جامعة السوربون. ساعدته لغته الفرنسية على فضح الممارسات العنصرية للاستعمار، وكان مؤمناً بقدرة الشعب السنغالى على مواجهة الاستعمار والنهوض الثقافى فاهتم بالتعليم، وقد تولى رئاسة السنغال من عام 1960 الى 1980. وقد تأسست فى مدينة الأسكندرية جامعة تحمل اسمه تابعة للمنظمة الفرانكفونية وتوفى عام 2001.
هيلا سيلاسي:
هو أخر إمبراطور فى سلالة أباطرة اثيوبيا، حارب الاحتلال الايطالي وقد نجح فى تحرير بلاده ووضع أول دستور للبلاد عام 1931.
ساهم هيلا سيلاسى بشكل بارز مع باقى القادة الأفارقة فى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، حيث تستضيف أديس أبابا عاصمة اثيوبيا مقر المنظمة منذ عهد هيلاسيلاسى حتى الآن، وقد توفى عام 1975.