في خطوة تعكس اقتراب لحظة طال انتظارها، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن إغلاق المتحف المصري الكبير أمام الزوار مؤقتًا، بدءًا من 15 أكتوبر وحتى 4 نوفمبر 2025، ضمن التحضيرات النهائية لحدث يعد الأهم في تاريخ المتاحف العالمية ، الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير المقرر في الأول من نوفمبر المقبل. هذا الصرح الحضاري، الذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، يستعد لاستقبال العالم بأبهى صورة تعكس عظمة مصر القديمة وروحها المتجددة. - قرار الإغلاق والتحضيرات الجارية أعلنت وزارة السياحة والآثار رسميًا غلق المتحف أمام الجمهور خلال الفترة من 15 أكتوبر حتى 4 نوفمبر 2025، وذلك لإتمام اللمسات الأخيرة ضمن خطة الاستعدادات النهائية لحفل الافتتاح الرسمي. وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن هذه المرحلة ستشهد تنفيذ عدد من الأعمال التنظيمية واللوجيستية الدقيقة، من تجهيزات داخلية، وتجارب تشغيل، وتدريبات لفِرق العمل، لضمان خروج الافتتاح بما يليق بمكانة مصر الثقافية عالميًا. وأكد أن أعمال الإغلاق لا تعني توقف العمل داخل المتحف، بل على العكس، تُعد مرحلة حاسمة لاختبار الأنظمة الإلكترونية والإرشادية ومسارات الزيارة والتأمين، فضلًا عن تجهيز قاعات العرض النهائية، واستكمال سيناريو العرض المتحفي الفريد الذي يروي قصة الحضارة المصرية من فجر التاريخ حتى العصر الحديث. - استئناف الزيارات من المقرر أن يُعاد فتح المتحف المصري الكبير أمام الجمهور في 4 نوفمبر 2025، في تزامن رمزي مع الذكرى ال103 لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون (1922)، أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم. وسيشهد ذلك اليوم استقبال الزائرين بالتجربة السياحية الكاملة لأول مرة، حيث سيتمكن الجمهور من مشاهدة مجموعة توت عنخ آمون بالكامل في عرضها الموحد الأول في التاريخ، إلى جانب القاعات الكبرى، والواجهة الزجاجية المطلة على أهرامات الجيزة، ومجموعة من التجارب التفاعلية الحديثة. - التجريب والإدارة التشغيلية منذ أكتوبر 2024، بدأ المتحف مرحلة التشغيل التجريبي لعدد من القاعات والمرافق العامة، بهدف تقييم تجربة الزوار واختبار الأنظمة الإلكترونية والإدارية. كما تم في فبراير 2025 تطبيق مواعيد الفتح الرسمية الجديدة، حيث يستقبل المتحف زائريه: من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً طوال أيام الأسبوع (صيفًا وشتاءً). ويُفتح مساءً يومي السبت والأربعاء حتى التاسعة مساءً، لإتاحة تجربة ليلية مميزة أمام الأهرامات. وخلال فترة التشغيل التجريبي، شهد المتحف إقبالًا عالميًا واسعًا من الزوار والبعثات السياحية، مما أتاح لفريق الإدارة فرصة تطوير آليات العرض والخدمات لتواكب أعلى المعايير الدولية. - المتحف المصري الكبير.. حلم يتحقق يقع المتحف على مساحة أكثر من 500 ألف متر مربع عند هضبة الجيزة، ويضم: أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف عصور التاريخ المصري. أكبر تمثال للملك رمسيس الثاني في بهو المدخل الرئيسي. مجموعة توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد. مركزًا للترميم يُعد من الأحدث في العالم. منظومة عرض حديثة تدمج بين التكنولوجيا والواقع التاريخي. ويُتوقع أن يكون الافتتاح حدثًا عالميًا يشهده قادة وشخصيات دولية ووسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم، ما يجعل المتحف واجهة مصر الحضارية الأولى في القرن الحادي والعشرين. - أهمية الافتتاح المرتقب يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير نقطة تحول في المشهد الثقافي والسياحي العالمي، إذ سيجمع بين الأصالة والحداثة، ويُعيد تعريف تجربة زيارة المتاحف من خلال: عرض شامل وتفاعلي للحضارة المصرية القديمة. ربط بصري مباشر بين المعروضات والأهرامات في مشهد بانورامي فريد. إتاحة تجربة رقمية ذكية للزوار عبر تطبيقات الإرشاد والتجول الافتراضي. تحقيق طفرة سياحية متوقعة بزيادة أعداد الزائرين لمصر بنسبة تتجاوز 30% خلال العام الأول بعد الافتتاح. - رسالة المتحف للعالم يُعد المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد مبنى أو معرض، بل هو مشروع وطني وإنساني يمثل رسالة من مصر إلى العالم تقول: هنا بدأت الحضارة، ومن هنا تستمر . إنه استثمار في الهوية، وفي قوة التاريخ، وفي المستقبل الذي يليق ببلدٍ حملت آثارُه ذاكرة الإنسانية منذ فجرها الأول. مع بدء العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير، تعيش مصر والعالم لحظة تاريخية فارقة تُعيد صياغة علاقة الإنسان بالتراث، فالإغلاق المؤقت ليس إلا الهدوء الذي يسبق الاحتفال الأعظم، حين تُفتح الأبواب في نوفمبر لتُطل الحضارة المصرية مجددًا على العالم من أوسع نوافذها، من الجيزة إلى العالم... هنا يُكتب فصل جديد من قصة الخلود المصري. اقرأ أيضا | العد التنازلي بدأ.. المتحف المصري الكبير يستعد لإبهار زواره بكنوز الفرعون الذهبي