أعلنت وزارة السياحة والآثار عن غلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير اعتبارًا من 20 أكتوبر المقبل، وذلك لنقل آخر مقتنيات الفرعون الذهبي إلى موطنها الدائم داخل المتحف المصري الكبير، حيث ستُعرض المجموعة الكاملة للمرة الأولى في تاريخها ضمن قاعة مخصصة تقدم تجربة استثنائية لزوار مصر والعالم، وذلك في خطوة محورية تعكس حجم الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير، تأتي هذه الخطوة ضمن المرحلة النهائية لخطة النقل الكبرى، التي استمرت لسنوات عدة، بهدف توحيد وعرض كنوز الملك توت عنخ آمون في إطار علمي متكامل بالمتحف المصري الكبير. ومن المقرر أن يفتح المتحف أبوابه رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل، في حفل افتتاح عالمي ينتظره المجتمع الأثري والدولي، على أن يبدأ استقبال الزوار في الرابع من نوفمبر 2025، بالتزامن مع الذكرى ال103 لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي في وادي الملوك بالأقصر. وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن غلق قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير لن يؤثر على حركة الزيارة العامة، حيث سيظل المتحف مفتوحًا للجمهور وفق مواعيده الرسمية، موضحا أن القرار يقتصر فقط على القاعة الخاصة بالملك الشاب، وذلك لاستكمال عمليات التغليف والنقل والتأمين وفق أعلى المعايير الدولية. وأضاف خالد، أن العرض الجديد لمقتنيات الملك توت عنخ آمون داخل المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا غير مسبوق في تاريخ المتاحف العالمية، إذ سيتيح للزائرين رؤية أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تمثل المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي في قاعة واحدة، الأمر الذي يوفر تجربة متكاملة تبرز عبقرية الفن المصري القديم وروعة تفاصيل الحياة الملكية قبل أكثر من 3300 عام. وأشار إلى أن هذه التجربة لن تكون مجرد عرض أثري تقليدي، بل سيتم تقديم القطع في سياق بصري وموضوعي شامل، يعكس الحياة الدينية والجنائزية واليومية في مصر القديمة، باستخدام أحدث تقنيات العرض المتحفي والوسائط التفاعلية، بما يجعل الزائر يعيش أجواء عصر الملك توت عنخ آمون بشكل غير مسبوق. ومن جانب آخر، أعلنت إدارة المتحف المصري الكبير أن المتحف سيُغلق أبوابه أمام كافة الزائرين اعتبارًا من 15 أكتوبر، وذلك لإجراء الترتيبات النهائية من أعمال تنظيمية وفنية ولوجستية داخل صالات العرض والمناطق المخصصة للزوار، تمهيدًا لانطلاق حفل الافتتاح الرسمي. بهذا، تستعد مصر لتقديم واحد من أضخم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، والذي لا يمثل فقط إضافة نوعية للبنية المتحفية العالمية، وإنما أيضًا رسالة حضارية تعكس دور مصر الرائد في الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم في أبهى صورة. اقرأ أيضا| رئيسة فريق تصميم جناح توت عنخ آمون: المتحف منحني فرصة لرؤية كنوز مصر