يشهد العالم قريبآ احتفالية كبرى تنظمها مصر قبل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير لنقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون ويعتبر القطعة الأخيرة التي سيتم نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى مقره الجديد في المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات. هذه الفعالية ليست مجرد عملية نقل أثر، بل استعراضًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة وتأكيدًا على التزام مصر بالحفاظ على تراثها الثقافي. ويمثل القناع الذهبي أحد أعظم الكنوز الفرعونية، حيث يعكس روعة الإبداع الفني والديني في العصور القديمة، ويظل رمزًا خالدًا لتاريخ مصر العظيم. * احتفالية نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير - أهمية الحدث نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون ليست مجرد عملية نقل أثر، بل خطوة رمزية تحمل معاني كبيرة، القناع الذي يعود إلى الأسرة ال18 وعصر الدولة الحديثة يُعد من أبرز رموز الحضارة الفرعونية وأشهر القطع الأثرية على الإطلاق، الاحتفالية سلطت الضوء على مكانة هذا الأثر الفريد ودوره في تعزيز السياحة الثقافية بمصر. * تفاصيل الاحتفالية كشف الباحث الأثري بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر، عن تنظيم احتفالية كبرى لنقل القناع من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، وعلى الرغم من أن الحدث لم يكن عالميًا، إلا أنه حظي باهتمام كبير محليًا ودوليًا، باعتباره خطوة تمهيدية لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُنتظر أن يكون أكبر متحف أثري في العالم. تمثل الاحتفالية بداية جديدة لعرض القطع الأثرية بطريقة تليق بعظمة الحضارة المصرية، إذ تم تجهيز جناح خاص بالقناع الذهبي ليكون محورًا رئيسيًا لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. * القناع الذهبي: أيقونة الحضارة الفرعونية القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، الذي اكتُشف في وادي الملوك عام 1922، يُعد قطعة فريدة تُبرز براعة المصريين القدماء في الحرفية والفنون، القناع مصنوع من الذهب الخالص ومزين بالأحجار الكريمة مثل اللازورد، الفيروز، ومعجون الزجاج. يُظهر القناع تصميمًا فنيًا دقيقًا، حيث يزين الصل (الكوبرا المقدسة) والنسر جبهة الملك، بينما تعلوه لحية مستعارة مصنوعة من عجينة الذهب، يحتوي القناع أيضًا على نقوش سحرية مأخوذة من كتاب الموتى، مما يبرز دوره في الطقوس الجنائزية عند المصريين القدماء. * تحضيرات المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير يُعد مشروعًا حضاريًا ضخمًا، يضم مجموعة من أهم الكنوز الأثرية في تاريخ البشرية، وحتى الآن، تم تجهيز 12 قاعة للعرض، فيما ينتظر افتتاح 8 قاعات أخرى مع الافتتاح الرسمي. يشمل المتحف جناحين مخصصين للملك توت عنخ آمون، يحتويان على 5396 قطعة أثرية، من بينها الكرسي الملكي، التابوت الذهبي، والقطع الجنائزية التي اكتُشفت في مقبرته، وقاعتين لمركبي الشمس للملك العائدين للملك خوفو. * جهود الحكومة المصرية في الإعداد للافتتاح تابع رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف، مؤكدًا أهمية تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتتاح هذا الصرح الكبير بشكل يليق بمكانة مصر الثقافية والتاريخية. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاحتفال بالافتتاح الرسمي سيكون حدثًا عالميًا يشمل دعوات لكبار الشخصيات الدولية، بجانب عروض فنية وثقافية تُبرز عظمة الحضارة المصرية. * المتحف المصري الكبير: صرح عالمي جديد بموقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة، يُعد المتحف المصري الكبير بوابة حديثة لاستكشاف تاريخ مصر، يحتوي المتحف على أكثر من 100,000 قطعة أثرية، تعرض بأسلوب متطور باستخدام أحدث التقنيات البصرية والرقمية. يهدف المتحف إلى تقديم تجربة فريدة للزوار من خلال عرض الكنوز الأثرية بطريقة تُبرز جمالها وسياقها التاريخي، يُتوقع أن يكون المتحف مركزًا ثقافيًا عالميًا يعزز السياحة الثقافية في مصر. * القناع الذهبي: إرث خالد للأجيال نقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون يمثل خطوة رمزية تحمل رسالة واضحة للعالم: أن مصر مستمرة في الحفاظ على إرثها التاريخي وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. القناع الذهبي، الذي استغرق صنعه 70 يومًا، يُعد تجسيدًا للفن الراقي والحضارة العريقة التي امتدت آلاف السنين، بفضل جهود الحكومة المصرية، أصبح هذا الأثر متاحًا للأجيال الجديدة ليكون مصدر إلهام وفخر. يمثل نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير بداية فصل جديد في استعراض تاريخ مصر الحضاري، الاحتفالية وما تلاها من تجهيزات تُبرز الدور الرائد لمصر في الحفاظ على تراثها الثقافي وتقديمه للعالم بطريقة تُظهر عظمة وإبداع المصريين القدماء. * اكتشاف أسرار الملك الذهبى وأثره الخالد فى رحلة فريدة تأخذ الزوار عبر الزمن، عند نقل الملك توت عنخ آمون للمتحف المصري الكبير يشارك الدكتور عيسى زيدان، المدير العام للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، رؤيته حول نقل قناعة الملك توت عنخ آمون . الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، أعلن إن هيتم نقل أكتر من 200 قطعة أثرية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، الموجودة في المتحف المصري بالتحرير، للمتحف المصري الكبير قبل الافتتاح الرسمي. وقال "زيدان" في تصريح خاص ل"بوابةأخبار اليوم": أن "المتحف المصري بالتحرير بيضم أكتر من 220 قطعة أثرية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون من ضمنها القناع والتابوت المذهب وكرسي العرش، وهيتم نقلها قبل الافتتاح الكامل والرسمي بوقت كافي ل قاعات العرض في المتحف المصري الكبير، اللي بيعتبر أكبر صرح ثقافي حضاري بتقدمه مصر في القرن ال21 للعالم كله". وأضاف "زيدان" إن سيتم عرض كنوز الفرعون الذهبي في قاعة مخصصة بالمتحف المصري الكبير، توصل مساحتها 7 أضعاف مساحة العرض المخصصة لها في المتحف المصري بالتحرير، ما يمنح الفرصة للزائرين للتعرف ومشاهدة مقتنيات الملك بشكل كامل وجذاب، وفقًا لأحدث وسائل وتقنيات العرض داخل المتاحف العالمية. * قناعة توت عنخ آمون: يصف الدكتور عيسى زيدان أن الملك توت عنخ آمون، الذي أصبح رمزًا للحضارة المصرية القديمة رغم فترة حكمه القصيرة، كان له تأثير عميق على التاريخ المصري، قناعة توت كانت تتمحور حول الحفاظ على التقاليد الدينية والملكية في مصر بعد فترة الاضطرابات التي حدثت خلال حكم والده أخناتون، تغيير اسمه من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون كان خطوة لتعزيز العبادة التقليدية للآلهة المصرية وتثبيت استقرار المملكة. * أغرب مقتنيات الملك توت عنخ آمون: من أبرز مقتنيات الملك توت عنخ آمون، هو القناع الذهبى الذى وُضع على وجهه في توابيت جنائزية مذهبة، القناع يمثل جمالًا فنيًا وابتكارًا مذهلاً، ويُعتبر واحدًا من أروع قطع الفن المصري القديم، كما يحتوي المعرض على العديد من الأدوات الأخرى مثل "درع الصدر" الذي يمثل الإله حورس، وأسطوانات الألعاب والمجوهرات التي تعكس عظمة الحياة الملكية. يظل الملك توت عنخ آمون رمزًا خالداً للحضارة المصرية القديمة، ورغم وفاته وهو في سن صغيرة، إلا أن آثار حكمه واكتشاف مقبرته تظل تلهم الجميع، وفي المتحف المصرى الكبير هو فرصة غير مسبوقة لعيش تلك اللحظات التاريخية. يظل القناع الذهبي رمزًا خالدًا للحضارة المصرية، شاهدًا على براعة أجدادنا ودعوة مفتوحة للعالم لاكتشاف أسرار مصر القديمة.