يعد المتحف المصري بالتحرير، من أبرز المعالم الثقافية في العالم، إذ يجسد أكثر من 122 عامًا من العراقة والتراث الإنساني. شهد أمس، توافدًا كبيرًا من الزوار الذين جاءوا للاستمتاع بمقتنيات المتحف الفريدة التي تعكس الحضارة المصرية القديمة، وبين أروقة المتحف وغرفه العريقة، يستكشف الزوار كنوزًا أثرية خالدة تحكي قصصًا عن أقدم حضارة عرفها التاريخ. نبذة عن المتحف المصري افتُتح المتحف المصري رسميًا عام 1902 في قلب ميدان التحرير بالقاهرة، ليكون أحد أقدم وأهم المتاحف الأثرية في العالم، صُمم المتحف بأسلوب معماري كلاسيكي يعكس روح العصر، ويضم بين جدرانه أكثر من 120 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف العصور التاريخية من عصور ما قبل التاريخ وصولًا إلى العصر الروماني. يحتوي المتحف على أبرز الكنوز الأثرية المصرية، مثل مجموعة الملك توت عنخ آمون الشهيرة، ومومياوات ملوك مصر القديمة، والتماثيل العملاقة، والمخطوطات القديمة، هذا إلى جانب جناح مخصص للقطع الصغيرة التي تسلط الضوء على حياة المصري القديم اليومية. الإقبال السياحي اليوم شهد المتحف المصري اليوم توافدًا ملحوظًا من الزوار، سواء من السياح الأجانب أو الزائرين المحليين، يعكس هذا الإقبال الكبير شغف الزوار باكتشاف التراث المصري، حيث تجولوا في أروقة المتحف بين الأقسام المختلفة، واستمتعوا بمشاهدة المومياوات الملكية والقطع الذهبية النفيسة. أثر المتحف في السياحة الثقافية يلعب المتحف المصري دورًا محوريًا في جذب السياحة الثقافية إلى مصر، حيث يُعد من أبرز الوجهات التي يحرص السياح على زيارتها، وتعد الفعاليات والأنشطة التي يُنظمها المتحف جزءًا من جهوده المستمرة للحفاظ على التراث والترويج له عالميًا. يظل المتحف المصري بالقاهرة شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية، ورمزًا ثقافيًا يتوافد إليه عشاق التاريخ من كل أنحاء العالم. * 220 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون تزين المتحف المصري بالتحرير حتى افتتاح المتحف الكبير كشف الدكتور علي عبدالحليم، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، أن المتحف ما زال يحتفظ بعرض 220 قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير. وأوضح أنه سيتم نقل هذه القطع إلى المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه الرسمي، حيث ستُعرض المجموعة الكاملة للملك توت لأول مرة في مكان واحد، ما يبرز عظمة وثراء الحضارة المصرية أمام العالم. صرّح الدكتور علي عبدالحليم، بأن القطع المتبقية من كنوز الملك توت عنخ آمون تُعرض حاليًا في المتحف المصري بالتحرير لتتيح للزوار من داخل مصر وخارجها فرصة الاستمتاع برؤية هذه القطع النادرة. وأشار إلى أن هذه القطع لا تحتاج إلى أي ترميم، مما يتيح الاحتفاظ بها في موقعها الحالي حتى يتم نقلها مباشرة إلى المتحف المصري الكبير قبل الافتتاح الرسمي. وأوضح عبدالحليم أن المتحف المصري بالتحرير يمثل "المتحف الأم"، حيث خرجت معظم القطع الأثرية المعروضة في المتاحف الأخرى من مخازنه، في حين أن المتحف المصري الكبير يُعد "الابن العملاق" الذي سيعرض مجموعة متفردة من كنوز توت عنخ آمون داخل قاعتين مخصصتين له. وأضاف أن المتحف المصري الكبير سيضم ملامح فريدة، مثل المجموعة الكاملة للملك توت، متحف مراكب خوفو، الدرج العظيم، البهو الكبير مع تمثال رمسيس الثاني، والمسلة المعلقة، مما يجعله وجهة استثنائية تساهم في تعزيز السياحة الثقافية في مصر. واختتم مدير المتحف بالتحرير حديثه مؤكدًا أن التنوع في سيناريوهات العرض بين المتحف المصري بالتحرير والمتحف المصري الكبير يعكس عبقرية الحضارة المصرية ويثري تجربة الزوار، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية رائدة. اقرأ أيضا | برنامج تعليمي لدعم الوعي البيئي بالمتحف المصري بالتحرير