يُعد المتحف المصري الكبير واحدًا من أكبر المتاحف الأثرية والثقافية في العالم، حيث يتيح لزواره تجربة استثنائية لمشاهدة أكثر من 50 ألف قطعة أثرية نادرة، تتضمن عرضًا كاملاً لمجموعة الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة أمام الجمهور. مع انطلاق التشغيل التجريبي أمس، الأربعاء، ينتظر الزوار واحدة من أبرز المفاجآت؛ إذ سيتمكنون من مشاهدة الأهرامات الثلاثة من داخل المتحف، مما يضفي على التجربة بُعدًا حضاريًا ومعماريًا فريدًا، في مشهد لا يتكرر إلا في هذا الصرح الثقافي العملاق. التشغيل التجريبي: بداية رحلة ملهمة بدأ المتحف المصري الكبير أمس تجربة تشغيله التجريبي، مُهيئًا للجمهور رحلةً استثنائية تجمع بين العظمة الحضارية والتكنولوجيا المتطورة في عرض الآثار المصرية. يتيح المتحف للزوار فرصة استكشاف أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، مما يجعله أكبر متحف أثري في العالم من حيث حجم المقتنيات التي يعرضها. من أبرز ما يميز هذا الصرح هو عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون بشكل كامل ولأول مرة في تاريخ المتاحف. ما يجعل هذا الافتتاح التجريبي أكثر إبهارًا هو تصميم المتحف الذي يسمح للزوار بمشاهدة الأهرامات الثلاثة من داخل المتحف نفسه، مما يخلق تجربة فريدة تجمع بين الحضارة العريقة والحداثة التكنولوجية في عرض آثار مصر القديمة. هذا المشهد المذهل يعزز من قدرة المتحف على تقديم تجربة غنية تجسد الروح التاريخية لمصر بأسلوب معاصر وجذاب. اقرأ أيضا | المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري في قلب مصر يستعد لاستقبال العالم مشاهدة الأهرامات من داخل المتحف كشفت لنا منة الله طاهر، منسقة العلاقات الدولية بالمتحف، أثناء جولة "بوابة أخبار اليوم" في برنامج "مسافر عبر الزمن"، أثناء التشغيل التجريبي، عن إحدى المفاجآت الكبرى التي تنتظر الزوار، عند صعود الزائر على الدرج العظيم داخل المتحف، سيجد نافذة ضخمة تتيح له رؤية الأهرامات الثلاثة، وكأنها معروضة داخل فاترينة خاصة، هذا التصميم الفريد يعزز من تواصل الزائر مع المشهد الحضاري المصري القديم، حيث يبدو وكأن الأهرامات جزء من مقتنيات المتحف نفسه. هذه التجربة الحصرية تُقدم للزوار رؤية شاملة تدمج بين التراث المصري المذهل والعرض المتحفي الحديث، حيث لا يقتصر الأمر على رؤية الآثار داخل المتحف فحسب، بل يمتد ليشمل رؤية الأهرامات كجزء لا يتجزأ من التجربة المتحفية. توت عنخ آمون: الوجهة الذهبية من المعالم الرئيسية التي تجذب الزوار في المتحف المصري الكبير هي قاعة الملك توت عنخ آمون. بعد رؤية الأهرامات الثلاثة من النافذة العملاقة، يمكن للزائر اختيار الاتجاه نحو اليمين، حيث يجد مقتنيات الملك الذهبي. تُعرض هذه المجموعة الكاملة لأول مرة في التاريخ داخل المتحف، وهي تشمل حوالي 5,000 قطعة أثرية تم العثور عليها في مقبرة توت عنخ آمون. يُعد هذا العرض بمثابة وجهة ذهبية لمحبي التاريخ والمصريات، حيث يتمكن الزوار من مشاهدة القطع الأثرية الأصلية للملك الشاب، بما في ذلك العرش الذهبي، والقناع الجنائزي الشهير، وعدد كبير من الكنوز التي تُظهر الحرفية الفائقة للمصريين القدماء. القاعات الرئيسية: رحلة عبر الحضارة المصرية بالإضافة إلى مجموعة توت عنخ آمون، يقدم المتحف المصري الكبير تجربة فريدة من خلال قاعاته الثلاث الرئيسية. إذا اختار الزائر الاتجاه نحو الشمال بعد رؤية الأهرامات، سيجد نفسه في هذه القاعات التي تعرض التسلسل التاريخي للحضارة المصرية منذ بدايات الأسرات الملكية حتى العصر اليوناني الروماني. هذه القاعات مُرتبة بطريقة تسلسلية تعكس تطور الحضارة المصرية، حيث تتيح للزائر فرصة الانتقال عبر الزمن، بدءًا من الدولة القديمة والوسطى، وصولًا إلى الدولة الحديثة والعصر البطلمي. كل قاعة تُعرض بشكل مبهر، مع تفاعل ذكي بين القطع الأثرية والإضاءة والتكنولوجيا الحديثة التي تُسهم في إبراز عظمة الآثار وثرائها. تجربة تفاعلية وثقافية متكاملة المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف يعرض الآثار، بل هو مركز ثقافي تفاعلي يقدم للزوار تجربة متكاملة تشمل العديد من الأنشطة والفعاليات التعليمية والترفيهية، يحتوي المتحف على مساحات مخصصة للأطفال، وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعريف الزوار، خاصة الصغار، بالحضارة المصرية القديمة بطريقة ممتعة ومبتكرة. من ضمن الأنشطة التفاعلية، يمكن للزوار المشاركة في ورش عمل تعليمية وفنية تتيح لهم فرصة تجربة تقنيات الفراعنة في البناء والنحت، هذه الورش تتيح للزائرين فرصة فهم أعمق للحرف التقليدية التي استخدمها المصريون القدماء، مما يجعل من زيارتهم تجربة تفاعلية غنية تُعزز من معرفتهم وتقديرهم للحضارة المصرية. مستقبل مشرق للمتحف المصري الكبير مع التشغيل التجريبي الذي انطلق اليوم، يُقدم المتحف المصري الكبير تجربة حضارية وثقافية لا مثيل لها، تعكس عظمة مصر القديمة وتواكب العصر الحديث في نفس الوقت، هذا المتحف الذي يجمع بين التراث العريق والتكنولوجيا الحديثة يُمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز دور مصر كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية في العالم. من المتوقع أن يصبح المتحف المصري الكبير وجهة أساسية للسياح من جميع أنحاء العالم، حيث يقدم تجربة شاملة تتجاوز مجرد عرض الآثار إلى خلق بيئة ثقافية تفاعلية، مع وجود خطط مستقبلية لتوسيع الأنشطة والفعاليات داخل المتحف، يُتوقع أن يكون له دور كبير في تعزيز السياحة الثقافية وجذب الزوار على مدار العام. تجربة فريدة تتجاوز حدود المتحف يُعد المتحف المصري الكبير خطوة هائلة نحو الحفاظ على التراث المصري وتقديمه للعالم بأسلوب حديث ومبتكر. من خلال الجمع بين الآثار الرائعة والعروض التفاعلية الحديثة، يُتيح المتحف للزوار فرصة الغوص في تاريخ مصر العريق بطريقة لم يسبق لها مثيل. وبفضل التصميم الهندسي الفريد الذي يسمح برؤية الأهرامات الثلاثة من داخل المتحف، يُصبح المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل تجربة متكاملة تستحق الزيارة.