بدأت وزارة الخارجية اليوم حملة إعلامية بعنوان أفريقيا قارة النضال والآمال بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا الموافق 25 مايو من كل عام، وذلك على مدى 5 أيام، حيث تهدف الحملة إلى التعريف بهذا اليوم التاريخي في حياة الشعوب الأفريقية، والجهود الأفريقية للتكامل والتعاون من خلال مؤسسات العمل الأفريقي المشترك، وإبراز الدور المصري في دعم حركات التحرر الوطني ودعم التنمية وحفظ وبناء السلام في أفريقيا. كما ستبرز الحملة الدور الهام الذي قامت به شخصيات أفريقية بارزة على مستوى القارة. واحتفالا بهذا اليوم فقد تناولت الخارجية أبرز انجازات حدثت في القارة الأفريقية ونشرت الخارجية حركات التحرر في أفريقيا، حيث قالت، إنها:
شهدت مختلف المستعمرات الأفريقية خلال النصف الأول من القرن العشرين تحولات مهمة في جميع مجالات الحياة، كان لها أثر كبير في تغيير طبيعة المجتمعات الإفريقية التي تعيش فيها وهيأت لنشوء حركات التحرر الوطني في أفريقيا. فقد كان لتقسيم أفريقيا بين مختلف الدول الاستعمارية وتكوين وحدات سياسية إقليمية لها حدودها وإداراتها وعاصمتها واسمها الخاص وفرض لغة المستعمر لغة رسمية للإدارة أثرها في سيادة السلام بين مختلف القبائل والمجتمعات الإفريقية. وساعد إدخال نظام الإنتاج الاقتصادي الرأسمالي وتعميمه على دمج مختلف المجموعات العرقية في كل مستعمرة في دورة اقتصادية رأسمالية واحدة، وبناء وحدات اقتصادية رأسمالية، أفرزت طبقات اجتماعية جديدة، لا يقوم التمايز بينها على الأصل والنسب كما كان عليه الحال سابقاً، وإنما على المهنة ومستوى الدخل ونمط المعيشة. فظهرت نواة لطبقة برجوازية ريفية تتألف من كبار ملاك المزارع من الأفارقة والأوروبيين، وأخرى لطبقة برجوازية حضرية تضم كبار أصحاب المتاجر ووسائل النقل وكبار أصحاب الملكيات العقارية، وحملة الشهادات من محامين وأطباء ومعلمين وممرضين وموظفين أفارقة من العاملين في القطاعين العام والخاص من كتبة ومحاسبين ومترجمين، ونواة ثالثة لطبقة عاملة تتألف من العمال المأجورين الدائمين مثل عمال السكك الحديدية والأشغال العامة وعمال المناجم والمنشآت الكبيرة الخاصة والشركات التجارية.
وأدى تعرض جميع هذه الفئات لألوان مختلفة من الاستغلال والقمع والاضطهاد، ونشر التعليم في المدارس التي أقامها الأوروبيون إلى ظهور فئة «النخبة» أو «الصفوة المختارة» من خريجي المدارس العليا والمعاهد الإقليمية والجامعات الأوربية المختلفة، ولا سيما من أبناء المستعمرات الفرنسية والإنجليزية الذين عاشوا في عواصم مستعمراتهم، وتعرفوا عن كثب على الحضارة الأوروبية الغربية ومناقبها ومثالبها ووسائلها التي يحاربهم المستعمرون بها، كما تعرفوا على المذاهب العقائدية والفلسفية المختلفة وأدوات النضال السياسي وأساليبه في الغرب، فكان لهذه الفئة في الغالبية العظمى من الحالات الدور الأكبر في تعبئة الجماهير الإفريقية وتنظيم حركات التحرر الوطني وقيادتها. وقد مرت حركات التحرر الوطني في إفريقية بوجه عام بمرحلتين رئيستين: مرحلة الكفاح المسلح ومرحلة النضال السياسي من أجل الاستقلال:
آ مرحلة الكفاح المسلح: تمتد هذه المرحلة عموماً من بداية الغزو الاستعماري الأوروبي لأفريقيا واحتلالها حتى قيام النظام الاستعماري فيها. وقد تزعمت هذا الكفاح قيادات إفريقية تقليدية دينية وقبلية. ب مرحلة الكفاح السياسي من أجل الاستقلال: تولى الزعامة في هذه المرحلة الجيل الجديد من المثقفين الذين تخرجوا في المدارس والجامعات الأوربية الغربية.
وبدءاً من عام 1951 بدأت الدول الأفريقية تحصل على استقلالها واحدة بعد أخرى، فارتفع عدد الدول الأفريقية المستقلة من دولتين فقط هما ليبيريا وإثيوبيا إلى 31 دولة في عام 1963 ثم 51 دولة في عام 1977 و53 دولة في عام 1993. وفي هذا السياق، أشار الوزير الأسبق محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، أن الجمعية الأفريقية في مصر كان لها دورا هاما، في دعم ومساندة حركات التحرير في القارة الإفريقية، مضيفا أن مصر لم تتأخر في دعم كل حركات التحرير في القارة الإفريقية، وبثت عشرات الإذاعات الأفريقية الموجهة باللغات المحلية للأفارقة. وأن زعماء حركات التحرير والثوار الأفارقة نظروا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر باعتباره ملهما وزعيما قادرا على مجابهة الاستعمار، مضيفا أن مصر قدمت لهم نموذجا جديدا للتحرر باستخدام كل الوسائل المتاحة.