احتفال دولي يجمع أكثر من 400 ممثل كنسي من القارات الخمس بتايلاند

انطلقت في مدينة تشيانغ ماي بتايلاند، فعاليات المجلس العام السابع والعشرين لاتحاد الكنائس المُصلحة في العالم (WCRC)، وسط إيقاع قرع الطبول ورنين الأجراس التقليدية، بمشاركة أكثر من 400 ممثل كنسي من مختلف دول العالم، في احتفال يجسد روح الإيمان والوحدة والشهادة المشتركة.
يُعقد المجلس لقائه حتى 23 أكتوبر تحت شعار: "اثبتوا في شهادتكم"، وتستضيفه كنيسة المسيح في تايلاند، في أول مرة تستضيف فيها البلاد هذا الحدث العالمي الذي يجمع بين الكنائس الأعضاء البالغ عددها 230 كنيسة وشركاء مسكونيين إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني والحكومة المحلية.
افتتاح مهيب يجسد وحدة العائلة المُصلحة
أعلن الدكتور القس سيتري نيومي، الأمين العام للاتحاد، افتتاح الجلسة بالتأكيد على أن المشاركين "يعملون وسط سحابة من الشهود"، داعيًا ممثلي المناطق المختلفة إلى الوقوف تعبيرًا عن تنوع العائلة المُصلحة حول العالم.
وبعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني، قامت القسيسة نجلاء قصّاب، رئيسة الاتحاد، بقرع الجرس الاحتفالي ثلاث مرات في إشارة رمزية تجمع بين الوقار والفرح.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت قصّاب: "نحن جسد واحد، مدعوون للشهادة معًا بشجاعة ورحمة".
تايلاند ترحب بضيوفها بروح من المحبة والوئام
أعرب ويرابونغ ريدورد، نائب محافظ مقاطعة تشيانغ ماي، عن ترحيب المدينة بالمشاركين، مؤكدًا أن تشيانغ ماي، التي كانت عاصمة لمملكة لانا القديمة، تتمتع بتاريخ ثقافي وروحي يمتد لأكثر من سبعة قرون، حيث يعيش البوذيون والمسيحيون والمسلمون والهندوس والسيخ في تناغم واحترام متبادل.
من جانبه، أشار ساكفيت ياناكاو، المدير العام لإدارة الشؤون الدينية في وزارة الثقافة التايلاندية، إلى أن الدين يلعب دورًا أساسيًا في شفاء المجتمعات وبناء السلام، قائلاً: "يحتاج المجتمع إلى الدين، والدين بدوره يحتاج إلى القوة والإبداع والشجاعة. معًا، يجب أن نبني السلام، ونرعى المتألمين، ونعزز العدالة والمساواة دون أن نترك أحدًا خلفنا".
أما القس الدكتور بونراتانا بويان، المشرف العام على كنيسة المسيح في تايلاند، فدعا الكنائس المُصلحة إلى الثبات في الشهادة قائلاً: "دعوتنا أن نحيا بالشفافية والنزاهة، وأن نُظهر المحبة للمحتاجين، ونعلن سلام المسيح في كل مجالات الحياة".
إيمان يزهر في التنوع
وجاء في رسالة عمدة تشيانغ ماي، أساني بورانوباكرون، أن المدينة تُعرف عالميًا بثقافتها الغنية وتاريخها الفني وجمالها الطبيعي الفريد، وهي أيضًا "مدينة دافئة بالمحبة والوحدة، يعيش فيها أتباع ديانات متعددة بانسجام وسلام".
شهد حفل الافتتاح عرضًا فنيًا مميزًا بعنوان "تايلاندنا" قدّمه معهد الاتصال المسيحي التابع لكنيسة المسيح في تايلاند، جمع بين الموسيقى والرقصات التقليدية التايلاندية ورسائل تعبّر عن الإيمان والفخر الوطني.
تحية من الشركاء المسكونيين: وحدة في الرسالة والشهادة
قدّم ممثلو الهيئات الكنسية العالمية كلمات ترحيب وتضامن، حيث أعرب الدكتور القس جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي (WCC)، عن اعتزازه بالعلاقة الوثيقة بين المجلس والاتحاد، قائلاً: "إن أولوياتنا متقاربة، وبرامجنا متداخلة، والتزامنا المشترك بالعدالة والسلام والعمل اللاهوتي يوحدنا في الشهادة معًا لقضايا العالم".
كما أشار الدكتور القس جوسوب كيم، الأمين العام لمجلس الإرسالية العالمية (CWM)، إلى الجذور اللاهوتية المشتركة قائلاً: "نحن شركتان كنسيتان ننهل من نبع واحد، إذ تذكّرنا التقاليد المُصلحة بأن الإيمان لا ينفصل عن العدالة".
وفي رسالة مجلس الكنائس الآسيوي (CCA)، التي ألقاها الدكتور القس براديت تاكير نيابة عن الأمين العام الدكتور ماثيو جورج شوناكارا، جاء أن شعار المجلس هذا العام "اثبتوا في شهادتكم" يحمل أهمية خاصة في عالم اليوم، داعيًا إلى الاستمرار في الشهادة الأمينة للمسيح في ظل التحديات العالمية.
تأمل وشكر وبداية لعشرة أيام من التمييز الروحي
وفي ختام اليوم الأول، عبّرت القس نجلاء قصّاب عن شكرها لكل من شارك في التنظيم والخدمة، وقالت: "نشكر الله على كل من قدّم موهبته وطاقته في سبيل هذا اللقاء، ونصلي من أجل كنائسنا في كل أنحاء العالم، من أجل قادتها وشجاعتهم وثباتهم في الشهادة".
وقد مهّد هذا الافتتاح الملهم لأيام من التأمل والعبادة والمناقشة الروحية، تجسّد وحدة الإيمان والرجاء بين أعضاء العائلة المُصلحة حول العالم، المجتمعين تحت شعار الثبات في الشهادة بين سحابة من الشهود.
WCRC_WG14-19-684x1024 WCRC_WG14-23
Untitled-1-rd6rvdcx12uxnk7fhrg7axm7n0tmo4eae4l55j1szk