بالتزامن مع المظاهرات الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وإعادة جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، خرج علينا عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، بتغريدة في الفضاء الإلكتروني ادعى فيها أن مصر تحتفل بتحرير ليس كاملا لأرض سيناء، مهاجما المملكة العربية السعودية. الرجل المثير للجدل دأب منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية أن ينتقد نظام الحكم بشكل ضمني، نافيًا مع كل انتقاد أية علاقة له بجماعة الإخوان، وهو ما كان لم يصدق عنه قط. في حواره مع "قناة بي بي سي" الفضائية اتهم وسائل الإعلام المصرية بتعمد تغييبه وتجاهله؛ لأنه من المعارضين للنظام، مؤكدًا في حواره على أن الحل الوحيد لمواجهة ما اسماه إخفاقات النظام الحالي هو إجراء انتخابات سياسية مبكرة بالرغم من أن الرئيس السيسي لم يكن قد أكمل بعد عامه الثاني في الحكم. ولم يكتف المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الحائز على ما يقرب من 4 ملايين صوت في انتخابات 2012 بذلك، بل حشد كل قواه لتشويه صورة النظام الحالي في الخارج ومحاولة إحراجه في المحافل الدولية باتهام الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة في حوار له مع صحيفة "مونيتور" الأمريكية بأنهم يماطلون في إجراء الانتخابات البرلمانية. "موجة من الغضب الممزوج بالاستهزاء والاستخفاف" تعرض لها القيادي السابق في جماعة الإخوان الإرهابية بعد محاولته مغازلة التيارات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان عند دعوته الدولة إلى إجراء مصالحة معهم ودمجهم في العمل السياسي، متحججًا بأن مصر تحتاج لاصطفاف وطني يضم كل الأطراف، من أجل إعادة المسار الديمقراطي مرة أخرى. أبو الفتوح الباحث عن "الشو " شن هجومًا إعلاميًا من خلال حزبه على البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بسبب زيارته للقدس للمشاركة في جنازة الأنبا "إبرام" مطران القدس والشرق الأدنى. عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادي، وشهرته عبد المنعم أبو الفتوح مواليد 15 أكتوبر 1951، ولد في حي الملك الصالح بمصر القديمة لأسرة جاءت إلى القاهرة من قرية قصر بغداد بكفر الزيات بمحافظة الغربية، ولكن أصولها تنتمى لمحافظة المنوفية، وكان ترتيبه الثالث بين ستة إخوة كلهم ذكور. حصل أبو الفتوح على بكالوريوس طب من كلية طب قصر العيني بتقدير جيد جدا، لكنه حرم من التعيين بالجامعة بسبب نشاطه السياسي، واعتقل لعدة أشهر ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة. وحصل على درجة الماجيستر في إدارة المستشفيات من كلية التجارة جامعة حلوان، وتقلد منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب ومدير عام المستشفيات بالجمعية الطبية الإسلامية وكان من أبرز المنضمين لجماعة الإخوان المسلمين حتى مارس 2011. وكان أبو الفتوح قد انشق عن جماعة الإخوان الإرهابية في العام 2011 رفضا لقرار الجماعة حينها بعدم تقديم أي مرشح لها في انتخابات الرئاسة، وذلك قبل أن تتراجع الجماعة عن القرار بعد ذلك. وبعد انشقاق أبو الفتوح عن الجماعة أسس حزب مصر القوية وشارك في الانتخابات الرئاسية وحل رابعا في الانتخابات التي فاز فيها محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين عام 2012.