اهتمت الصحف السعودية في افتتاحيتها اليوم باعتذار المملكة عن قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، معتبرة أنه بادرة مناسبة للتعبير عن عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. وقالت صحيفة الرياض تحت عنوان “,”المملكة.. جرأة الموقف وأخلاقيته“,”، إن السعودية بررت اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن بسبب تقصير المجلس في العديد من المواقف داخل المنطقة العربية وخارجها ، لافتة الى انها أقدمت على خطوة نادراً ما تتخذها دول أخرى. وأضافت على الرغم من انها حظيت بالترشيح من قبل أعضاء في الأممالمتحدة - مدعمين ذلك بمواقفها التي كانت دائماً ضد الاعتداءات من دول أو أفراد، ورفضها التام للفصل العنصري، وتشجيعها للحوار بين الأديان والحضارات ، واحتوائها التطرف أياً كان مصدره - إلا أنها قررت الاعتذار عن عضويتها في مجلس الأمن الدولي لعجزه عن البت في معظم القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الاوسط . ومن جانبها أوضحت صحيفة “,”اليوم“,”، أنه لم يعد خافياً على أحد، أن مجلس الأمن الدولي، ومعه منظمة الأممالمتحدة بأكملها، أصبحا عبئاً ثقيلاً على دول العالم، رغم نبل الفكرة منذ أيام عصبة الأمم. وقالت الصحيفة إن سر الاعتذار السعودي عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، رغم فوزها بنسبة كبيرة من الأصوات، هو عدم القدرة على إصلاح هذا المنبر الدولي وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين. وأشارت إلى أنه إذا كان العالم حريصاً على قيم الإنسانية والحضارة، فلا بد من تغيير هذه الآليات، والشروع في عملية إصلاح للقيم السائدة، وعدم النظر للأمور بعين واحدة، بعيداً عن هذا العجز المخزي والفشل الذريع. وفي ذات السياق وصفت صحيفة “,”الوطن“,”، اعتذار المملكة عن شغل مقعدها الذي انتُخبت له، في مجلس الأمن، بأنه مفاجئ، وتاريخي، وغير مسبوق، مشيرة الى انه تعبير عن الوصول إلى الدرجة القصوى من الاستياء الناجم عن فشل مجلس الأمن في النهوض بالمهام التي قام من أجلها. وشددت على أن السياسة الخارجية السعودية قائمة على أدبيات ثابتة عمادها الأخلاق، واحترام حقوق الدول ومواطنيها في العيش بسلام، وهو ما لم يحققه مجلس الأمن، لأنه يكيل بمكيالين، ويفرز القضايا الدولية بحسب مصالح قوى الهيمنة. بدورها أعادت صحيفة “,”الشرق“,” إلى الأذهان، أن المملكة السعودية قدَّمت خارطة طريق لإصلاح مجلس الامن الدولي كانت قد طرحتها في مؤتمر دولي بروما في فبراير الماضي، لافتة الى ان موقفها الرافض لهذه المنظومة العاجزة يتسق مع رفضها للعضوية الان . وأبرزت أنه باعتذارها عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي بعد ساعاتٍ من انتخابها لشغل هذا المقعد، تكون المملكة أرسلت رسالة احتجاج ذات طابع عالمي تعترض فيها بوضوح على آلية اتخاذ القرارات داخل هذا المجلس، الذي فقد كثيراً من وزنه، ولم يعد قادراً على أداء مهمته المتمثلة في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين. وقالت صحيفة “,”عكاظ“,” لطالما كانت المملكة كبيرة في قراراتها، تتعامل مع العمق ولا تهتم بالقشور، لذلك جاء اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن كبيراً وصوتاً عالياً ومؤثراً بالتأكيد. واوضحت الصحيفة ان السعودية قدمت الشكر لمن انتخبوها، ووثقوا بمواقفها، والمملكة ليست بالغريبة أو حديثة العهد في المنظمة الدولية، فهي عضو مؤسس لمنظمة الأممالمتحدة ولطالما كانت ملتزمة بمقاصد ومبادئ ميثاق المنظمة الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن اعتذار المملكة موقفاً قوياً يعبر عن مكانتها الدولية ومواقفها النزيهة تجاه القضايا العربية والإسلامية. أ ش أ