وسط تزايد احتمالات تدخل برى سعودى تركى فى سوريا بغطاء من التحالف الدولى لمحاربة تنظيم «داعش»، شهدت المملكة العربية السعودية، أمس، وصول القوات المشاركة فى المناورات العسكرية «رعد الشمال»، الأهم والأكبر فى تاريخ المنطقة. وتعد هذه المناورة العسكرية الأكبر من جهة عدد الدول، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة»، فيما توقعت مصادر إعلامية سعودية بدء «عاصفة الشمال» داخل الأراضى السورية خلال الفترة القليلة المقبلة. وتشترك فى المناورات إضافة إلى السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، عُمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، جاهزية التدخل البري، وأنه مرتبط بوجود مكوّن برى لهذا التحالف ضد «داعش» فى سوريا، مضيفا: «التوقيت ليس بأيدينا، بل هو مرتبط بقرار الولاياتالمتحدة (قائدة التحالف)، ونحن والإمارات جاهزون لنشر قواتنا هناك». ورأى «الجبير»، أن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، «ستفشل فى إنقاذ» الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن رحيله عن الحكم «مسألة وقت». وقال: «فى حال فشل العملية السياسية، فإن القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفى نهاية الأمر سينهزم بشار الأسد». وأعلنت وزارة الخارجية السورية أمس الأول، أن طابور من العربات المدرعة التركية توغلت داخل الأراضى السورية، وقالت الوزارة: «توغلت 12 سيارة بيك أب مزودة برشاشات من نوع دوشكا ومن عيار 14.5 ملم داخل الأراضى السورية قادمة من الأراضى التركية عبر معبر باب السلامة الحدودى يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد بأن جزءا منهم من القوات التركية والمرتزقة الأتراك ولا تزال عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودى إلى داخل منطقة إعزاز السورية». واعتدت السلطات التركية بالمدفعية الثقيلة على مناطق فى ريفى اللاذقية وحلب الشماليين، فيما نفى وزير الدفاع التركي، عصمت يلمز، أمس، دخول قوات تركية إلى الأراضى السورية، وأكد أنه «ليس لدى الجيش التركى النية فى الدخول إلى سوريا». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول»، عن وزير الدفاع التركى نفيه لأنباء تحدثت عن أن قوات تركية دخلت الأراضى السورية مطلع الأسبوع، وقال الوزير إن أنقرة لا تفكر فى إرسال قوات إلى سوريا. وأشارت الوكالة إلى أن المعلومات حول دخول قوات تركية إلى سوريا، ذكرت فقط فى الرسالة التى توجهت بها الحكومة السورية إلى منظمة الأممالمتحدة على خلفية قصف الجيش لمواقع فى شمال سوريا تسيطر عليها عناصر من وحدات «حماية الشعب» الكردية. وأعلن ناشطون سوريون قيام المدفعية التركية بقصف مواقع تتبع لقوات الحماية الكردية بمطار شمال حلب بعشرات القذائف موقعة العديد من الاصابات المحققة بصفوفهم دون الإعلان عن كمية الخسائر، كما قامت المدفعية أيضاً باستهداف مواقع قوات الحماية الكردية بأعزاز وعفرين التى كانت قد حاولت القوات الكردية السيطرة عليها فى الأسبوع الماضى بعد أن كانت تحت سيطرة الجيش السورى الحر لما يقارب الثلاث سنوات، كما استهدفت المدفعية مناطق فى قرى مرعناز وكشتعار. وقتل 29 من عناصر «وحدات حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى (كردى سوري) فى قصف المدفعية التركية لمواقعها فى ريف حلب شمالى سوريا، مساء أمس السبت حتى صباح الأحد. إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو الجدى من التصرفات العدوانية للسلطات التركية إزاء مناطق سوريا المجاورة. وقالت الخارجية فى بيان أصدرته، أمس: «نرى فى ذلك دعما سافرا للإرهاب الدولى وانتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي، والالتزامات التى أخذتها تركيا على عاتقها كدولة مشاركة فى المجموعة الدولية لدعم سوريا». وأضافت أنها تؤيد طرح هذه المسألة للبحث فى مجلس الأمن الدولى لإعطاء «تقييم دقيق للاستفزازات التركية التى تشكل تهديدا للسلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط وخارجها». كما لفتت الوزارة إلى وجود معلومات تؤكد استمرار تركيا بالسماح لمرور عصابات مسلحة متطرفة جديدة إلى سوريا، لدعم فصائل «جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من المنظمات الإرهابية التى لحقت بها أضرار جسيمة خلال المعارك. وذكرت أن المسلحين المصابين ينقلون إلى تركيا، فضلا عن تحرك مجموعات مشتتة من العصابات للاستراحة فى تركيا وإعادة تنظيم صفوفها. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع السعودية أعلنت الأسبوع الماضى عن استعدادها لنشر قوات برية فى سوريا من أجل مواجهة «داعش»، وحذت الإمارات العربية المتحدة حذو المملكة فى ذلك. وأعلن وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر الجمعة الماضى أن الإمارات تستعد لإرسال قوات خاصة لدعم فصائل مسلحة سورية تنوى استعادة مدينة الرقة شمال البلاد من قبضة داعش.