أعلن الكرملين أمس أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين اتفقا خلال محادثات هاتفية بينهما على تعزيز التعاون الدبلوماسى وغيره من أوجه التعاون لتنفيذ اتفاق ميونيخ بشأن سوريا. وقال الكرملين فى بيان إن الرئيسين قيما بإيجابية المحادثات بشأن سوريا التى جرت فى ميونيخ فى 11 و12 فبراير الجاري، وأكدا دعمهما لجهود تنفيذ وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية. وأضاف أن بوتين وأوباما بحثا الحاجة للتواصل بين وزارتى دفاع البلدين بما يتيح لهما محاربة تنظيم داعش الإرهابى وتنظيمات إرهابية أخرى بنجاح. وأشار البيان إلى أن الرئيسين تحدثا عن أهمية تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، كما بحثا الوضع فى أوكرانيا. وفي السياق نفسه، أعلن دميتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يبقي في منصبه حتي تحديد شكل النظام السياسي المستقبلي لسوريا، مشيرا إلي أن أي عملية برية في سوريا ستقود إلي حرب شاملة وطويلة. وقال ميدفيديف في حديث لمحطة يورونيوز التلفزيونية إن أي عملية برية في سوريا ستقود إلي «حرب شاملة وطويلة». وأكد «دعوني أكرر أن لا أحد يرغب في اندلاع حرب جديدة». وعلى صعيد العمليات العسكرية فى سوريا، أعلن رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو أن قوات بلاده قصفت لليوم الثانى على التوالى مواقع كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى بالقرب من مدينة أعزاز فى محافظة حلب شمال سوريا ردا على نيران صدرت باتجاه قاعدة عسكرية جنوبتركيا، مشيرا إلى أن التطورات فى سوريا تهدد أمن تركيا القومي. وفى غضون ذلك، وصفت الحكومة السورية القصف التركى على أراضيها بأنه دعم مباشر للتنظيمات الإرهابية، كما رفض حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى مطلب أنقرة بانسحاب مقاتلين أكراد تابعين للحزب من المواقع التى تتعرض لقصف الجيش التركي، وحذر من أن السوريين سيتصدون لأى تدخل تركى فى البلاد. جاء هذا في الوقت الذي ذكرت فيه الحكومة السورية أن 100مسلح للقوات التركية يعتقد أنهم دخلوا سوريا برفقة 12شاحنة صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، في إطار عمليات أنقرة المستمرة لتزويد المسلحين الذين يقاتلون ضد قوات الجيش السوري بالأسلحة. وأكدت وزارة الخارجية السورية في رسالة إلي مجلس الأمن الدولي نشرتها وكالة الأنباء السورية »سانا« أن عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة ما تزال مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي إلي داخل منطقة أعزاز السورية. وأوضحت الوزارة أن القوات التركية توغلت داخل الأراضي السورية، عبر معبر باب السلامة الحدودي، وكانت الولاياتالمتحدة قد دعت أمس الأول تركيا إلى التوقف عن قصف مواقع الأكراد والحكومة السورية فى شمال سوريا. وفى سياق متصل، أكدت السعودية أمس أنها أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة إنجيرليك الجوية فى تركيا لقتال تنظيم داعش الإرهابي.وقال العميد أحمد العسيرى المستشار فى مكتب وزير الدفاع السعودى إن السعودية تعهدت بتصعيد القتال ضد داعش وأن هذه الخطوة جزء من هذه الجهود. وقال أيضا إن الوجود السعودى الحالى فى القاعدة الجوية التركية قاصر على الطائرات بطواقمها ولم يتم إرسال قوات برية. ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير إن "أى قرار تتخذه السعودية لنشر قوات خاصة فى سوريا يرتبط بالقتال الذى يقوده التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش". وأضاف الجبير فى مؤتمر صحفى مع نظيره السويسرى فى الرياض أن "إرسال المملكة طائرات إلى قاعدة إنجرليك الجوية فى تركيا جزء من هذه الحملة، واستعداد المملكة لإرسال قوات خاصة لأى عملية برية فى سوريا يرتبط بقرار وجود عنصر برى للتحالف الدولى ضد داعش فى سوريا، مشيرا إلى أن توقيت إرسال هذه القوات السعودية لا يرجع للرياض". وتابع الجبير قائلا إن "روسيا الداعمة للحكومة السورية ستفشل فى إنقاذ الرئيس بشار الأسد، ورحيل الأسد عن الحكم مسألة وقت". وعلى صعيد متصل، شككت إسرائيل أمس فى نجاح تنفيذ الاتفاق الدولى لوقف الأعمال القتالية فى سوريا، وأشار مسئول إسرائيلى بارز إلى أن التقسيم الطائفى لسوريا ربما يكون أفضل خيار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلى موشى يعلون الموجود حاليا فى مؤتمر ميونيخ الأمنى فى بيان إن "الوضع فى سوريا معقد للغاية ويصعب رؤية كيف يمكن أن تتوقف الحرب والقتل الجماعى هناك". وأضاف "سوريا التى نعرفها لن تكون موحدة فى المستقبل القريب وفى نفس الوقت أعتقد أننا سنرى جيوبا سواء كانت منظمة أو لا، تشكلها مختلف القطاعات التى تعيش وتقاتل هناك."