كرم صالون "الملتقى الثقافي" الكويتي، الذي يديره الكاتب طالب الرفاعي، الأديب والأكاديمي والناقد الدكتور سليمان الشطي. وفي بداية أمسية أقامها الملتقى لهذا الغرض، قال طالب الرفاعي: إذا ما ذكرت الثقافة الحديثة في الكويت فسليمان الشطي، هو أساسي لهذه الثقافة؛ كاتبا وقاصا وروائيا ومثقفا، وأحد أعمدة رابطة الأدباء منذ أن أسست. وقدمت د. نجمة ادريس ورقة عن سليمان الشطي الفنان والمبدع، وقالت "حين تقرأ سليمان الشطي منذ (الصوت الخافت) وحتى (الورد لك.. الشوك لي)، وعبر مسيرته الإبداعية، فأنت إزاء كاتب عابر للزمن وموجود في اللحظة دائما، فأنت تراه حداثيا بامتياز حتى وأنت تقرأ في قصصه التي كتبها منذ نحو أربعة عقود". بدوره قدم الناقد فهد الهندال ورقة عن سليمان الشطي "الناقد المبدع"، فتحدث عن الشطي، استاذه الجامعي في قسم اللغة العربية، وصورته العملاقة وهو يتلقى عنه أصول النقد، وتطرق إلى بعض كتبه النقدية ومنها كتاب "ثلاث قراءت تراثية"، ورأى أنه أثار مجموعة من الأسئلة حول علاقة الفن بالدين. كما تحدث الهندال عن مشروع الشطي النقدي "الشعر في الكويت"، الذي اعتبره مصدرا لكل باحث في الأدب الكويتي عامة والشعر خاصة. وتحدث عن دور الشطي مع الجيل الجديد من الشعراء، حيث أكد أنه أفرد مساحة كبيرة لهم، مشيدا برؤيته النقدية في التعرف على نتاجهم الشعري دون أن يحصر الحكم عليهم بوجهة نظره النقدية. وقال الدكتور الشطي في نهاية الأمسية : من الصعب على الإنسان أن يقول بمن تأثر، لقد دخلت مجال الثقافة (فزغللت) عيني باهتمامات عديدة ، بمن تأثرت؟ شهرزاد، الجاحظ، تشيخوف، ربما بكل هؤلاء، حتى الآن لا أعرف ماذا أقرأ.. أنا اقرأ خمسة كتب في وقت واحد؛ في التاريخ والأدب والفقه واللغة، ربما ذلك هو ما يجمع بين نيتشه وأبي حنيفة عندي. وعن كيفية جمعه بين العملين الإبداعي والأكاديمي، قال الشطي: هذه مشكلة واجهتني وواجهتها بلا وعي، لقد لاحظت أن الفن لا يحب زوجة أخرى ولا يحب شريكا، لذا عندما كتبت مجموعتي القصصية الأولى توقفت من أجل الماجستير والدكتوراه، وبعدها كتبت مجموعتي القصصية الثانية، وهكذا لم أجمع يوما بين الإبداع أو الفن والعمل الأكاديمي. وأضاف الشطي إن المبدع لا يتقاعد، فالكتابة علاج ضد أمراض الشيخوخة.. عندما تأخذ وريقاتك وتكتب لمدة 3 ساعات يوميا انفصل بها عن المركبة الأم.. إنها شيء ممتع. أكد الشطي أنه لا يحب كلمة "ناقد"، مؤكدا "أنا لست ناقدا"، وقال إنه ينتمي إلى جيل البدايات ، حيث لم يكن هناك شيء ، وكان على جيلي أن يملأ الفراغات في كل مكان مرغما، في المسرح والنقد والجمعيات. وحظيت الأمسية بحضور كوكبة من الأدباء والمثقفين، منهم الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، والكاتب عبدالعزيز السريع، والملحق الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت، حيث قدم الكثير من الحضور شهادات عن علاقتهم بالكاتب والأديب سليمان الشطي.