قنديل: الزعيم من ينصبه الشعب و “,”السيسي“,” مشروع زعيم جديد دراج: “,”السيسي“,” يمثل للشعب نقطة الضوء بعد ظلام دامس سيد أحمد: مصر لم تنجب زعماء سوى “,”ناصر“,” و “,”السيسي“,” على مر التاريخ المصري نصبت الإرادة الشعبية قادة سياسيين كزعماء للأمة بناء على مواقف صعبة و قرارات حاسمة، و لم تجعل أسماءهم فى كتاب التاريخ المصرى شأنها شأن غيرها، بل وضعتها قاب قوسين من نور، لتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة الشعبية المصرية واعية، بما يكفى لتنصب أسماء و رموز دون غيرها كزعماء و قادة. سياسيون و عسكريون أكدوا ل“,”البوابة نيوز“,” أن الزعيم الوطنى يختاره الشعب بناء على مواقف صعبة يجتازها أو قرارات حاسمة يتخذها أو سياسات واقعية تنحاز إليهم، و هو ما ينطبق على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر و ظلت أفكاره و أيدلوجيته الفكرية حية لم تمت، و الرئيس الراحل “,”أنور السادات“,” الذى مثل بالنسبة لهم قاهر العدو فى 73 ، و الفريق أول“,” عبدالفتاح السيسى“,” الذى اعتبرته جموع الشعب المصرى بمثابة المخلص من قبضة الإخوان، التي كادت تقضي على التاريخ و الحضارة و الأخضر و اليابس، لولا موقف و قرار “,”السيسى“,” المحوريين فى ثورة يونيو. كاريزما ناصر قال اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري و الإستراتيجي، إن الزعماء و القادة لا يحصلون على هذا اللقب لأنهم حكموا البلاد فقط، و إنما الزعامة يجب أن تقوم على أرضية شعبية تحصن هذه الزعامة، و تثبت أن الزعيم جدير بها، مشيرا إلى أن مصر شهدت عددا من الزعماء على مر التاريخ ، خلدت الجماهير أسماءهم فى الذاكرة. و أشار قنديل إلى أن الراحل جمال عبدالناصر كان أحد هؤلاء القادة العظماء، وقال إنه صاحب “,”كاريزما “,” و أحبه الشعب و حقق أهداف الثورة، التي كان أهمها العدالة الاجتماعية، و لكن تثاقلت عليه العداوات بعد تأميمه لقناة السويس، و واجه العدوان الثلاثي، و اختار الحرية و التحرر من الاستعمار على الاستكانة، لذا استحق لقب “,”الزعيم“,” و بجدارة. مكر ودهاء و لفت الخبير العسكري إلى أنه كما كان عبدالناصر رمزا فى فترته، كان السادات هو الآخر كذلك، و استحق لقب “,”رجل الحرب و السلام“,”، حيث كان رجلا شديد المكر و الدهاء و استطاع أن يبدد الأسطورة الإسرائيلية القائلة بأن حدود إسرائيل تقف عند آخر جندى إسرائيلي، و اقتحم سدها المنيع المعروف بخط بارليف، و جنح لعقد معاهدة سلام معها لكى ينأى بالبلاد عن الحروب و خسائرها . و أشار قنديل إلى أن مبارك هو الآخر فى أول 10 سنوات من حكمه كان يستحق لقب الزعيم، موضحا أن ارتباط الطلعة الجوية الأولى فى 73 أضفت على اسمه الكثير من معالم القائد آنذاك، منوها عن الفترة الأخيرة من حكمه، التى تسببت فى تجميد رصيد “,”مبارك“,”، و أدت إلى إسقاطه بشكل نهائي. مشروع لقائد و نوه، الخبير العسكرى إلى أن مصر لم تنجب زعيما منذ هؤلاء الثلاثة، إلا الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذى جاءت الإرادة الشعبية لتنصبه زعيما، لقراره الجريء بالانحياز للشعب و الوقوف فى وجه الدول العظمى، و تحمل تبعات القرار، وهو ما يجعله الرمز الوطنى أو مشروع القائد بشكل مثالي فى أعين السواد الأعظم من المصريين. الضابط الباسل من جانبه قال الدكتور أحمد دراج، القيادي السابق بحزب الدستور، إن القادة و الزعماء هم من ينصبهم الشعب بناء على مواقف تستحق منحهم هذا الشرف العظيم، مشيراً إلى أن القادة يتم تقسيمهم إلى: قادة نظام، و على رأس هولاء يأتى “,”عبدالناصر“,” الضابط الباسل الذى شارك فى حرب 48 ، و في أعقاب ثورة يوليو تجاوب مع مطالب الشعب، و عمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، و وقف ضد الاستعمار، و هو ما أدى إلى التفاف الشعب حوله و تمجيده، لافتا إلى أنه نظرا لأن للعظماء أيضا هفوات و أخطاء، فإن ناصر كان له أخطاء، لكن بمقياس الوطنية فإن هذه الأخطاء مقبولة من الشعوب. هفوة السادات وتحولا إلى عهد “,”الرئيس الراحل أنور السادات“,”، أشار دراج إلى أن “,”السادات“,” ظل محتفظا لفترة لا بأس بها بلقب “,”رجل الحرب و السلام“,”، و كان جديرا بدور الزعامة و القيادة حينها ،غير أن هفوة “,”السادات“,” لم تكن هينة، حيث إن معاهدة السلام المعروفة بكامب ديفيد التى وقعها باسم مصر مع الكيان الصهيوني، جردته من موقع البطولة و الزعامة و هذا إنما يدل على أن الشعب يلتف حول كل ما يدعم كرامته و يعتبرها خطا أحمر لا يجوز تجاوزه. و استطرد دراج قائلا: كما أن هناك قيادات و رموزا وسيطة لديها رصيد كبير لدى الجماهير، كالفريق أول محمود فوزى و المشير أبوغزالة و الفريق سعد الشاذلي، و غيرهم الكثيرون ممن لم يحكموا البلاد، غير أن أدوارهم الكبيرة، تركت بصماتهم لدى الشعب بشكل مشرف. و أضاف القيادى السابق بحزب الدستور قائلا: إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يعبر عن جيل جديد من الزعامة، لافتا إلى أنه بالفعل يعتبر مشروع زعيم إلا أنه يجب أن يستمر كرمز، لا كرئيس جمهورية، كى لا تحترق الفكرة المثالية التي أخذت عنه، بالإضافة إلى أن عدوله عن عدم الترشح سيتسبب في شرخ كبير بينه و بين الجموع التى وجدت فيه بقعة الضوء الوحيدة بعد ظلام دامس. انحياز للفقراء فيما أكد الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ الاجتماع السياسي، أن الزعامة صناعة ليست بهينة، تقوم على أساس حب الشعب لقائد معين و التفافها حولها و تعلقها به، مشيرا إلى أن المواقف هى ما تصنع الزعماء و القادة مثل الزعيم جمال عبدالناصر و الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وأشار سيد أحمد إلى أن الشعب أحب “,”ناصر“,” لانحيازه الحقيقي للفقراء و المهمشين و لم يكن انحيازا كلاميا، مثل بعض القادة الذين كانوا يستلهمون حماس الشعب بالشعارات الرنانة فحسب، لافتا إلى أن سياسات “,”ناصر“,” على الأرض كانت أكثر إنصافاً للفقراء، متابعا أسباب حب الشعب لعبد الناصر ارتكز على عدة محاور أهمها، الانحياز الاقتصادي الذى تمثل فى سياسات الإصلاح الزراعى و الصناعي، بالإضافة إلى الانحياز الاجتماعى المتمثل فى الرعاية الصحية و الاهتمام بمجانية التعليم، و فيما يتعلق بالجانب السياسي منح العمال و الفلاحين نسبة ال 50% من مجلس الشعب، و كان من حقهم أن يحصلوا على أكثر من ذلك، بالإضافة إلى دعم المرأة فى المشاركة السياسية و إعطائها حق التشرح و ليس الانتخاب فحسب. و استطرد أستاذ الاجتماع السياسى قائلا: اهتم “,”ناصر“,” بالحياة الثقافية و إثرائها كالاهتمام بالفن و المسارح و أصبحت الكتب فى عهده تباع بأسعار رمزية. ولفت سيد أحمد إلى أن المواقف الكبرى دائما ما تبني العظماء، حيث إن تحدى “,”عبدالناصر “,” للإمبريالية العالمية و على رأسها أمريكا، مما صنع منه زعيما عالميا، حتى أن هوجو شافيز الذى لم ير عبدالناصر قال على نفسه إنه ناصري . و نوه إلى أن “,”ناصر ما قبل “,”56“,” لم يكن بهذا الحجم الذى أصبح عليه بعدها، حيث جاء قراره بتأميم قناة السويس، ليصنع منه زعيما بلا منافس آنذاك، بالإضافة إلى مواجهاته مع الكيان الصهيونى التى جعلت الشعب يلتف حوله و يهتف باسمه. دولة المؤسسات و عن السادات، قال سيد أحمد إن السادات استطاع أن يكون الزعيم القومى ما بين 73 و 77 غير أن ما قام به فى كامب ديفيد من معاهدة سلام لم تكن مصر فى حاجة إليها حينها كدولة منتصرة، أسقط هذه الزعامة و نال منها إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن السادات نفسه كان معترفا بأنه لا يملك “,”كاريزما عبدالناصر“,”، و بالتالي فقرر الإعتماد على دولة المؤسسات، لافتاً إلى أن مبارك لم يختلف عن السادات كثيراً حيث إقتصرت زعامته على كونه قيادة عسكرية من بين كتيبة القادة المشاركة فى 73، و مروراً بمحمد مرسى الذى لم يكن لديه أي مقومات للزعامة و القيادة . واجب وطني و أكد أستاذ الاجتماع السياسى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى هو مشروع الزعيم الأوحد منذ مشروع عبدالناصر، مشيرا إلى أن استجابته لمطالب الشعب و تخليص الشعب من قبضة الإخوان، جعلهم يتعلقون به و يجدون فيه البطل و الزعيم المنتظر، متابعا ترشح السيسى كى يكون رئيسا للبلاد لم يعد بيده و لكنه أصبح واجبا وطنيا تدفعه إليه زعامته ومكانته لدى الجماهير.