صرح نبيل الحمر؛ مستشار العاهل البحريني لشئون الإعلام، بأن الإرهابيين لم يأتوا من كوكب آخر، ولكنهم جاءوا من بيننا ، بسبب أفكار مشوهة واستغلال لما أسماه " غسل المخ "، مما يتطلب من نخبة المثقفين والتنويريين الاضطلاع بدورهم إزاء ما تحتاجه المجتمعات. وأكد في سياق كلمته مساء اليوم /الأحد / خلال افتتاح مؤتمر "صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية"؛ والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية للعام الثاني بمشاركة 18 دولة عربية ، وتضم خبراء في مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، ويستمر ثلاثة أيام ، أهمية دور الإعلام في تشكيل تشكيل الثقافة بمنهجية منفتحة علي مختلف المناحي وكمنبر تنويري، لما له من قوة هائلة من تأثير علي الرأي العام ، وبما يمكن استخدامه في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب. وأضاف أن الإعلام له دور هام يفوق مختلف المؤسسات المعنية بعملية التنشئة مثل الأسرة والمدرسة والمسجد، بسبب قدرته علي الوصول بشكل أسرع وأوسع ، بما يؤكد ضرورة استغلاله بما يعود بالنفع علي المجتمعات العربية، مبيناً أن البعض استغل هذا التأثير بشكله السلبي للإضرار بالمجتمعات العربية والتأثير على الشباب والكبار. وأرجع التشوه في الثقافة العربية لدي الشباب ونشر التبعية إلى الأثر السلبي لاستغلال الإعلام، مشيراً إلى أن التطرف يعد محاولة لاحتكار الفكر وإلغاء معرفة الآخر بما يقوم على الفكر والتمويل. وأثنى الحمر علي عكس عنوان المؤتمر لما يعبر عما يواجه المجتمعات العربية ، والدعوات التوسعية وبث الفرقة وحملات من الضغوط الممنهجة والتدخلات الخارجية في شئونها الداخلية لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية عبر ممارسة الابتزاز السياسي والأمني. وتطرق إلي ما تعرضت له البحرين من أزمة أخيرة بدعم من دولة جوار - لم يسمها - بهدف هدم مقومات الدولة المدنية، والمؤسسات الدستورية لإحلال الفوضى والخراب فيها، بالاستعانة بالأذرع الإعلامية من خلال حملات غربية وإيرانية وقنوات تابعة لحزب الله وفق أجندة تستهدف سيادة البحرين. وأكد أنه لا يمكن إنكار أن هناك مؤامرة تحاك ضد الإسلام، ولكن الأخطر أن بعض المسلمين باتوا أدوات تستخدم في تلك المؤامرة بما يحتم مسئولية تجديد الخطاب الديني للتعبير عن صحيح الدين ووسطيته، مع اعتبارات ضرورة القصاص من الإرهاب والإرهابيين دون هوادة. ومن جانبه ، طالب الدكتور أحمد العبادي؛ أمين عام الرابطة المحمدية بالمغرب،بتفكيك خطاب التطرف؛ وترتيب ما يتردد من خطاب المتطرفين الذين ووصفهم بالمارقين وخاصة فيما يتعلق بقضية "المؤامرة على الأمة"، وانطلاق النشاط الثقافي والفكري للتصدي لما يتردد لإمكانيات خلخلة التشدد والغلو ، واستخدام المصطلحات الدينية لمصالح التطرف. وشدد على ضرورة مواجهة الخطاب المتطرف ل "داعش" ، منتقداً ما تواجهه أفكار التطرف من خلل في التدين. وأضاف أن التاريخ الإسلامي كان يفسر ما يطرأ من مصطلحات حتي لا يستخدم حسب المصالح، ومن أجل أن يكون لها موازين واضحة المعالم، ومن جهتها ، أكدت الدكتورة أم العز الفارسي؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي ، ضرورة أن نضع في أيدي الشباب الأقلام بديلاً عن السلاح والعتاد، وبناء المعسكرات، لافتة إلى أن الفكر هو وحده القادر علي مواجهة ما تتعرض له المجتمعات العربية من مشاكل. وأشارت إلي أنه علي مدى عشرات السنين كانت هناك أنظمة ديكتاتورية لم تتجه إلى خطاب الانفتاح والتغيير، حيث بلغ به الأمر بتحول ساحات الجامعات إلي مشانق للمعارضين، أعقبه حرق جانب كبير من التراث والعلم في جامعة بنغازي. وأكدت أن الديمقراطية لا يجب التعامل معها بوصفها إطار شكلي، ولكن يجب تعميق فهم وتفعيل الديمقراطيات في الفكر، واستخدام مختلف أدواتها، ونبذ الأفكار القمعية التي تعتبر أن حرية الفكر تعادي الدين لمحاولة لترسيخ مفاهيمها كسبيل وحيد.