وزير الأوقاف يعقد اجتماعًا بمديري المديريات لمتابعة الأنشطة الدعوية    لقاء علمي بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    التموين: مواقع إستلام القمح تفتح أبوابها أمام المزارعين خلال إجازة شم النسيم    غدًا.. قطع المياه 4 ساعات عن مدينة شبين الكوم وضواحيها لتطهير الخزانات    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    محافظ المنيا يوجه بتنظيم حملات لتطهير الترع والمجارى المائية بالمراكز    ألمانيا تحذر إسرائيل بشأن احتمالية اجتياح رفح جنوب غزة    «بوتين» يكشف عن نمو استثنائي للاقتصاد الروسي خلال 2023    نونيز يثير الجدل بعد حذف صوره بقميص ليفربول    بعد محاولة مانشستر والهلال.. بايرن ميونخ يتفق مع نجم ميلان    تشكيل مودرن فيوتشر أمام بيراميدز بالدوري    محافظ مطروح يشهد النسخة السادسة من برنامج شباب المحافظات الحدودية    التحفظ على مطرب المهرجانات عصام صاصا لإجراء تحليل مخدرات    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    فيلم السرب يحقق إيرادات بلغت 4 ملايين و303 آلاف جنيه ليلة أمس الأحد    المخرج فراس نعنع عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان بردية لسينما الومضة    «الأزهر للفتوى» يوضح كيفية قضاء الصلوات الفائتة    بخطوات بسيطة.. طريقة تحضير طاجن دجاج بالكاري بالفرن    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    الصحة: إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة الرئيس لإنهاء قوائم الانتظار    ننشر الخريطة الزمنية وجدول امتحانات مدارس القاهرة (صور)    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    نزوح أكثر من ألف أسرة بسبب الفيضانات في أفغانستان    «رحلة العمل الدرامي من الفكرة إلى الشاشة».. ورشة لمريم نعوم بأكاديمية الفنون 16 مايو    أبرزهم «السندريلا» وفريد الأطرش .. كيف احتفل نجوم الزمن الجميل بعيد الربيع؟ (تقرير)    ‫ إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    «الكحول حلال في هذه الحالة».. أمين عام رابطة العالم الإسلامي يثير الجدل (فيديو)    حدائق ومتنزهات أسوان والجزر النيلية تستقبل المواطنين في أعياد الربيع    15 يومًا للموظفين.. جدول إجازات شهر يونيو 2024 في مصر    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    بعد إصابته بالسرطان.. نانسي عجرم توجه رسالة ل محمد عبده    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مصرع شخصين وإصابة 3 في حادث سيارة ملاكي ودراجة نارية بالوادي الجديد    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    الدفاع الروسية: إسقاط مقاتلة سو-27 وتدمير 5 زوارق مسيرة تابعة للقوات الأوكرانية    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق الإثنين 6 مايو 2024    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    الشرطة الأمريكية تقتل مريضًا نفسيًا بالرصاص    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    وزير فلسطيني: مكافحة الفساد مهمة تشاركية لمختلف قطاعات المجتمع    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد أنيس : التقرير البريطانى يتفق مع موقف الشعب المصرى تجاه جماعة الإخوان
نشر في الوفد يوم 05 - 01 - 2016

جاء تقرير الحكومة البريطانية بمثابة صفعة قوية لجماعة الإخوان لأنه صادر من دولة تعتبر من أكبر معاقل الإخوان الأكثر أمناً والأوفر ملاذاً لقيادات الجماعة الفارين من أحكام قضائية وملاحقات أمنية فى دولهم، وأكد السفير محمد أنيس سالم، منسق عمل الأمم المتحدة بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن جماعة الإخوان أصبحت تمثل هاجساً مخيفاً للمجتمعات الغربية حيث ثبت أن العدد الأكبر فى تنظيم داعش من الأوروبيين وأن تجنيدهم يرتبط بالتهيئة الفكرية من جماعة الإخوان، مؤكداً وجود استراتيجية بريطانية لمواجهة التطرف بمراجعة لموقف جماعة الإخوان بالمراقبة على الاجتماعات ورصد الأنشطة والتضييق على استقبال اللاجئين الإخوان والرقابة على التحويلات المالية وجمع التبرعات لتجفيف المنابع، واصفاً التقرير البريطانى بالسرية والحساسية وما نشر منه مجرد موجز بسيط من الاستنتاجات والتحليلات، ولكنه يتفق مع موقف الشعب المصرى تجاه جماعة الإخوان بعد 30 يونية، مضيفاً أن بريطانيا رصدت الأصول التاريخية للإرهاب وفكرة الجهاد وتأصيلهما فى فكر سيد قطب وثبت استحسان الإخوان للعمليات الإرهابية وتأييدها للفكر المتطرف وتبريرها القتل.
مشيراً إلى رسالة الإخوان المعادية للغرب والرافضة للاندماج فى المجتمع البريطانى بحجة أنه مجتمع كافر وفاسد، مع وجود 2٫7 مليون نسمة مسلم فى بريطانيا منهم 600 إخوانى منضمون إلى 9 فروع لتنظيم الإخوان.
كيف قرأت تقرير الحكومة البريطانية بشأن نشاط جماعة الإخوان؟
- بوضع التقرير فى إطار السياق السياسى والتاريخى نجده محصلة لمجموعة من التفاعلات فى المنطقة وأوروبا، وقيام ثورة 30 يونية فى مصر وإخراج الإخوان من الحكم وهذا صاحب ضغوط دول الخليج ومطالبتها بمراجعة موقف بريطانيا من الإخوان وتحولات الرأى العام العربى بخصوص الإخوان ناتجة عن مشاهداتهم للحركات الإسلامية المتطرفة وتداعياتها مع أوروبا سواء الإرهاب أو التهجير وهذه العوامل تفاعلت ولهذا اختار كاميرون رئيس الوزراء البريطانى آلية أخرى وهى تكليف اثنين من كبار الموظفين أحدهما دبلوماسى والآخر فى القيادات الأمنية بكتابة هذا التقرير، أو ما يسمى مصطلح المراجعة الداخلية، مع أنه كان يمكن له أن يلجأ إلى أساليب أخرى مثل لجوئه إلى لجنة برلمانية، تقوم بهذا الأمر، لكنه اختار هذا نظراً لأن الموضوع له حساسية خاصة وله أغراض لغير النشر.
ولماذا هذه السرية والحساسية مع هذا التقرير؟
- التعامل مع التقرير اتخذ طابع الحساسية لأنه تم تأجيل نشره لمدة طويلة وأطلقت عليه الصحافة البريطانية مصطلح قطعة البطاطا الساخنة، ويلاحظ سريته وما نشر حوله مجرد بعض الاستنتاجات العامة المرتبطة به، والتحليلات التى نشرت هى مجرد موجز بسيط جداً والسرية أن وضع فى التقرير أن 5٪ من سكان بريطانيا مسلمون والإسلام الدين الثانى فى المملكة، ومجموع المسلمين 2٫7 مليون وهذه كتلة سكانية تزداد فى الحجم بشكل سريع حيث تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة لارتفاع معدل الإنجاب بها مقارنة بالإنجليز الذين ينكمشون، ويتناول التقرير المسلمين بأنهم مجموعة لها قاعدة بريطانية ولها تأثير فى جزء مهم فى المجتمع البريطانى.
أهم النقاط التى رصدها التقرير؟
- التقرير رصد بدقة الأصول التاريخية لظاهرة العنف وتأصيلها فى فكر سيد قطب وارتباط ذلك بتأثير أبوالأعلى المودودى وفكرة الجهاد ثم اتصال التنظيم بإرهاصات الجماعات الإسلامية فى فلسطين والعراق وأفغانستان، وبالتالى توصل التقرير إلى ادعاء الإخوان باختصار عملهم على الوسائل السلمية ونبذ العنف، وأتصور أن هذا الجزء من أهم أجزاء التقرير، الملاحظة الأخرى فى التقرير هو رصد تاريخ عمل جماعة الإخوان فى بريطانيا على مدى 50 عاماً، حيث اتجهوا للعمل خلف واجهات لجمعيات إسلامية عديدة مع وجود شبكات أوروبية تضمهم مع فروع أخرى، ويذكر التقرير أن عدد الإخوان فى بريطانيا 600 فرد منضمون إلى 9 فروع للتنظيم مع ملاحظة رسائلهم الأساسية لاتزال معادية للغرب ومناوئة لفكرة الاندماج فى المجتمعات المحلية، وهذا الجانب أصبح له أهمية كبرى فى ظل الحوار الأوروبى حول المجتمعات الإسلامية ومدى اندماجها فى أوروبا ومشاركتها فى الحركات الإرهابية مثل داعش وغيرها.
رصد الإرهاب
لكن هذا التقرير لم يحظر نشاط الإخوان فى بريطانيا أو يوصمها بالإرهاب؟
- التقرير ذكر وجود فكر يحض على العنف وتاريخ يرصده مع الإرهاب وتحالفات دولية مرتبطة باستخدام العنف ويرصد أيضاً التواجد الإخوانى فى بريطانيا وأبعاده الاجتماعية والخيرية ولكنه لم يبد جانب استخدام العنف كمحور أساسى من محاور الإخوان فى المجتمع البريطانى.
لكنه وصف الإخوان باستخدام مزدوج للغة الخطاب فى بريطانيا ولغة أخرى فى الدول العربية؟
- نعم فقد أكد التقرير هذه الازدواجية فى اللغة والرسائل التى تستخدمها جماعة الإخوان بين بريطانيا ثم وجه آخر للغة فى الدول العربية وإن كانت المصادر الإخوانية حاولت تبرير ذلك بأن المواد التى يستخدمونها لم يتم تحديثها أو معالجتها لإخراج هذا الازدواج منها!!
التقرير تم الانتهاء منه فى أبريل 2014 فلماذا تم حفظه فيها ولماذا تم ظهوره الآن؟
- بالتأكيد أن التقرير يتعرض إلى موضوع بالغ الحساسية بسبب الموقف الداخلى للجماعات الإسلامية بصفة عامة فى أوروبا، والاهتمام الكبير من جانب عدد من الدول العربية خاصة السعودية والإمارات ومصر، وبالمقابل تتصور أن هناك أطرافاً أخرى كانت تطرح فكرة أهمية التعامل مع الإخوان بوصفها حركة سياسية تطرح نفسها كبديل للحركات الإرهابية المتطرفة، وهو موقف تتبناه أمريكا وتركيا وقطر، وبالتالى بريطانيا كانت تحاول أن توازن بين هذه الاعتبارات خشية أن يؤدى نشر التقرير إلى أزمة سياسية فى منظومة العلاقات البريطانية ولهذا علق بعض المراقبين على توقيت نشر التقرير بالإعلان عن الميزانية الجديدة فى بريطانيا، وبالتالى التقرير لم يأخذ حيزاً كبيراً من النقاش العام داخلياً على الأقل.
ظواهر الإرهاب
إذن الحكومة البريطانية فضلت مسك العصا من المنتصف حتى لا تغضب أحداً؟
- هذا التقرير تناول كافة وجهات النظر المرتبطة بالموضوع، مع إن هذا ليس التقرير الوحيد الذى ظهر فى الفترة الأخيرة لأن هناك العديد من التقارير التى صدرت عن مراكز الأبحاث المتخصصة لرصد وتحليل ظواهر الإرهاب.
وهل يمكن لهذا التقرير أن يكون نواة لموقف دولى يدرك طبيعة الجماعة المتطرفة؟
- بالطبع فهذا التقرير سيكون له تأثير تراكمى على سياسات الدول الأخرى سواء دول قد ترى أنها تحتاج إلى مراجعة موقفها من جماعة الإخوان أو أن تطبق سياسات وبخصوص هذه الجماعة من حيث التضييق على الاجتماعات ورصد الأنشطة أو استقبال اللاجئين السياسيين من جماعة الإخوان لأنه أصبح تنظيماً يضم مجموعة متطرفة، ولكننا لا نرى حتى الآن أننا نقترب فى مثل هذه الموضوعات بأن تعمل على إدراج جماعة الإخوان على جداول الإرهاب الدولية فى الأمم المتحدة، أو فى قوانين بعض الدول مثل داعش وحماس والقاعدة.
إذن ما نتائج هذا التقرير على المستوى الدولى؟
- بالتأكيد سيؤثر على مواقف كثير من الدول من حيث حجم المعلومات التى يتيحها هذا التقرير واختياره لمنهاج معين يتمثل فى التضييق على المساحة التى كانت متاحة لهذه الجماعة، وأيضاً سيتم رصد أنشطتها ربما بعدم السماح لممثلى هذه الجماعة للجوء السياسى واتخاذ دول أوروبية كقواعد لعملها السياسى مع ملاحظة أن هناك مجموعة من الإجراءات ستؤثر على وضعية الإخوان من بينها الإجراءات التى بدأ يتخذها المجتمع الدولى تجاه تجفيف المنابع والتضييق على التحويلات المالية وحملات التبرعات والتدقيق على المطبوعات التى تصدر من جماعة الإخوان، وأصبح يوجد استراتيجية لمواجهة التطرف أعلن عنها «كاميرون» منذ شهرين بعد أن كانت الحكومة البريطانية تاركة الإخوان يعيشون فى مجتمع حر ومفتوح يسمح بالتعدد والاختلاف، لكن حالياً الوضع أصبح تحت المراقبة والمتابعة والتضييق.
وما نتائجه فى مصر وسياسته تجاه الإخوان؟
- هذا التقرير يتفق فى الخطوط العريضة مع وقف الشعب المصرى بعد 30 يونية تجاه الحركات المتطرفة بصفة عامة لأن مصر ولمدة طويلة حذرت من هذه الجماعات ومن أن أى طرف يعتقد أنه سيستمر بعيداً عن تأثيراتها ولهذا أعتقد أن التحدى الأساسى بالنسبة لمصر هو تقديم نموذج ناجح للتحول نحو المستقبل يتضمن تحولا ديمقراطيا واقتصاديا وفي مجال العدالة الاجتماعية لتطبيق أهداف وأحلام الشعب المصري.
أدوات كثيرة
وما حقيقة الدعوة القضائية التي أعلنت الإخوان عن إقامتها ضد الحكومة البريطانية
- جماعة الإخوان بالطبع تستفيد من وجود مساحات للعمل السياسي والمجتمعي في الغرب وأن الساحة تتضمن أدوات كثيرة منه نشر تقارير من هذا النوع، وأيضا يسمح بالاعتراضات ومنها رفع القضايا في المحاكم، لكن التقرير كتقرير فهو مؤثر علي السياسة البريطانية في المستقبل والقانون البريطاني يسمح لجماعة الإخوان بأن تحتج بطرق كثيرة علي ما ورد في هذا التقرير وتحاول أن تحمي نفسها من تداعيات هذا التقرير لأنها تخشي التضييق علي حركتها وأنشطتها وتحويلاتها المالية في المستقبل.
ما مدي العلاقة الوثيقة بين الإخوان وبريطانيا؟
- لن أنظر الي فكرة أن الإخوان صنيعة بريطانية، وأنهم بالضرورة كانوا جزءا من الاستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط، ولكن الملاحظ في فترة المواجهة بين مصر «عبدالناصر» وبين الغرب كان هناك أطراف دولية عربية لجأت الي دعم الإخوان واستضافتهم كجزء من استراتيجياتهم ضد «عبدالناصر» وانتهي هذا الكلام، والتقرير يشير الي توقف الاتصال بين بريطانيا وبين الإخوان منذ عام 2009، أي كان فيه نوع من الحوار يرتبط بعدم الرضا عن موقفهم من تأييد الإخوان لعمليات إرهابية ومحاولاتهم جمع تبرعات لحركة «حماس»، وهذا ما رصده التقرير.
وما الوضع الحالي للإخوان في بريطانيا بعد صدور هذا التقرير؟
- بالطبع هناك تضييق في مجال حركة الجماعة وتراجع في المكانة التي كانت عليها الإخوان من ناحية قبولها كحركة سياسية لأن التقرير واضح جدا في رصد علاقة الإخوان بالفكر التكفيري ورفض الاندماج في المجتمعات البريطانية، وهذا خطير جدا بالنسبة للإنجليز لأنهم يعلمون بوجود 5٪ من السكان يرفضون الاندماج ويتبنون الفكر المتطرف وعدم التجانس اعتقادا منهم أن مجتمع كافر وفاسد، وهذا اختراق غير مقبول، ولهذا رصد التقرير فشل الإخوان في إدارة الحكم في مصر بعد وصولهم الي السلطة وذكرت عبارة ناقدة للأداء الإخواني وهذا يقلص من وجودهم كحركة سياسية وسيقع عليهم ضغوط قد تتضاعف في المراحل القادمة.
لكن مازال «كاميرون» يحتفظ ب«طارق سعيد رمضان» حفيد «حسن البنا» كمستشار له؟
- لا أعتقد أنه مستشار مهم لأن المستشار لابد أن يكون مرتبطا بالحزب وأجهزة الدولة و«طارق رمضان» أستاذ في الجامعة، وهو ضمن مجموعة مستشارين حول مجموعة من الديانات بها 14 فردا هو فرد منها برئاسة البارونة «وارسي» وهي مجموعة استشارية لوزارة الخارجية البريطانية كلجنة استشارية فقط.
الخطوات التصعيدية
وما الإجراءات الصارمة التي يمكن أن تتخذها بريطانيا ضد أعضاء الإخوان؟
- لابد من التأكيد أن هذه جماعة لها أساس في بريطانيا ومجموعة كبيرة من المسلمين هناك تتعاطف معها، وتضم جمعيات إسلامية كثيرة ومتضافرة مع بعضها وهم لا يتطرقون الي فكرة أنهم أجانب لأن معظمهم يحملون الجنسية البريطانية. لكن الخطوات التصعيدية التي يمكن أن تتم هي منع الجماعة من ممارسة نشاطها في بريطانيا أو أن يحدث محاسبة قضائية علي بعض المواقف التي تتخذها جماعة الإخوان، وهذا يمكن أن يطبق ليس في بريطانيا فقط بل في جميع الدول الأوروبية، بعد أن أصبح هناك تشديد في ممارسة الفكر المتطرف بعد أن استحسنت الإخوان العمليات الإرهابية بل تم جمع تبرعات لها وتأييدها للفكر الذي يحض علي التطرف ولا يحترم حقوق الإنسان،وتحليل القتل أو تبريره أو المطالبات بالإعدام لمجموعة معينة بما يتنافي مع القيم الأوروبية، وهذه ممارسات تقوم بها جماعة الإخوان بما يضعها تحت الرصد واحتمال المحاسبة القضائية، وعن الوصول الي هذا التصعيد أم لا؟ فهذا يتوقف علي نشاط الإخوان في الفترة القادمة بعد صدور هذا التقرير الذي كشف أفكاره وأدان تصرفاتهم.
أهمية إشارة التقرير الي منظّر الجماعة «سيد قطب» ومؤسسها «حسن البنا» ووصف أفكارهم بالإرهابية؟
- بالفعل أشار التقرير الي الفكر المتطرف لسيد قطب وحسن البنا وأيضا الي أبوالأعلي المودودي وهذه الإشارة مهمة لأن التقرير يحلل الأصول الفكرية للجماعة، وارتباطها اللصيق باستخدام العنف، ورفضها فكرة التعايش في المجتمعات الغربية واعتناقهم للفكر التكفيري والعنف وهي أفكار مركزية في الفكر الإخواني ومن هنا يفيد في إظهار خطورة التنظيم علي المجتمعات الأوروبية نفسها، وهم بالطبع يخشون من وجود تفجيرات في التجمعات السكانية ومن الملاحظ أن العدد الكبير من أفراد تنظيم «داعش» يأتي من أوروبا بما في ذلك بريطانيا، وحركة تجنيد هؤلاء الأوروبيين ترتبط بعمليات التهيئة الفكرية من جماعات الإسلام المتطرف في بريطانيا من خلال المدارس والجامعات والمساجد والمنتديات والأهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بما أصبحت هذه الجماعة تمثل هاجسا مخيفا في المجتمعات الغربية.
عزل وتهميش
وما المغزي من إشارة التقرير الي أن عقيدة الإخوان تتنافي مع قيم ومصالح الأمن في بريطانيا.
- المغزي أنها خطورة مركبة لأنها ترتبط بعملية عزل وتهميش المسلمين كجزء من المجتمع الإنجليزي لأن المجتمعات الغربية تسعي الي دمج المجتمعات الإسلامية لديها من خلال تفعيل مبدأ المواطنة، في التعليم والممارسة الديمقراطية والمشاركة السياسية وهذه الأمور يتم تعطيلها وتدميرها من خلال الحركة المناوئة عن طريق العمليات التي تقوم بها الجماعات المتطرفة من عزل المسلمين وتكفير الآخرين وتجنيد العناصر الشابة وانضمامهم الي تنظيم «داعش».. ومثال ذلك كان يوجد انشغال في العام الماضي لمراكز الأبحاث والمسئولين بقصة امرأتين من أصل آسيوي هاجرتا بأطفالهما، وسافرتا الي سوريا للانضمام الي تنظيم «داعش» عن طريق تركيا وهذا يثير مخاوف الرأي العام في بريطانيا عن مدي اندماج الجزء المسلم في المجتمع وما دورهم في الاقتصاد البريطاني والتنمية والحركة السياسية والاجتماعية البريطانية.
ما أهم المجالات التي تعمل داخلها جماعة الإخوان في بريطانيا؟
- بدأت بجماعة الإخوان نشاطها في بريطانيا أو الغرب عموما عن طريق التجمعات الطلابية حيث تجد هدفها ومسعاها ولوحظ وجود اتصالات وتشبيك مصالح مع الجماعات أو الجمعيات القادمة من جنوب آسيا والتي تحمل بطبعها أفكار أبوالأعلي المودودي وتسمي «جماعات إسلامية»، ثم تطور هذا الاتجاه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في التفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية باهتمام جماعة الإخوان في بريطانيا بالقضايا الإقليمية في دول الشرق الأوسط، خاصة الأحداث التي تمت في العراق وفلسطين وأفغانستان وبدأ العمل في هذا الشأن بواسطة خبراء وباحثين وجهات غربية مثل الجمعية الإسلامية في بريطانيا وأيضا المجلس الإسلامي البريطاني، وكل هذه الجهات سعوا الي إيجاد حوار واتصالات مع الحكومة البريطانية.. بما أصبحت بريطانيا مكانا آمنا وملاذا للهاربين والفارين من قيادات جماعات الإخوان من الدول العربية مستفيدين من مناخ الحرية والديمقراطية والقانون البريطاني الذي يسمح باستقبال هؤلاء الأفراد الذين لجأوا الي المملكة البريطانية.
ولكن الأمر لم يختلف بعد ثورات الربيع العربي؟
- يلاحظ بعد موجة الربيع العربي في دول الشرق الأوسط أنه قد حدث حراك من المد والجزر للقيادات الإخوانية في بريطانيا سواء القادم اليها أو المغادر منها، حيث عادت مجموعة إخوانية الي تونس وفي نفس الوقت وصلت مجموعة إخوانية من الإمارات الي بريطانيا وهذا حدث مع مصر أيضا، حيث عادت مجموعة إخوانية الي مصر لم تمكن تستطيع العودة قبل 25 يناير 2011، ثم بدأ الكثير من أفراد الإخوان في إنشاء مراكز إعلامية أو فكرية أو بحثية لمزاولة نشاطهم تحت لافتات قانونية ولكن الملاحظ أن هذه المجموعات تقوم بجمع التبرعات في بريطانيا من خلال السعي لدعم الأعمال الخيرية في الظاهر ولكن مع رصد السلطات البريطانية لحقيقة هذه التبرعات، ثم منع هذه الأنشطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.