مصدر أميركي: انفجار رفح نجم عن خطأ "إسرائيلي".. ترامب يتدخل: المعبر يُفتح رغم التصعيد    بعد فشل الاحتلال فى معركة طوفان الأقصى…هل يسعى ناصر القدوة للقضاء على حماس بسلاح الدبلوماسية؟    بالتزامن مع رفع "المنقلب " الوقود على المصريين .. لماذا استجاب ملك المغرب لجيل "زد " واحتفى بمطالبهم ؟    كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد أنيس : التقرير البريطانى يتفق مع موقف الشعب المصرى تجاه جماعة الإخوان
نشر في الوفد يوم 05 - 01 - 2016

جاء تقرير الحكومة البريطانية بمثابة صفعة قوية لجماعة الإخوان لأنه صادر من دولة تعتبر من أكبر معاقل الإخوان الأكثر أمناً والأوفر ملاذاً لقيادات الجماعة الفارين من أحكام قضائية وملاحقات أمنية فى دولهم، وأكد السفير محمد أنيس سالم، منسق عمل الأمم المتحدة بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن جماعة الإخوان أصبحت تمثل هاجساً مخيفاً للمجتمعات الغربية حيث ثبت أن العدد الأكبر فى تنظيم داعش من الأوروبيين وأن تجنيدهم يرتبط بالتهيئة الفكرية من جماعة الإخوان، مؤكداً وجود استراتيجية بريطانية لمواجهة التطرف بمراجعة لموقف جماعة الإخوان بالمراقبة على الاجتماعات ورصد الأنشطة والتضييق على استقبال اللاجئين الإخوان والرقابة على التحويلات المالية وجمع التبرعات لتجفيف المنابع، واصفاً التقرير البريطانى بالسرية والحساسية وما نشر منه مجرد موجز بسيط من الاستنتاجات والتحليلات، ولكنه يتفق مع موقف الشعب المصرى تجاه جماعة الإخوان بعد 30 يونية، مضيفاً أن بريطانيا رصدت الأصول التاريخية للإرهاب وفكرة الجهاد وتأصيلهما فى فكر سيد قطب وثبت استحسان الإخوان للعمليات الإرهابية وتأييدها للفكر المتطرف وتبريرها القتل.
مشيراً إلى رسالة الإخوان المعادية للغرب والرافضة للاندماج فى المجتمع البريطانى بحجة أنه مجتمع كافر وفاسد، مع وجود 2٫7 مليون نسمة مسلم فى بريطانيا منهم 600 إخوانى منضمون إلى 9 فروع لتنظيم الإخوان.
كيف قرأت تقرير الحكومة البريطانية بشأن نشاط جماعة الإخوان؟
- بوضع التقرير فى إطار السياق السياسى والتاريخى نجده محصلة لمجموعة من التفاعلات فى المنطقة وأوروبا، وقيام ثورة 30 يونية فى مصر وإخراج الإخوان من الحكم وهذا صاحب ضغوط دول الخليج ومطالبتها بمراجعة موقف بريطانيا من الإخوان وتحولات الرأى العام العربى بخصوص الإخوان ناتجة عن مشاهداتهم للحركات الإسلامية المتطرفة وتداعياتها مع أوروبا سواء الإرهاب أو التهجير وهذه العوامل تفاعلت ولهذا اختار كاميرون رئيس الوزراء البريطانى آلية أخرى وهى تكليف اثنين من كبار الموظفين أحدهما دبلوماسى والآخر فى القيادات الأمنية بكتابة هذا التقرير، أو ما يسمى مصطلح المراجعة الداخلية، مع أنه كان يمكن له أن يلجأ إلى أساليب أخرى مثل لجوئه إلى لجنة برلمانية، تقوم بهذا الأمر، لكنه اختار هذا نظراً لأن الموضوع له حساسية خاصة وله أغراض لغير النشر.
ولماذا هذه السرية والحساسية مع هذا التقرير؟
- التعامل مع التقرير اتخذ طابع الحساسية لأنه تم تأجيل نشره لمدة طويلة وأطلقت عليه الصحافة البريطانية مصطلح قطعة البطاطا الساخنة، ويلاحظ سريته وما نشر حوله مجرد بعض الاستنتاجات العامة المرتبطة به، والتحليلات التى نشرت هى مجرد موجز بسيط جداً والسرية أن وضع فى التقرير أن 5٪ من سكان بريطانيا مسلمون والإسلام الدين الثانى فى المملكة، ومجموع المسلمين 2٫7 مليون وهذه كتلة سكانية تزداد فى الحجم بشكل سريع حيث تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة لارتفاع معدل الإنجاب بها مقارنة بالإنجليز الذين ينكمشون، ويتناول التقرير المسلمين بأنهم مجموعة لها قاعدة بريطانية ولها تأثير فى جزء مهم فى المجتمع البريطانى.
أهم النقاط التى رصدها التقرير؟
- التقرير رصد بدقة الأصول التاريخية لظاهرة العنف وتأصيلها فى فكر سيد قطب وارتباط ذلك بتأثير أبوالأعلى المودودى وفكرة الجهاد ثم اتصال التنظيم بإرهاصات الجماعات الإسلامية فى فلسطين والعراق وأفغانستان، وبالتالى توصل التقرير إلى ادعاء الإخوان باختصار عملهم على الوسائل السلمية ونبذ العنف، وأتصور أن هذا الجزء من أهم أجزاء التقرير، الملاحظة الأخرى فى التقرير هو رصد تاريخ عمل جماعة الإخوان فى بريطانيا على مدى 50 عاماً، حيث اتجهوا للعمل خلف واجهات لجمعيات إسلامية عديدة مع وجود شبكات أوروبية تضمهم مع فروع أخرى، ويذكر التقرير أن عدد الإخوان فى بريطانيا 600 فرد منضمون إلى 9 فروع للتنظيم مع ملاحظة رسائلهم الأساسية لاتزال معادية للغرب ومناوئة لفكرة الاندماج فى المجتمعات المحلية، وهذا الجانب أصبح له أهمية كبرى فى ظل الحوار الأوروبى حول المجتمعات الإسلامية ومدى اندماجها فى أوروبا ومشاركتها فى الحركات الإرهابية مثل داعش وغيرها.
رصد الإرهاب
لكن هذا التقرير لم يحظر نشاط الإخوان فى بريطانيا أو يوصمها بالإرهاب؟
- التقرير ذكر وجود فكر يحض على العنف وتاريخ يرصده مع الإرهاب وتحالفات دولية مرتبطة باستخدام العنف ويرصد أيضاً التواجد الإخوانى فى بريطانيا وأبعاده الاجتماعية والخيرية ولكنه لم يبد جانب استخدام العنف كمحور أساسى من محاور الإخوان فى المجتمع البريطانى.
لكنه وصف الإخوان باستخدام مزدوج للغة الخطاب فى بريطانيا ولغة أخرى فى الدول العربية؟
- نعم فقد أكد التقرير هذه الازدواجية فى اللغة والرسائل التى تستخدمها جماعة الإخوان بين بريطانيا ثم وجه آخر للغة فى الدول العربية وإن كانت المصادر الإخوانية حاولت تبرير ذلك بأن المواد التى يستخدمونها لم يتم تحديثها أو معالجتها لإخراج هذا الازدواج منها!!
التقرير تم الانتهاء منه فى أبريل 2014 فلماذا تم حفظه فيها ولماذا تم ظهوره الآن؟
- بالتأكيد أن التقرير يتعرض إلى موضوع بالغ الحساسية بسبب الموقف الداخلى للجماعات الإسلامية بصفة عامة فى أوروبا، والاهتمام الكبير من جانب عدد من الدول العربية خاصة السعودية والإمارات ومصر، وبالمقابل تتصور أن هناك أطرافاً أخرى كانت تطرح فكرة أهمية التعامل مع الإخوان بوصفها حركة سياسية تطرح نفسها كبديل للحركات الإرهابية المتطرفة، وهو موقف تتبناه أمريكا وتركيا وقطر، وبالتالى بريطانيا كانت تحاول أن توازن بين هذه الاعتبارات خشية أن يؤدى نشر التقرير إلى أزمة سياسية فى منظومة العلاقات البريطانية ولهذا علق بعض المراقبين على توقيت نشر التقرير بالإعلان عن الميزانية الجديدة فى بريطانيا، وبالتالى التقرير لم يأخذ حيزاً كبيراً من النقاش العام داخلياً على الأقل.
ظواهر الإرهاب
إذن الحكومة البريطانية فضلت مسك العصا من المنتصف حتى لا تغضب أحداً؟
- هذا التقرير تناول كافة وجهات النظر المرتبطة بالموضوع، مع إن هذا ليس التقرير الوحيد الذى ظهر فى الفترة الأخيرة لأن هناك العديد من التقارير التى صدرت عن مراكز الأبحاث المتخصصة لرصد وتحليل ظواهر الإرهاب.
وهل يمكن لهذا التقرير أن يكون نواة لموقف دولى يدرك طبيعة الجماعة المتطرفة؟
- بالطبع فهذا التقرير سيكون له تأثير تراكمى على سياسات الدول الأخرى سواء دول قد ترى أنها تحتاج إلى مراجعة موقفها من جماعة الإخوان أو أن تطبق سياسات وبخصوص هذه الجماعة من حيث التضييق على الاجتماعات ورصد الأنشطة أو استقبال اللاجئين السياسيين من جماعة الإخوان لأنه أصبح تنظيماً يضم مجموعة متطرفة، ولكننا لا نرى حتى الآن أننا نقترب فى مثل هذه الموضوعات بأن تعمل على إدراج جماعة الإخوان على جداول الإرهاب الدولية فى الأمم المتحدة، أو فى قوانين بعض الدول مثل داعش وحماس والقاعدة.
إذن ما نتائج هذا التقرير على المستوى الدولى؟
- بالتأكيد سيؤثر على مواقف كثير من الدول من حيث حجم المعلومات التى يتيحها هذا التقرير واختياره لمنهاج معين يتمثل فى التضييق على المساحة التى كانت متاحة لهذه الجماعة، وأيضاً سيتم رصد أنشطتها ربما بعدم السماح لممثلى هذه الجماعة للجوء السياسى واتخاذ دول أوروبية كقواعد لعملها السياسى مع ملاحظة أن هناك مجموعة من الإجراءات ستؤثر على وضعية الإخوان من بينها الإجراءات التى بدأ يتخذها المجتمع الدولى تجاه تجفيف المنابع والتضييق على التحويلات المالية وحملات التبرعات والتدقيق على المطبوعات التى تصدر من جماعة الإخوان، وأصبح يوجد استراتيجية لمواجهة التطرف أعلن عنها «كاميرون» منذ شهرين بعد أن كانت الحكومة البريطانية تاركة الإخوان يعيشون فى مجتمع حر ومفتوح يسمح بالتعدد والاختلاف، لكن حالياً الوضع أصبح تحت المراقبة والمتابعة والتضييق.
وما نتائجه فى مصر وسياسته تجاه الإخوان؟
- هذا التقرير يتفق فى الخطوط العريضة مع وقف الشعب المصرى بعد 30 يونية تجاه الحركات المتطرفة بصفة عامة لأن مصر ولمدة طويلة حذرت من هذه الجماعات ومن أن أى طرف يعتقد أنه سيستمر بعيداً عن تأثيراتها ولهذا أعتقد أن التحدى الأساسى بالنسبة لمصر هو تقديم نموذج ناجح للتحول نحو المستقبل يتضمن تحولا ديمقراطيا واقتصاديا وفي مجال العدالة الاجتماعية لتطبيق أهداف وأحلام الشعب المصري.
أدوات كثيرة
وما حقيقة الدعوة القضائية التي أعلنت الإخوان عن إقامتها ضد الحكومة البريطانية
- جماعة الإخوان بالطبع تستفيد من وجود مساحات للعمل السياسي والمجتمعي في الغرب وأن الساحة تتضمن أدوات كثيرة منه نشر تقارير من هذا النوع، وأيضا يسمح بالاعتراضات ومنها رفع القضايا في المحاكم، لكن التقرير كتقرير فهو مؤثر علي السياسة البريطانية في المستقبل والقانون البريطاني يسمح لجماعة الإخوان بأن تحتج بطرق كثيرة علي ما ورد في هذا التقرير وتحاول أن تحمي نفسها من تداعيات هذا التقرير لأنها تخشي التضييق علي حركتها وأنشطتها وتحويلاتها المالية في المستقبل.
ما مدي العلاقة الوثيقة بين الإخوان وبريطانيا؟
- لن أنظر الي فكرة أن الإخوان صنيعة بريطانية، وأنهم بالضرورة كانوا جزءا من الاستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط، ولكن الملاحظ في فترة المواجهة بين مصر «عبدالناصر» وبين الغرب كان هناك أطراف دولية عربية لجأت الي دعم الإخوان واستضافتهم كجزء من استراتيجياتهم ضد «عبدالناصر» وانتهي هذا الكلام، والتقرير يشير الي توقف الاتصال بين بريطانيا وبين الإخوان منذ عام 2009، أي كان فيه نوع من الحوار يرتبط بعدم الرضا عن موقفهم من تأييد الإخوان لعمليات إرهابية ومحاولاتهم جمع تبرعات لحركة «حماس»، وهذا ما رصده التقرير.
وما الوضع الحالي للإخوان في بريطانيا بعد صدور هذا التقرير؟
- بالطبع هناك تضييق في مجال حركة الجماعة وتراجع في المكانة التي كانت عليها الإخوان من ناحية قبولها كحركة سياسية لأن التقرير واضح جدا في رصد علاقة الإخوان بالفكر التكفيري ورفض الاندماج في المجتمعات البريطانية، وهذا خطير جدا بالنسبة للإنجليز لأنهم يعلمون بوجود 5٪ من السكان يرفضون الاندماج ويتبنون الفكر المتطرف وعدم التجانس اعتقادا منهم أن مجتمع كافر وفاسد، وهذا اختراق غير مقبول، ولهذا رصد التقرير فشل الإخوان في إدارة الحكم في مصر بعد وصولهم الي السلطة وذكرت عبارة ناقدة للأداء الإخواني وهذا يقلص من وجودهم كحركة سياسية وسيقع عليهم ضغوط قد تتضاعف في المراحل القادمة.
لكن مازال «كاميرون» يحتفظ ب«طارق سعيد رمضان» حفيد «حسن البنا» كمستشار له؟
- لا أعتقد أنه مستشار مهم لأن المستشار لابد أن يكون مرتبطا بالحزب وأجهزة الدولة و«طارق رمضان» أستاذ في الجامعة، وهو ضمن مجموعة مستشارين حول مجموعة من الديانات بها 14 فردا هو فرد منها برئاسة البارونة «وارسي» وهي مجموعة استشارية لوزارة الخارجية البريطانية كلجنة استشارية فقط.
الخطوات التصعيدية
وما الإجراءات الصارمة التي يمكن أن تتخذها بريطانيا ضد أعضاء الإخوان؟
- لابد من التأكيد أن هذه جماعة لها أساس في بريطانيا ومجموعة كبيرة من المسلمين هناك تتعاطف معها، وتضم جمعيات إسلامية كثيرة ومتضافرة مع بعضها وهم لا يتطرقون الي فكرة أنهم أجانب لأن معظمهم يحملون الجنسية البريطانية. لكن الخطوات التصعيدية التي يمكن أن تتم هي منع الجماعة من ممارسة نشاطها في بريطانيا أو أن يحدث محاسبة قضائية علي بعض المواقف التي تتخذها جماعة الإخوان، وهذا يمكن أن يطبق ليس في بريطانيا فقط بل في جميع الدول الأوروبية، بعد أن أصبح هناك تشديد في ممارسة الفكر المتطرف بعد أن استحسنت الإخوان العمليات الإرهابية بل تم جمع تبرعات لها وتأييدها للفكر الذي يحض علي التطرف ولا يحترم حقوق الإنسان،وتحليل القتل أو تبريره أو المطالبات بالإعدام لمجموعة معينة بما يتنافي مع القيم الأوروبية، وهذه ممارسات تقوم بها جماعة الإخوان بما يضعها تحت الرصد واحتمال المحاسبة القضائية، وعن الوصول الي هذا التصعيد أم لا؟ فهذا يتوقف علي نشاط الإخوان في الفترة القادمة بعد صدور هذا التقرير الذي كشف أفكاره وأدان تصرفاتهم.
أهمية إشارة التقرير الي منظّر الجماعة «سيد قطب» ومؤسسها «حسن البنا» ووصف أفكارهم بالإرهابية؟
- بالفعل أشار التقرير الي الفكر المتطرف لسيد قطب وحسن البنا وأيضا الي أبوالأعلي المودودي وهذه الإشارة مهمة لأن التقرير يحلل الأصول الفكرية للجماعة، وارتباطها اللصيق باستخدام العنف، ورفضها فكرة التعايش في المجتمعات الغربية واعتناقهم للفكر التكفيري والعنف وهي أفكار مركزية في الفكر الإخواني ومن هنا يفيد في إظهار خطورة التنظيم علي المجتمعات الأوروبية نفسها، وهم بالطبع يخشون من وجود تفجيرات في التجمعات السكانية ومن الملاحظ أن العدد الكبير من أفراد تنظيم «داعش» يأتي من أوروبا بما في ذلك بريطانيا، وحركة تجنيد هؤلاء الأوروبيين ترتبط بعمليات التهيئة الفكرية من جماعات الإسلام المتطرف في بريطانيا من خلال المدارس والجامعات والمساجد والمنتديات والأهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بما أصبحت هذه الجماعة تمثل هاجسا مخيفا في المجتمعات الغربية.
عزل وتهميش
وما المغزي من إشارة التقرير الي أن عقيدة الإخوان تتنافي مع قيم ومصالح الأمن في بريطانيا.
- المغزي أنها خطورة مركبة لأنها ترتبط بعملية عزل وتهميش المسلمين كجزء من المجتمع الإنجليزي لأن المجتمعات الغربية تسعي الي دمج المجتمعات الإسلامية لديها من خلال تفعيل مبدأ المواطنة، في التعليم والممارسة الديمقراطية والمشاركة السياسية وهذه الأمور يتم تعطيلها وتدميرها من خلال الحركة المناوئة عن طريق العمليات التي تقوم بها الجماعات المتطرفة من عزل المسلمين وتكفير الآخرين وتجنيد العناصر الشابة وانضمامهم الي تنظيم «داعش».. ومثال ذلك كان يوجد انشغال في العام الماضي لمراكز الأبحاث والمسئولين بقصة امرأتين من أصل آسيوي هاجرتا بأطفالهما، وسافرتا الي سوريا للانضمام الي تنظيم «داعش» عن طريق تركيا وهذا يثير مخاوف الرأي العام في بريطانيا عن مدي اندماج الجزء المسلم في المجتمع وما دورهم في الاقتصاد البريطاني والتنمية والحركة السياسية والاجتماعية البريطانية.
ما أهم المجالات التي تعمل داخلها جماعة الإخوان في بريطانيا؟
- بدأت بجماعة الإخوان نشاطها في بريطانيا أو الغرب عموما عن طريق التجمعات الطلابية حيث تجد هدفها ومسعاها ولوحظ وجود اتصالات وتشبيك مصالح مع الجماعات أو الجمعيات القادمة من جنوب آسيا والتي تحمل بطبعها أفكار أبوالأعلي المودودي وتسمي «جماعات إسلامية»، ثم تطور هذا الاتجاه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في التفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية باهتمام جماعة الإخوان في بريطانيا بالقضايا الإقليمية في دول الشرق الأوسط، خاصة الأحداث التي تمت في العراق وفلسطين وأفغانستان وبدأ العمل في هذا الشأن بواسطة خبراء وباحثين وجهات غربية مثل الجمعية الإسلامية في بريطانيا وأيضا المجلس الإسلامي البريطاني، وكل هذه الجهات سعوا الي إيجاد حوار واتصالات مع الحكومة البريطانية.. بما أصبحت بريطانيا مكانا آمنا وملاذا للهاربين والفارين من قيادات جماعات الإخوان من الدول العربية مستفيدين من مناخ الحرية والديمقراطية والقانون البريطاني الذي يسمح باستقبال هؤلاء الأفراد الذين لجأوا الي المملكة البريطانية.
ولكن الأمر لم يختلف بعد ثورات الربيع العربي؟
- يلاحظ بعد موجة الربيع العربي في دول الشرق الأوسط أنه قد حدث حراك من المد والجزر للقيادات الإخوانية في بريطانيا سواء القادم اليها أو المغادر منها، حيث عادت مجموعة إخوانية الي تونس وفي نفس الوقت وصلت مجموعة إخوانية من الإمارات الي بريطانيا وهذا حدث مع مصر أيضا، حيث عادت مجموعة إخوانية الي مصر لم تمكن تستطيع العودة قبل 25 يناير 2011، ثم بدأ الكثير من أفراد الإخوان في إنشاء مراكز إعلامية أو فكرية أو بحثية لمزاولة نشاطهم تحت لافتات قانونية ولكن الملاحظ أن هذه المجموعات تقوم بجمع التبرعات في بريطانيا من خلال السعي لدعم الأعمال الخيرية في الظاهر ولكن مع رصد السلطات البريطانية لحقيقة هذه التبرعات، ثم منع هذه الأنشطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.