سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجواء غير مبشرة في ثاني أيام المباحثات السداسية لسد النهضة.. خبراء: المفاوضات لن تقدم جديدًا.. شبانة: لن تفضي إلى نتائج ملموسة والوضع يتحرك من سيئ لأسوأ.. عبدالغفار: من حق مصر اللجوء لمجلس الأمن
وسط أجواء غير مبشرة، عقدت أمس المباحثات السداسية حول سد النهضة في الخرطوم والتي استبقتها إثيوبيا بإعادة تحويل مجرى النيل إلى موقعه الرئيسي أسفل سد النهضة في بادرة سوء نوايا من الجانب الإثيوبي الذي بالرغم من استمرار المفاوضات لا زال يعمل في خطته لاستكمال السد دون إخطار الجانبين المصري والسوداني بأي مستجدات. وكان السفير سامح شكري وزير الخارجية ود.حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري قد وصلا مساء أمس على رأس وفد من الخبراء إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لحضور الجولة الثانية من الاجتماع السداسي الذي يضم وزراء المياه والخارجية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا لبحث سبل التوصل إلى حلول عاجلة للقضايا العاجلة والمعوقات التي تعرقل دفع المفاوضات الفنية والبدء في الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. وقال إبراهيم غندور، وزير الخارجية السوداني في تصريحات للصحفيين عقب نهاية مباحثات أمس: "لقد انتهى اجتماع اليوم بين دول مصر والسودان وإثيوبيا، حول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وكانت مباحثات جيدة وتمت فى أجواء ايجابية، وتناولنا بالبحث قضايا متعلقة بالشركات الاستشارية، ووضع النقاط على الحروف فيما يتصل بإعلان المبادئ الذي وقعه زعماء الدول الثلاث في مارس الماضي واستطيع التأكيد على أننا نسير في الطريق الصحيح". وأوضح وزير الخارجية الإثيوبى تادروس أدهانوم، أن الرئيس السوداني عمر البشير قدم نصائح ومقترحات بشأن المباحثات السداسية لوزراء الخارجية والمياه فى كل من السودان ومصر واثيوبيا، بما يمكن من الوصول إلى نتائج مرضية. وكان السودان ومصر وأثيوبيا قد وقعوا في مارس الماضي، على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم، والتى تنص على مواصلة المباحثات بشقيها السياسى والفنى ، وإقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول الثلاث. من جانبه، عبر الدكتور أيمن شبانة، الخبير في الشئون الأفريقية، عن عدم تفاؤله بالمفاوضات السداسية حول سد النهضة والتي تعقد في الخرطوم اليوم، مشيرًا إلى أنه لم يحدث أي اختلاف نوعي في الموقف الإثيوبي، بل إن الوضع يتحرك من سيئ إلى أسوأ في ظل استمرار إثيوبيا في الإنشاءات وإعادة تحويل مجري النهر دون إخطار مصر أو السودان. وأضاف شبانة، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه لا يتوقع أي نتائج مرضية لهذه المفاوضات بل أننا نسير في نفق مظلم ولا يلوح فيه أي بادرة ضوء، لافتًا إلى أن الموقف لم يتغير فليس هناك ما يؤرق الجانب الإثيوبي ولا تمارس عليه أية وسائل ضغط. وتوقع شبانة، أن تحاول إثيوبيا خلال المفاوضات الحالية خلق عراقيل جديدة للاستمرار في المماطلة، موضحًا أنه إذا استمر المسار التفاوضي بهذه الوتيرة لن يفضي إلى نتائج ملموسة. وقال محمد عبدالغفار، المفوض العام للمجلس الاقتصادى الأفريقى: إن هذه المفاوضات لن تقدم جديدا إلا إذا استجاب الجانب الإثيوبي وسارت المفاوضات في مسارها الطبيعي وهو تطبيق قرارات اللجنة الفنية بعدم القيام بأي عمليات تخزين أو استكمال للبناء إلا بعد أصدار المكاتب الاستشارية لتوصياتها". وأضاف عبد الغفار، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أنه في حالة إصرار أثيوبيا علي عدم الالتزام بالقرار النهائي للجنة الفنية، فمن حق مصر التمسك بالخط الأحمر وأن يكون التوقيت النهائي للمفاوضات فبراير 2016. وأوضح المفوض العام للمجلس الاقتصادي الأفريقي أنه بعد قرار أثيوبيا بتغيير مجري النهر وفي حالة أن تتم عملية التخزين دون استيفاء لشروط اللجنة الفنية فسيترتب علي ذلك وضع قانوني يعطي الحق لمصر في اللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلي أن مصر لم تكن تفضل اللجوء لهذا الخيار وكانت تريد حسم الأمر من خلال التفاوض الودي بين الدول الثلاث، إلا أنها ستكون مضطره في هذه الحالة. وعبر عبد الغفار عن أمله في أن تؤتي المفاوضات الحالية بثمارها بدلا من استنفاذ الوقت الملائم للمفاوضات بلا طائل.