كشفت تصريحات للدكتور إبراهيم الغندور وزير الخارجية السوداني عن مفاجأة في واقعة قيام الجانب الاثيوبي بتحويل مجري مياه النيل لتعبر سد النهضة بما يعني انتهاء أديس أبابا من تنفيذ جانب كبير من إنشاءات السد مستفيدة من إضاعة الوقت في المراوغة مع الجانب المصري خلال المفاوضات الجارية في الخرطوم. أكد «الغندور» ان تغيير مجري النيل تم قبل 36 يوماً، كما بدأت توربينات توليد الكهرباء في العمل بأربعة أنفاق في السد. وأوضح في تصريحات له علي هامش الاجتماع السداسي لسد النهضة في الخرطوم أن الإعلام المصري لم يعلم ذلك إلا أمس الأول، إلا انه أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن يستفسر من الجانب الإثيوبي عن توقيت الإعلان الإثيوبي عن التحويل قبل بدء الاجتماع السداسي. ويعني ذلك ان المسئولين في مصر أيضاً لم يعلموا بالاجراء الذي قامت به اثيوبيا قبل 36 يوماً وليس الإعلام فقط! الغريب ان الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، أدلي بتصريح آخر في الخرطوم برر فيه التصرف الاثيوبي وقلل من قيمته، مؤكداً ان ما فعله الإثيوبيون هو إعادة مياه نهر النيل الأزرق إلي مجراها الأصلي، مشيراً إلي أن المجري كان قد سبق تحويله مؤقتاً في مايو 2013 بموقع سد النهضة نافياً ما تردد من أنباء عن بدء تخزين أي كميات مياه أمام السد. وأوضح وزير الري، أن مجري النيل الأزرق يمر من خلال الأنفاق السفلية الأربعة للسد لاستكمال رحلة المياه الطبيعية في النيل الأزرق، موضحاً ان ذلك لا يعني من الناحية الفنية تخزين أي كميات مياه أمام السد. وأشار الوزير، إلي أن ذلك يأتي رداً علي ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة بخصوص قيام إثيوبيا بتحويل مجري نهر النيل الأزرق الذي يمد مصر بنحو 85٪ من حصتها من مياه النيل. وأنهي وزراء الخارجية والري، لدول مصر واثيوبيا والسودان أمس جلسة المباحثات المغلقة من الاجتماع السداسي بشأن سد النهضة الاثيوبي الذي بدأ أمس بالعاصمة السودانية «الخرطوم» لاستكمال المناقشات والمباحثات بخصوص الشواغل المصرية المتعلقة بالسد ومحاولة التوصل لتفاهمات مشتركة تحقق المصالح للدول الثلاث. وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن اتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الاثيوبي الذي تم توقيعه بين زعماء الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا في مارس الماضي بالخرطوم أسس لعلاقة استراتيجية قائمة علي أرضية من العلاقات القوية التي تربط بين الدول الثلاث. وقال «شكري» إن السودان تقوم بدور مهم وإيجابي، وله عظيم الأثر فيما تم التوصل إليه من التفاهمات والاتفاقيات التي تمت وعلي رأسها اتفاق المبادئ الذي تم التوقيع عليه بين رؤساء الدول الثلاث، لافتاً إلي أن العلاقة المصرية- السودانية لها طبيعتها الخاصة من روابط الإخاء ووحدة المصير. وأكد أن مصر تسعي إلي تفعيل العلاقة التي تربطنا بإثيوبيا كدولة شقيقة. وأضاف ان ما يربط مصر بإثيوبيا ليس فقط نهر النيل الذي يمثل الحياة للمصريين جميعاً، مشيراً إلي أن البلدين يمتلكان تاريخاً ممتداً من التراث الإنساني المشترك الذي نعتز به ونسعي جاهدين للعمل علي صياغة علاقة في المستقبل قائمة علي أن تنعم شعوب الدول الثلاث بالرخاء والتنمية والاستقرار المنشود وبالأمان والاطمئنان لمستقبلهم وحاضرهم، مشدداً علي أن العلاقات التي تربط الدول الثلاث هي علاقات «إيجابية» تؤدي إلي تحقيق المصالح المشتركة بشكل متكافئ، كما تؤدي إلي تحقيق طموحات الشعوب في مستقبل زاهر. وقال «شكري»: نحن نبني خلال الاجتماع السداسي برعاية سودانية علي الخطوات التي سبقت، كما نحافظ علي اتفاق المبادئ الذي تمت صياغته بإحكام، مؤكداً ضرورة تهيئة الأرض التي نقف عليها لتكون صلبة والتي علي أساسها ستتم تنمية العلاقات بين الدول الثلاث، خاصة في موضوع سد النهضة. وأشار وزير الخارجية إلي أننا في مصر نبدي حُسن نية والعمل بتفان وإخلاص من أجل تحقيق كل المبادئ السابقة وسنواصل عملنا في هذه الجوة بنفس الروح القائمة علي الإخاء والرغبة المشتركة في التفاهم واستمرار توثيق هذه العلاقة الاستراتيجية الهامة وإيجاد الفرص لمزيد من تنميتها لتلبي تطلعات وطموحات الشعوب للدول الثلاث. وأكد «شكري» علي مواصلة العمل بإخلاص واجتهاد حتي نخرج من هذا الاجتماع بما يؤكد علي علاقة التعاون القائمة بين الدول الثلاث، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة للانطلاق نحو تدعيم العلاقات في شتي المجالات. وقال وزير الخارجية الاثيوبى تواضروس ادهانوم، إن مواصلة الاجتماع السداسى للمرة الثانية بالخرطوم خلال أسبوعين، توضح التزام بلاده باتفاق مبادئ سد النهضة الذى وقعه قادة الدول الثلاث فى مارس الماضي، مشيرا إلى أن الاتفاق يربط بين مصر والسودان واثيوبيا بشراكة تاريخية. وأضاف «ادهانوم» فى كلمته أمس خلال افتتاح الاجتماع «إن شعوب مصر وإثيوبيا والسودان يربطها نهر النيل الذى يمثل مصيرنا المشترك»، مشددا على أن إرادة العمل للدول الثلاث تتم وفقا للالتزام باتفاق المبادئ، وأن بلاده ملتزمة بتعزيز التعاون مع مصر والسودان. وأكد وزير خارجية أثيوبيا أهمية التوصل إلى اتفاق مشترك فى إطار من الشفافية التى تجمع بين أثيوبيا والسودان ومصر، لتحقيق تطلعات شعوبهما وحكوماتهما فى المصالح المشتركة. وشدد أدهانوم، على أن ذلك الاتفاق سيتم من خلال بناء الثقة بين الدول الثلاث الشقيقة، ووجه وزير خارجية اثيوبيا الشكر للسودان ومصر، لحرصهما على تعزيز التعاون المشترك فيما يتعلق بنهر النيل وسد النهضة، لما يحقق التعاون الشامل بيننا. وأكد وزير الخارجية السوداني، الدكتور إبراهيم الغندور، أن بلاده تعمل على تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، فى أزمة سد النهضة، مضيفا: «لسنا وسطاء ولكننا جزء أصيل من المفاوضات التى تجرى حاليا بمدينة الخرطوم». وتابع: «الاجتماعات ناقشت التقرير الفنى الذى أعدته اللجنة الوطنية لسد النهضة، والتى تضم الدول الثلاث، ويناقش شواغل كل دولة حول السد، وعلينا أن نتفاءل ونعمل على ذلك من خلال مناقشة كل هذه التفاصيل».