تميز الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي خلال تاريخه بقوة طرفيه الظهيرين الأيسر والأيمن، حيث تعاقب العديد من النجوم ممن ارتدوا القميص الأحمر في الدفاع عن المركزين ما جعله واحدا من أقوى الفرق التي حصدت العديد من الألقاب المحلية والقارية بجانب مشاركته في مونديال الأندية. ونظرا لحساسية المركزين كقوة تساعد الفريق على مجاراة المنافسين والمساهمة في صناعة الأهداف فقد جعل الأمر اختيار المدير الفني للعناصر التي يعتمد عليها للعب في المركزين تحديا مستمرا خصوصا في حالة حدوث غيابات اضطرارية للأساسين. وخلال سنوات طويلة ضم الأهلي عددا من اللاعبين المميزين الذين لعبوا في الناحيتين اليمنى واليسرى وكان الفريق يضم بدائل مميزة أيضا أسهمت في حل أي غياب يحدث، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت أزمة في المركزين، ما أفقد الفريق قوة مهمة في تشكيلته رغم التدعيمات الكثيرة التي أجراها النادي، لكن غياب المواهب المحلية جعل النادي يتجه للسوق الإفريقية لدعم الأطراف، خصوصا الجبهة اليسرى التي شهدت تفوق الأجانب وآخرهم علي معلول الذي رحل بنهاية الموسم المنتهي. وعبر تاريخ الأهلي، ظهرت أهمية الجبهة اليسرى الذي بات مركز الحيوي عبر عقود طويلة، حيث شهد صعود العديد من اللاعبين المميزين وتحديات مستمرة لتدعيم هذا الموقع بسبب ندرة المواهب المحلية المتميزة. ومركز الظهير الأيسر (الجبهة اليسرى) يُعتبر أحد أهم المراكز في كرة القدم الحديثة، حيث يتطلب توازنًا بين الدفاع والهجوم، وقد مر الأهلي بمراحل مختلفة في هذا الصدد. ويسجل النادي عبر صفحاته بروز العديد من الأسماء التي لعبت في هذا المركز، حيث اشتهروا بالقوة البدنية والالتزام الدفاعي، ومن أبرز الأسماء التي ساهمت في كتابة تاريخ للجبهة اليسرى فتحي مبروك، الذي كان يتميز بالسرعة والقدرة على دعم الهجوم بعرضيات دقيقة،وفي الثمانينيات، برز ربيع ياسين، أحد أساطير الأهلي، الذي لعب في مركز الظهير الأيسر وكان يُعرف باللعب الذكي والتغطية الدفاعية الممتازة، كما شهدت هذه الفترة أيضًا بداية اعتماد الأهلي على تكتيكات أكثر حداثة، مما جعل الجبهة اليسرى مركزًا للاختراقات الهجومية. ومع نقص المواهب المحلية القادرة على الجمع بين الدفاع والهجوم لجأ النادي للعناصر الأجنبية حيث برز جيلبرتو (الأنجولي)، الذي انضم للأهلي في 2002. كان جيلبرتو أول ظهير أيسر أجنبي يترك بصمة قوية في الأهلي، حيث اشتهر بسرعته الفائقة وعرضياته الدقيقة التي ساهمت في العديد من الأهداف، بجانب الراحل محمد عبدالوهاب، الذي تأهل مع الأحمر في الدوري المحلي وبطولة أفريقيا، وبعد جيلبرتو وعبدالوهاب، شهد الأهلي فترة انتقالية مع لاعبين مثل أحمد شديد قناوي، الذي قدم أداءً جيدًا ولكنه لم يصل إلى مستوى جيلبرتو وعبدالوهاب. قام النادي بالبحث عن عناصر شابه لبث روح الشباب لتقوية البجهة اليسرى مثل كريم الدبيس وأحمد نبيل كوكا، لكنهما لم يصلا بعد إلى مستوى الثبات المطلوب. واستمرت سياسة التدعيم، قبل رحيل على معلول، وتعاقد الأهلي مع المغربي يحيى عطية الله من نادي سوتشي الروسي لدعم هذا المركز. وأظهر اللاعب المغربي قدرات هجومية جيدة، لكنه لا يزال في مرحلة التأقلم مع الفريق، كما حاول الأهلي استعادة محمد شكري من سيراميكا كليوباترا، لاعب الأهلي السابق المعار، لتعزيز الخيارات في هذا المركز. وعلى نفس الغرار تعاني الجبهة اليمنى في الأهلي من نفس الأزمة في الوقت الراهن بعدما شهدت تطورًا كبيرًا على مر السنين، حيث شهد ت تألق العديد من اللاعبين الذين تركوا بصمة بارزة في تاريخ النادي. وخلال السنوات الماضية أصبحت الجبهة اليمنى أحد الأدوار الحيوية في كرة القدم، بشرط أن يتمتع من يمثلها بين المهام الدفاعية والهجومية. وكان للأهلي دائمًا لاعبون مميزون في هذا المركز، ويعد محمود الجوهري، في الخمسينيات، واحد ممن لعبوا كظهير أيمن مميز، وساهم بشكل كبير في نجاحات الأهلي المحلية والقارية. وتواصلت نجاحات الأهلي في هذا المركز حتى حقبة أحمد فتحي الذي يُعتبر من أعظم الظهير الأيمن في تاريخ الأهلي. وبدأ مسيرته مع الفريق في أوائل الألفية، وكان يتميز بالقوة البدنية، السرعة، والقدرة على اللعب في مراكز متعددة . ساهم فتحي في تحقيق العديد من الألقاب القارية والمحلية، بما في ذلك دوري أبطال إفريقيا، وفي السنوات الأخيرة، شهدت الجبهة اليمنى للأهلي تألق لاعبين شباب مع استمرارية الأداء العالي محمد هاني الذي تميز بالسرعة، اللياقة البدنية العالية، والقدرة على دعم الهجوم بعرضيات دقيقة لكن مؤخرا ظهرت علامة إستفهام بخصوص مستواه، ما أعاد الأحاديث مرة أخرى عن حاجة الفريق لعنصر جديد في ظل عدم قناعة الجهاز الفني الحالي والسابق بمستوى عمركمال عبدالواحد الذي يلعب أيضا في هذا المركز. وتدور أحاديث داخل النادي عن رغبة المسؤولين في التعاقد مع ظهير أيمن خلال الميركاتو الصيفي الحالي لانقاذ سفينة الجبهة اليمنى وذلك في إطار ثورة التصحيح التي تحاول إدارة النادي القيام بها قبل الموسم الجديد .