اسماء المرشحين عن المنيا في القائمة الوطنية للانتخابات مجلس الشيوخ    ارتفاع عدد المتقدمين لمجلس الشيوخ بسوهاج إلى 27 مرشحا في اليوم الخامس    تاريخ جديد بالأفعال.. لا بالأقوال    وزيرة التضامن تستقبل وزير الأوقاف لبحث التعاون    تكليف الدكتور سعد موسى بالعمل وكيلا لمركز البحوث الزراعية لشئون البحوث    مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم    رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"    جولة موسعة بمنطقة "القنطرة غرب الصناعية" لمتابعة المشروعات والمصانع الجارى إنشائها    أبوالغيط يستقبل لي تشيانج رئيس مجلس الدولة الصيني    "الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني": تصريحات نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار "خادعة"    فلسطين ترحب بتأكيد الرئيس الفرنسى عزمه الاعتراف بفلسطين    نتنياهو: أؤيد رفع العقوبات على إيران حال وقف جميع أنشطتها النووية    الكوليرا تفتك بالسودان.. 85,531 مصاب و 2,145 حالة وفاة نقص فى المستلزمات الطبية والأدوية    موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة    تقرير: إنتر يخطط للتعاقد مع أسينسيو    زينة عامر وجنا عطية تتوجان بذهبية تتابع الناشئات ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث    حملات توعية داخل المواقف العمومية لمكافحة الإدمان ورفع وعي السائقين بالجيزة    توجيه رئاسى    اندلاع حريق داخل سوبر ماركت بشارع كعابيش والحماية المدنية تدفع بسيارات الإطفاء| صور    كندة علوش تدعم عمرو يوسف في "درويش": الحماس مليون ومبروك لحبيبي    عيسى السقار نجم حفل "هنا الأردن.. ومجده مستمر" في "مهرجان جرش"    الأزهر للفتوى الإلكترونية: الالتزام بقوانين ضبط أحوال السير والارتفاق بالطرق من الضرورات الدينية والإنسانية    رئيس الوزراء: الحكومة حريصة على وضع تصور واضح لمستأجري «القانون القديم»    تفاصيل شكوى "زيزو" ضد الزمالك بسبب 82 مليون جنيه.. (مستند)    وزير الرياضة يشارك في تدشين "عمّان عاصمة الشباب العربي 2025"    رياضة كفر الشيخ توجه الدعوة لانعقاد الجمعيات العمومية ب 22 نادى رياضى    الصفقة المستحيلة تقترب من ريال مدريد    البابا تواضروس يلتقى وكيل «إكليريكية الإسكندرية» وراعى الكنيسة المرقسية (صورة)    الشرع وعبدي يبحثان مستقبل سوريا برعاية أميركية ( تحليل إخباري )    كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يزور بيونج يانج بعد غد    رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالاسم ورقم الجلوس    السجن 3 سنوات لمتهم بإحراز سلاح نارى بدون ترخيص فى سوهاج    بالصور.. الدفع بالسفينة البرلس pms للمشاركة فى البحث عن المفقودين الثلاثة بحادث البارج أدمارين 12 بمنطقة جبل الزيت    وفاة طالب إثر إصابته بلدغة ثعبان في قنا    وزير خارجية هولندا يشيد بجهود مصر فى مباحثات التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة    بدايًة من 12 يوليو.. أماكن امتحانات كلية التربية الفنية في المحافظات لتأدية اختبارات القدرات لعام 2025-2026    هل نجح مينا مسعود في كسب ثقة الجمهور المصري؟.. شباك التذاكر يجيب    كلية الفنون الجميلة تُناقش مشروعات تخرج طلاب دفعة 2025 بحضور نخبة من كبار الفنانين والأكاديميين    مذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية ومتحف نظم تاريخ الكتابة بكوريا الجنوبية    حدد أولوياتك وحافظ على طاقتك.. اعرف حظ برج الميزان في الأسبوع الثاني من يوليو 2025    السكة الحديد تزف بشرى سارة بشأن زيادة رواتب المهندسين ومختلف التخصصات    أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة    وكيل الأزهر: «المشروع الصيفى القرآنى» مبادرة تعزز دور الأزهر فى خدمة كتاب الله    الأزهر للفتوى: متوفين سنترال رمسيس "شهداء".. ويشيد بدور رجال الاطفاء    دراسة: حليب الإبل يعمل كمضاد لالتهاب الرئة ويثبط الربو التحسسى    صحة الوادي الجديد: جميع شبكات الاتصال تعمل بكفاءة عالية    إجراء 12 عملية قلب خلال أول يومين عمل بمستشفى طنطا الجديدة    الصحة العالمية: تطعيم فيروس الورم الحليمى البشرى يحمى من سرطان عنق الرحم..فيديو    رئيس مجلس الدولة يستقبل وفدًا قضائيًا عمانيًا للاطلاع على جهود التحول الرقمي في المنظومة القضائية    سقوط عنصر جنائي بتهمة النصب والتزوير بالطالبية    رفع لافتة «كامل العدد».. انطلاق أولى ليالي «الملك لير» بحضور وزير الثقافة (صور)    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    عودة خدمات فوري إلى كفاءتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس    "قلبي ارتاح"، لطيفة تعلن موعد طرح أغاني ألبومها الجديد    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    عاجل.. الزمالك يستهدف ضم نجم جديد من بيراميدز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة بن سلمان من القاهرة
نشر في البوابة يوم 20 - 12 - 2015

في المنطقة الخاصة جدًا التي تربط بين الدولتين الكبيرتين مصر والسعودية، كتبتُ كثيرًا، وفى كل مرة كنت أرى أن هناك تحديات كبيرة في طريقهما، ولا بديل عن تجاوزها، وربما ما جرى خلال الأيام الماضية، وتحديدًا زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى عهد المملكة، إلى القاهرة كانت ترجمة دقيقة لإدراك ووعى قيادات البلدين لأهمية التقارب بينهما.
بعد هذه الزيارة بدا أن السعودية تدرك أهمية أن تساند مصر في أزمتها الاقتصادية التي أعقبت 30 يونيو، وهى الثورة العظيمة التي قام بها الشعب المصرى من أجل اختيار مستقبله، وجعلت قوى وأجهزة كثيرة في العالم تتكتل ضدنا.
قبل ساعات من زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، كان قد أعلن عن تحالف إسلامى يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، ورغم أن هذه الخطوة تأخرت كثيرًا، إلا أنها جاءت لتضع الأمور في نصابها، فقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكرًا جدًا أن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون حربًا فردية تقوم بها دولة واحدة بالوكالة عن الآخرين، بل لا بد من التكتل والتحالف والمواجهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية، وجاء التحالف ليؤكد وجهة النظر المصرية.
عدت بالذاكرة مرة أخرى، قلبت في أوراقى لأجدنى كنت قد كتبت قبل ذلك عن زيارة الأمير محمد بن سلمان، وضعت في المقال الذي كان عنوانه «مصر والسعودية والتحدى الكبير» ما يمكن أن أعتبره الآن نقاطًا فوق الحروف، في وقت كان يراهن فيه الكثيرون على أن النظام السعودى الجديد لن يقف في صف مصر.
كان هذا ما قلته وقتها.
لم يكن حضور الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد السعودى ووزير دفاع المملكة، احتفال الكلية الحربية بتخريج دفعة، إلا رسالة واضحة للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية ومصر هما حائط الصد للأمن القومى العربى، رسالة تعيد إلى الأذهان المرحلة الذهبية للتعاون العربى المشترك في مواجهة تحديات الأمن القومى في أكتوبر من عام 1973.
لقد كان الدرس الأكبر، من دروس أكتوبر 1973 هو تكاتف العرب، وفى مقدمتهم مصر والسعودية، في مواجهة إسرائيل التي كانت مدعومة، آنذاك، من أمريكا، الأمر الذي غير من إستراتيجيات الحرب والصراع في العالم كله، وفتح حقبة جديدة ومختلفة من الصراع بيننا وبين قوى الغرب المتسلط.
بدأ التخطيط الإستراتيجي للعدو، مصحوبًا بالمؤامرات، ينسج خيوطه حول المنطقة، منذ ذلك التاريخ، بدءًا باستبدال الخطر الأحمر بالخطر الأخضر ومرورًا بإقناع شعوب العالم المتقدم بالخطر الإسلامى الذي يجب مقاومته عبر حصاره في منطقة معينة لا يبرحها، وانتهاء برسم إستراتيجيات جديدة للحرب تعتمد على تفجير العدو من الداخل.
ومن ثم بدأت عمليات تصدير العداء الشيعى السنى وتغذية الأطماع التوسعية للدولة الفارسية المسماة «إيران»، وبدا الإيحاء بإمكانية قبول حكم الإسلام السياسي لمنطقة الشرق الأوسط، شريطة أن يكون معتدلًا، ووضعت أول لبنة لحوار إستراتيجي مع جماعات الإخوان الإرهابية وغيرها، وصولا إلى اللحظة الحاسمة التي وصل فيها الإخوان إلى السلطة في أكبر دولة عربية، لتبدأ واشنطن وحلفاؤها في حصد ثمار أربعة قرون من التخطيط الإستراتيجي الدقيق الذي يهدف لجعل انتصار أكتوبر هو الانتصار الأول والأخير للعرب على إسرائيل.
كانت الخطة الأمريكية تهدف إلى الضغط على الإخوان مستغلة ولعهم بالسلطة، أي سلطة، حتى ولو كانت على شبر من الأرض، لتنفيذ الإستراتيجية الأمريكية لتفتيت الجيوش العربية والدول العربية، وخلق حدود جديدة تقوم على الرؤية العرقية بديلًا عن الرؤية الوطنية القومية، فينقسم العراق، بعد تفتيت جيشه، إلى دويلات ثلاث، كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط. وتنقسم سوريا بعد استنزاف جيشها إلى دولة علوية وأخرى سنية وثالثة مسيحية، وكذا لبنان واليمن وصولًا إلى السعودية ومصر.
وكما كانت مصر حجر عثرة الذي تحطمت عليه أحلام إسرائيل الكبرى «من النيل حتى الفرات»، عندما لقنت الجيش الذي لا يقهر درسًا لن ينساه طوال فترة بقائه في المنطقة، التي نتمنى ألا تطول، فقد تحطمت أحلام وخطط ومؤامرات الغرب على الصخرة المصرية في 30 يونيو 2013، وكما كانت السعودية عاملًا حاسمًا في انتصار مصر في حرب أكتوبر المجيدة، مثلت المملكة بجانب شقيقتها الإمارات الداعم القوى لعبور مصر الثانى نحو كسر الهيبة الغربية عبر ثورة يونيو العظيمة. لكن السؤال: هل استسلم الغرب لما حدث؟ والإجابة حتما بالنفى، فما زالت عواصمه تسعى لتركيع المنطقة والانتقام لما حدث لكرامتهم في 30-6، والتي أهدرها الشعب المصرى عبر الإطاحة «بعرايس الماريونيت» الغربية المسماة بجماعة الإخوان، لذا فإن واجب اللحظة يحفز قيام حوار إستراتيجي عربى، يبدأ بالدولتين المحوريتين، السعودية ومصر، وتلحق به وتشارك فيه الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج التي تدعم ثورة 30 يونيو، أملًا في وضع أجندة لتحقيق الوحدة العربية تبدأ باتفاقيات دفاع عربى مشترك مرورا بتكامل اقتصادى عربى عربى، وصولا إلى تشكيل جبهة عربية صلبة تقف بالمرصاد ضد المخططات الغربية الهادفة إلى تقسيم وتركيع المنطقة لصالح إسرائيل الكبرى، فهل نحن فاعلون قبل فوات الأوان؟
لماذا أعيد هذه السطور مرة أخرى الآن؟
السبب ببساطة أننا أمام حالة من التألق العربى، يقودها أمير شاب، يعمل على إعادة الروح في الشرايين المتيبسة، يعلي من قيمة العمل العربي المشترك، وليس أمامي إلا أن أحيِّي خطواته الواثقة التي يخطوها في اتجاه مستقبله السياسي، ومستقبل المملكة العربية السعودية، التي يعرف القاصى والدانى أنها دولة مركزية ليس في المنطقة فقط، ولكن في العالم كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.