قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن الفوضى السائدة في سوريا تزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط باكمله، خاصة وقد أصبحت سوريا معقلا للارهابيين مثل داعش و جماعات أخرى مرتبطة بالقاعدة .. مؤكدا فى الوقت نفسه أ نه بدون التوصل لحل سياسي دائم للنزعات فلن يكون هناك أى استقرار . ودعا فالس فى هذا الخصوص لبذل كافة الجهود لوقف تفكك الشرق الاوسط عبر حلول سياسية تدعو الى وحدة الشعوب وتسمح بتجاوز الخلافات المذهبية وتحافظ على حقوق الاقليات. جاء ذلك في الكلمة التي القاها فالس، اليوم الثلاثاء، أمام نواب الجمعية الوطنية الفرنسية " البرلمان" وذلك خلال جلسة النقاش حول المشاركة العسكرية لفرنسا في سوريا.. والتى دعا خلالها الى تعزيز الحوار مع روسيا و مع دول المنطقة مثل مصر و الاْردن و السعودية و تركيا التي "يجب عليها توضيح افكارها بصورة اكبر حتى يمكن حل الازمة السورية". و دعا ايضا الى التحاور مع ايران بشان الازمة السورية و مكافحة الارهاب ، مشيرا الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني الى باريس في نوفمبر المقبل، مؤكدا ان ايران عليها ان تضغط بشكل إيجابي من أجل حل سياسي. و اضاف رئيس الوزراء الفرنسى، إن النزاع في سوريا يزيد من ماساة اللاجئين الذين يفرون من داعش وايضا "من النظام .. مشيرا الى ان الأشهر الاخيرة شهدت تمدد الجماعات الارهابية على مساحات شاسعة من الاراضي السورية و هو ما زاد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.. و حمل النظام السوري مسؤولية تقدم داعش "الذي كان في البداية الاداة لتضييق الخناق على المعارضة المعتدلة قبل القضاء عليها". و أشار الي أن التهديدات الارهابية و عمليات التجنيد التي تواجهها فرنسا تتم من مراكز القيادة بالمناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا.. كما أن الدعاية الارهابية على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالفرنسية مصدرها ايضا داعش و التنظيمات التابعة له في سوريا.. وأن ما يتراوح بين 20 الي 30 الف رعية أجنبي قد التحقوا بالشبكات الارهابية في سوريا و العراق من بينهم نحو 1880 فرنسيا. وأكد مانويل فالس، أن بلاده ستحدد بنفسها، الاهداف التي يتم ضربها في سوريا و أنه غير وارد ان تساهم تلك الضربات في تعزيز نظام بشار الاسد.. موضحا أن فرنسا ستقوم بالعمليات الجوية في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي من خلال قوة شامال الفرنسية في العراق، معتبرا أي تدخل بري لفرنسا أو للغرب في سوريا سيفتقر للمنطقية و الواقعية، مؤكدا في الوقت ذاته ان بلاده ستدعم اي إئتلاف من دول المنطقة لتحرير سوريا من استبداد تنظيم داعش. و دعا الى استخلاص الدروس من التجارب في العراق و أفغانستان و التي تظهر ان ذلك يتطلب حشد عشرات الاف الجنود الذين سيتعرضون لخطر كبير "و هو الفخ الذي ينصبه لنا الجهاديون و هو إجبارنا على التدخل و جرنا الى المعركة لكسب التضامن امام ما سيصورونه على انه غزو". فى الوقت نفسه، استبعد رئيس الوزراء الفرنسي تماما امكانية التوصل الى تسوية مع بشار الاسد، متهما إياه بارتكاب جرائم ضد الانسانية و جرائم حرب ، واصفا مقترح التفاوض معه بانه سيكون بمثابة " خط اخلاقي." حسب تعبيره.. داعيا الى تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا و تشكيل حكومة تجمع قوى المعارضة و عناصر من النظام السوري، مؤكدا ان ذلك لن يتحقق الا اذا سارت الجهود الدبلوماسية في نفس الاتجاه و تتفق مع بيان جنيف.