■ آدم وإبراهيم ويعقوب وموسى انتظروا الخلاص من يسوع ■ العذراء لم تلد من زرع رجل.. وتخلصت من لوثة الخطيئة من المناطق الشائكة التى اقتحمها الأنبا غريغوريوس، أسقف البحث العلمي والدراسات القبطية، الذى رحل قبل نحو 14 عاما، البحث عما إذا كانت العذراء مريم تطهرت بالروح القدس أم بدم المسيح، وإذا كان الروح كافياً لتطهيرها دون دم المسيح؟ ويؤكد الأنبا غريغوريوس أنه لا يوجد تعبير فى الإنجيل يشير إلى أن العذراء تطهرت بالروح القدس، فقد قال لها الملاك «الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك»، ويحل عليها لأن المسيح، له المجد، اتخذ له من العذراء جسداً أتحد به، أى أن اللاهوت اتحد بالجسد، أو بالناسوت، المتكون من العذراء مريم. وأى امرأة تلد لابد أولاً من زرع رجل، أما بالنسبة للعذراء فلم يحدث معها ذلك، ومن ثم يدور سؤال كيف يتكون جسد للمسيح من دمها؟ والحقيقة أن الروح القدس هو الذى أعد من دم العذراء الجسد، لعدم وجود زرع رجل، وهو الأمر الذى يتضح من حوار العذراء مع الملاك الذى قال لها «ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسع». أما لماذا التطهير كان بدم المسيح، فذلك لأن العذراء لا يمكن أن «تخلص» بغير دمه، لأنه لو خلصت بغير ذلك، يكون المسيح أتى بغير داع، وإذا كان من الممكن أن يخلص أحد من غير دم المسيح، فيكون المسيح جاء بلا سبب، ثم لماذا تستثنى العذراء؟، فآدم، وإبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وموسى، وصموئيل، وداود، ظلوا يوم الخلاص، إذ لا يستطيع أحد منهم أن يخلص، لأن المسيح لم يكن قد جاء بعد، ومن ثم كيف تخلص العذراء من غير دم المسيح، هذا أمر مستحيل، والكتاب المقدس يقول: «ليس بأحد غيره الخلاص» سفر الأعمال 12 : 4 والخلاص يكون بدم المسيح، كما قال الرسول «كنيسة الله التى اقتناها بدمه»، والسؤال مما تخلص العذراء؟ تخلص من خطيئتها الجدية، فضلاً عن الخطايا الفعلية، فهى كإنسانة لابد أن يكون لها أخطاء فعلية، لأنها ولدت من أب ومن أم، ولوثة الخطيئة انتقلت فى الدم إليها، يقول الكتاب المقدس: «بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس» والمقصود هنا آدم، فمن دم واحد الله خلق الخليقة كلها. وما دامت مريم العذراء حلقة فى السلسلة الطويلة، فإنه «بالآثام حُبل بى وبالخطايا اشتهتنى أمى»، ويقول النبى أشعياء: «ومن البطن سميت عاصياً» ( أش 48: 8)، المسيح وحده هو الذى حبل به بغير دنس الخطيئة، لأنه ولد من عذراء ولم يولد من زرع رجل، ومن ثم هذا هو السبب الذى جعل المسيح يأتى من عذراء، حتى لا يرث الخطيئة الأصلية، وبالتالى العذراء، كأى قديس أو قديسة خلصت بدم المسيح.