ضابط ترحيلات الفيوم والد جيسي في حواره ل"البوابة": سبق استهدافي بقنبلة في نفس مكان استشهاد ابنتي وصديقي

فى أول تصريح له عقب استهداف سيارته بالتفجير من قبل الجماعة الإرهابية واستشهاد طفلته «جاسمين» 4 سنوات وصديقه المحامي رامى أحمد كامل 35 سنة، قال الرائد شريف النشار الضابط بإدارة ترحيلات الفيوم: إن هذا العمل الجبان الذى أدى إلى وفاة ابنتي جاسمين وصديقى لن يزيده إلا إصرارا على استكمال عمله فى خدمة الوطن حتى القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وتطهير البلاد من دعاة العنف.
وعن تفاصيل واقعة استهدافه قال النشار: إنه كان بصحبة صديقه رامى ومعهما ابنته جيسى، وتوجهوا إلى مركز سنورس لحضور عقيقة أقامها أحد أقاربه، وهو فى نفس الوقت مدير رامى فى العمل، وأثناء عودتهم وتحديدا ناحية قرية طاحون، فوجئ بملثمين على دراجة بخارية أحدهم كان يقود الدراجة فيما كان الآخر يعطى له ظهره ووجهه ناحية السيارة، وقام بفتح النار ناحيتى بشراسة، وللأسف كانت جيسى على رجلى، ولم أتمكن من حمايتها نظرا لكثافة النيران، وفى لحظات فوجئت بالدماء تسيل من صديقى وابنتى، فيما كانت إصابتى خفيفة، حاولت زيادة السرعة لإنقاذ حياة ابنتى وصديقى، إلا أن القدر كان أسرع، حيث توفيا عقب الوصول إلى المستشفى.
وفجر الرائد شريف مفاجأة، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التى يتم استهدافه فيها من قبل عناصر الجماعة الإرهابية، حيث سبق استهدافه أثناء مأمورية لترحيل عدد من عناصر الجماعة الإرهابية المتهمين فى قضايا عنف وإرهاب، وتم إلقاء قنبلة بدائية الصنع على سيارات الترحيلات التى كانت تقوم بتنفيذ المأمورية برئاسته، والأغرب أنها كانت فى نفس المكان الذى شهد استهداف سيارته الخاصة، وأدى إلى مقتل ابنته وصديقه، إلا أن عناية السماء أنقذته والقوة المرافقة ولم تنفجر القنبلة إلا بعد مرور سيارة الترحيلات، كما قامت عناصر اللجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان بتهديد شقيقه الرائد شادي النشار الضابط بإدارة البحث الجنائى، وقامت تلك العناصر بتعليق صوره بالشوارع متوعدة بقتله.
واختتم الرائد شريف حديثه الذى اختص به «البوابة» مؤكدا أن هذا العمل الإرهابى الجبان لم ولن يزيده إلا إصرارا على مواصلة عمله فى خدمة الوطن، موجها رسالة إلى الجماعة الإرهابية، مفادها أنه لن يترك حق ابنته وصديقه، وسيظل يتصدى لأفعالهم الإرهابية الخسيسة حتى تطهير البلاد وحماية العباد من أمثالهم.
ومن جانبها، قالت والدة المحامى رامى أحمد كامل الذى كان بصحبة الضابط ولقى مصرعه: «حسبى الله ونعمة الوكيل فى جماعة الإخوان الخونة أعداء الله، رامى كان طيب القلب ودمث الخلق ومحبوبا من الجميع، وفى آخر مكالمة بيننا قبل استشهاده بساعة واحدة قال لى إنه بصحبة صديقه الرائد شريف، وطلب منى الدعاء له وكأنه كان حاسس بنهايته، واختتمت حديثها، وهى تبكى مطالبة الرئيس السيسى بضرورة تطهير البلاد من هؤلاء الخوانة أعداء الله والقصاص لابنى وجميع شهداء الوطن من هذة الجماعة الماسونية التى لا دين لها ولا وطن».
هذا، وتعاهد عدد كبير من ضباط الفيوم على القصاص من قتلة جسى نجلة زميلهم، مؤكدين أن حقها فى رقبتهم حتى يتم القصاص العادل من القتلة، وقال المقدم أحمد الصاوى، رئيس مباحث الترحيلات: إن جيسى كانت قرة عين والدها، وكانت تتمتع بذكاء حاد، وكان والدها يستعد للتقديم لها هذا العام فى رياض الأطفال بإحدى المدارس لتحقيق حلمه بأن تصبح طبيبة، ولكن يد الغدر كانت أسرع، وقتلت البراءة والأمل، مضيفا أن الرائد شريف دمث الخلق ومحبوب من جميع زملائه ورؤسائه فى العمل، كما أن الشهيد رامى كان شخصية مرحة ومحبوبة من الجميع، وكان على علاقة صداقة معه منذ الثانوية العامة أى إن صداقتهما كانت على مدى 20 عاما.
وردا على واقعة استهداف الرائد شريف ومقتل ابنته وصديقة والتهديدات التى أطلقها عناصر الجماعة باستهداف اللواء ناصر العبد مدير أمن الفيوم، شنت الأجهزة الأمنية حملة مداهمات استهدفت معاقل وأوكار الجماعة الإرهابية بمركز سنورس وقرى أبو حسين وطاحون والرغاوي، أسفرت عن ضبط عدد كبير من العناصر المطلوبة أمنيا والصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة، فيما تمكن فرع الأمن الوطنى من ضبط 6 عناصر من المشتبه فى ضلوعهم بالحادث وجار مناقشتهم لكشف حقيقة مشاركتهم فى العمل الإجرامى الذى استهدف سيارة الضابط وأسفر عن وفاة ابنته وصديقه.
وعن التهديدات التى أطلقتها الصفحات الإخوانية متوعدة فيها باستهداف مدير الأمن، قال اللواء ناصر العبد: إنه لا يخشى تهديدات تلك الجماعة الماسونية، لأن العمر واحد والرب واحد والعقيدة الراسخة لدى جميع رجال الشرطة هى الفداء والتضحية فى سبيل الوطن وأمن المواطنين، متعهدا بالقضاء على الإرهاب وبتر جذوره، وعن حقيقة ما أشيع عن ضبط شخص يدعى «التعلب» لضلوعه فى استهداف سيارة الضابط قال العبد: ولا فار ولا تعلب كل ما أستطيع قوله إننا ألقينا القبض على عدد من المشتبه بهم والتوصل لمعلومات هامة ستساعد فى سرعة كشف ملابسات الحادث، وضبط مرتكبيه، مضيفا، أن اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية يتابع سير التحقيقات أولا بأول، وسيتم الإعلان عن كامل التفاصيل فور انتهاء التحقيقات.