سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوميات مجتمع على الرصيف.. مغامرة رصدتها "البوابة نيوز".. أبطالها "أطفال اليوم لصوص الغد".. شيوخ من ملابسهم يتجردون.. نساء باكيات على الأيام الخوالي.. ومنظمات عاقر لا تلد حلولًا
حينما تتجول في شوارع المحروسة تجد المئات بل الآلاف من الكائنات تشبه "البشر"، كبار في ثوب صغار خلف أرصفة الضياع يركضون، كبار مجاذيب بلحي عقلاء، رجال يتجردون من ملابسهم دون وعي ونساء تبكي على الأيام الخوالي، بنات في سن العاشرة سيدات في المكر والدهاء وأولاد يتأهبون للسجون، ينتظرون إشارة البدء والقبول في السلك"الإجراماسي"، ابن الشوارع، بنت الشوارع، شيخ الشوارع، امرأة الشوارع، كنز يتم استغلاله إجراميا وهم الوجبة الأشهى للإعلاميين، البند الأول في خريطة برنامج مرشح الانتخابات، الحلقة الساخنة في برامج العاهرات مدعيات الشرف في بعض برامج التوك شو، الأبرياء المجرمون في نظر مجتمع فاشل صنع منهم مجتمع غير شرعي، ضحايا خارج منظومة المسئولين، كبارهم أموات وصغارهم محكوم عليهم بالإدمان والتطرف والبلطجة ثم سوء المصير خلف القضبان. مجتمع كامل على الرصيف يأكل فضلات ما نأكل، متسولون وأبطال فقرات على برامج التوك شو الملتهبة، ينامون بين أكوام القمامة ينقبون عن لقمة العيش، يتفوهون بما لا يعرفون، يضحكون بشكل هيستري في الوقت الذي يبكون، هائمون، يقطعون الطرقات يقذفون المارة بالحجارة وآخرون ينظمون حركة المرور بالميادين، لا تدري من فيهم الكبير ومن الصغير إلا إذا ارتديت عدستك المكبرة واقتربت منهم كما اقتربت عدسة البوابة نيوز في مغامرة صحفية. نظرت إليهم من بعيد، ثم قررت استخدام عدسة مكبرة، وجهتها نحوهم، وجدتهم مسنون، طوافون، يرتدون ملابس تميل للون الأسود من شدة الاتساخ، تغطي أجسادهم قطع بالية، لا تستر عرواتهم، بشعر أجعد رث، اقتربت أكثر وحدقت في وجوههم، وجدته وجها شاحبا مائلا للاصفرار، انتقلت للجسد فوجدته نحيلا هزيلا تعلو الجلد طبقات من الجفاف، بأظافر تشبه مخالب الأسود والنمور، وقدمان حافيتان تعجان بالتشققات، الواحد منهم أما ممدا على الأرض منكمشا دافنا رأسه بين ركبتيه متوحدا مع أعضائه نائما، أو مستيقظا على ظهرة فاردا ذراعيه لأحذية المارة، يقظ من كثر التعب والتجوال في الشوارع والأزقة التي تعرفه ولا يعرف لها اسما، أنهم مسنو الشوارع. تركت هؤلاء في ملكوتهم، وذهبت في طريق معاكس، اتجهت نحو شيوخا وكهول من لون آخر، لا يتعد طول الفرد منهم ذراعي، عواجيز بملامح طفولية، أطفال شوارع، جاءوا للدنيا عبر ليال حمراء، وأخطاء أبطال المتعة الحرام، صغار تنهش براءتهم غفلة، تدوس على أحلامهم أحذية المنظمات والقوانين الكبار، لصوص بقرار جمهوري، منهم النشالون ومنهم الساعون على أرزاق الغير، ينتشر بينهم الجنس والمخدرات رغم حداثة السن، أطفال تنجب أطفال في دنيا الحرام تحت الكباري وفي جوف الليل وعتمة الخرابات، إنهم أطفال الشوارع.