حينما تتجول فى شوارع المحروسة ستجد المئات من الأشخاص على أرصفة الطرق يبيتون ومن مأكل الحيوانات الضالة يأكلون.. بينك وبينهم حاجز شفاف معلق عليه لافتة مكتوب فيها ممنوع الاقتراب، انهم متسولون ..ان اقتربت ربما تصبح مقتولا او مسروقا .. استجب الى اللافته ..لاتقترب..!. انظر اليهم من بعيد دقق النظر ،استخدم عدسه مكبره ستجد هناك رجل تظنه قظما طوله بحجم ذراعك ذو ملابس باليه فى شتاء قارص البروده ذو شعر رث تأمل فى وجهه جيدا وانظر اليه ستجد وجهه مصفرا هزيلا مختلط بالماء والتراب منكمش احيانا وكانه فى السبعين من عمره عيناه تلمعان من كثره البكاء. اتركه ... وسر فى طريقك واذهب الى منظمه الرفق بالحيوان تبرع بما شاء الله لك ان تتبرع ستدخل عليك إمرأة معها كلب ربما يكون مريض انظر اليه بنظره دمع واحزن حزنا وقول قولا واحد "الرفق بالحيوان " ثم اذهب الى حيث بدءت جولتك انظر الى الحاجز الشفاف تشجع واقترب منه ..لاتخف!. اذهب الى ذاك الراجل الذى نظرت اليه مسبقا اسئله عن عمره ستجده ربما لايتجاوز اصابع اليدين.. ذاك الطفل هو الطفل الشيخ ..حينما ولد مات ..مات كى لايحلم بملبس مناسب، مات كى لايحلم بملجأ يحتمى به من شده المطر او حراره الشمس ،مات لانه عرف مصيره ..اما متسول او بلطجى ليس له الحق فى تعليم وليس له الحق ان يختار دون ما اختارته الظروف له .. هو لم يختار ان يكون مجرما ..ولكننا من صنعنا فيه الاجرام. ذاك الطفل هو سلعة تباع وتشترى بين الاعلاميين تاره والساسه تاره اخرى هو البند الاول فى برنامج مرشح الانتخابات هو الظاهره الدائمه مع مختلف الحكومات !وترحل الحكومات ويبقى "الطفل الشيخ" الذى تطلقوا عليه طفل الشارع ولكنه هو ضحيه مجتمع جاحد عنصرى تركه فى الشارع تركه عرضه للادمان ،للتطرف،للبلطجة. فى ذات مرة اردت ان اقتحم هذا العالم فحينما جاء لى ثلاث اطفال من ضحيه المجتمع وقالوا جملتهم المشهوره "حاجه لله بابيه " طلبت ان اجلس معهم قليلا فوافقوا بعد مشوره بينهم فاردت وقتها ان اعرف كيف يعيشون واليكم القصة. تبدأ الطفلة يومها الساعه التاسعه صباحا تنطلق الى محل عملها "الشارع "تتوسل الى كل من تقابله فمن يقول لها "يحنن عليك ومن ينظر اليه باشمئزاز قائلا ماتروحى تشتغلى ،ومن يعطف عليها ويعطيها.. وتجلس فى اخر يومها لتحسب ما تجمع معها من المال فان كان مرضى لوالدها تذهب سعيده كى يسمح لها بان تنام وأن لم يكن ذلك فتذهب باكيه لتلقى مصيرها من الضرب والاهانه من والدها (الذى شككت فى أمره كثيرا )، فيضربها ضرب مبرح ثم تنام لتذهب الى عملها فى اليوم التالي. وحينما سألتها لما لايعمل فقالت انه مريض غير قادر على الحركه !فتعجبت وقلت لها كيف يضربك كل هذا الضرب وهو عاجز !! فصمتت باكيه فجلست افكر فى هذا الامر كثيرا ...هل الجوع وقسوه المجتمع جعلوا هذا الرجل بهذه القسوه اما ان الجوع وقسوه المجتمع جعلو هذه الطفله بهذا الدهاء!. وفى النهاية انا لست ضد انشاء منظمات لحقوق الحيوان فالرفق بهم مستحب ولكن ابحثوا اولا عن حقوق الانسان فالرفق به واجب اعتبروا طفل الشارع هو الكلب "لولو" واحنوا عليه تبسموا فى وجهه كفوا عن اتهامه بما ليس فيه فهو انسان.