أثار اتهام الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة الشرنوبية، للشيخ علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، ب«التشيع» والسعي ل«نشر المذهب الشيعي» داخل مصر جدلا كبيرًا، حيث إن الإثنين كانا على علاقة وطيدة طوال السنوات الماضية، وسافرا معًا إلى إيران بعد ثورة «25 يناير». «البوابة» تجري مواجهة بين «الشرنوبي» و«أبوالعزائم»، حيث جدد الأول اتهامه للأخير ب«التشيع» واصفًا الاتحاد العالمي بأنه «ستار للتشيع»، فيما اعتبر شيخ الطريقة العزمية أن هذه الاتهامات «كلام فارغ»، ومصالح شخصية، مؤكدًا أنه «لم يكن شيعيًا في يوم من الأيام ولم يدع أحدا إلى التشيع». شيخ الطريقة الشرنوبية حذر من نشر المذهب في مصر «الشرنوبي»: علاء أبوالعزائم «شيعي» وجهات أمنية تحقق معه قريبًا «العالمي للطرق الصوفية» ستار لإيران.. وشيخ «العزمية» مريض وليس عليه حرج جدد الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة الشرنوبية، اتهامه للشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، ب«التشيع» والعمل على نشر المذهب الشيعي في مصر، مشيرًا إلى أن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية «ستار لإيران». وقال «الشرنوبى»، في حوار ل«البوابة»: إن كشفه عن «تشيع أبوالعزائم» يرجع إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة العربية بفعل الشيعة، سواء في اليمن أو غيرها، مضيفًا: «استشعرت الخطر، وأحسست بضرورة التنبيه، لاسيما أنه بدأ يمارس خطته على شباب المشايخ الملتفين حوله، بعد أن فشل في ممارستها معنا». ■ بداية.. في حوار لي مع الشيخ علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وصف اتهامك له ب«التشيع» ب«الكاذب».. كيف ترد على ذلك؟ - «أبوالعزائم» رجل مريض، وليس على المريض حرج، وتهمة «التشيع» لست أنا من أطلقتها عليه، وإنما جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني حاليًا)، ففى عام 2010 خلال انتخابات شيخ المشايخ استدعاني العقيد جعفر، والرائد عمرو موسى، وكانا مسئولين عن الملف الصوفي آنذاك، وكان معي الشيخ محمد الشهاوي، وقالا لنا: إنكما لا ترضيان أن يكون شيخ المشايخ له انتماءات شيعية، ومتزوجا من أمريكية تدعى الشيخة «روز»، كما أقنعنا شيخان هما: مختار محمد علي، وعصام زكي إبراهيم، بتغيير ترشيحيهما ل«أبو العزائم»، واختيار «القصبي»، وبالتالي لست أنا من ألقى ذلك الاتهام، وإنما التقارير الأمنية في حقه، كما أن موقفه من «عاصفة الحزم» ورفضه لها خير دليل على ما أقول. ■ لكن ما الذي دفعك للإعلان عن ذلك الآن رغم مرافقتك له طيلة الأعوام الماضية؟ - ما دفعني هو حب البلد، والتطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة العربية بفعل الشيعة، سواء في اليمن أو غيرها، فقد استشعرت الخطر، وأحسست بضرورة التنبيه، لا سيما أنه بدأ يمارس خطته على شباب المشايخ الملتفين حوله، بعد أن فشل في ممارستها معنا. ■ هناك 30 شيخًا أصدروا بيانًا ينفون فيه أي صلة ل«أبو العزائم» ب«التشيع».. ما تعليقك؟ - كذب.. لم يحدث، فبعض من كتبت أسماؤهم في ذلك البيان اتصلوا بى وأكدوا لى أنهم لم يوقعوا على شيء، أو يقابلوا أحدا بذلك الخصوص، وأنهم فوجئوا بتوقيعهم، وعلى رأسهم الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، وشعيب، والقصبي، وأنا أكاد أجزم أن 25 ممن تضمن البيان أسماءهم لا يعرفون عنه شيئًا، فذلك من فعل أحمد التسقياني، وهو أحد المشايخ الشباب الملتفين حول «أبو العزائم». ■ لماذا سافرت مع «أبو العزائم» إلى إيران إذن؟ - أنا سافرت معه وقت حكم المجلس العسكري، وكان الاتجاه العام وقتها يسير نحو إقامة علاقات مع الشعب الإيراني، وسافر أكثر من وفد إلى طهران من الكتاب والمثقفين، وفى ذلك الإطار سافرنا بصحبة «أبو العزائم» إلى إيران. ■ ولماذا لم تسألوا «أبو العزائم» عن فحوى هذه الاجتماعات؟ - لم نكن نسأل في شيء، فكنا نعتبر أن هذه أشياء خاصة، ولا نرغب في التدخل فيها، كما أننا كنا نثق فيه وقتها. ■ ماذا عن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية؟ - لقد جمدت عضويتي فيه أنا و3 مشايخ آخرين، هم: الشبراوي، والجوهري، والإمبابي، لتشككنا في أهدافه، فذلك الاتحاد عبارة عن ستار لأشياء أخرى لا نعلم عنها شيئًا، فعلى الرغم من كوني كنت أمين صندوق الاتحاد، و«الشبراوي» نائب رئيسه، إلا أننا لم نكن نعلم أي شيء عنه، أو عن ميزانيته، أو خطوة تقديم أوراقه للأمم المتحدة أو أي شيء، و«أبوالعزائم» ومن حوله من مشايخ الشباب هم من يديرونه، لذلك قررنا تجميد عضويتنا فيه، وبعثنا ورقة بذلك إلى عبد الحليم الحسيني، الأمين العام، كما قدمنا نفس الورقة التي تحمل أسباب ذلك القرار إلى المشيخة العامة للطرق الصوفية، مطالبين باتخاذ قرار بشأن هذا الاتحاد، كما أصبحت الورقة ذاتها في أيدي الجهات الأمنية، وتحقق فيها، وستحقق معه قريبًا. ■ متى اتخذتم ذلك القرار تحديدًا؟ - يوم 3 إبريل، عقب اجتماعنا عند الشيخ الشبراوي، إلا أننا فضلنا ألا نعلن عنها إلا بعد اتخاذ إجراءات ضد ذلك الاتحاد. ■ في الفترة الأخيرة أبعدك «أبوالعزائم» عن الاجتماعات التي يعقدها مع المشايخ.. ما تعليقك؟ - في العام الأخير بدأ «أبو العزائم» بالفعل تنحيتي وبعض كبار المشايخ ك«الجوهري» و«الشرنوبي» عن الاجتماعات التي يعقدها كل أسبوع في مشيخته بالسيدة زينب، بحجة مشغولياتنا أو أننى في الإسكندرية، مكتفيًا بصغار المشايخ، وأعتقد أن ذلك لعلمه أنه لن يستطيع التأثير علينا، علاوة على رغبته في اتخاذ القرارات منفردًا، إلا أننا تجاهلنا ذلك ولم نلق له بالا. ■ ما تعليقك على إعلان «أبو العزائم» نيته المصالحة مع «القصبى»؟ - من رابع المستحيلات، فالمشيخة العامة تعتبر «أبو العزائم» شيعيًا، وبالتالي فلن يلجأ «القصبي» إلى المصالحة معه، وإثارة الشبهات حوله، ولن يورط نفسه معه، خصوصًا أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية. ■ «أبو العزائم» اتهمك بالتسبب في إشعال الفتنة بينه وبين «القصبي» خلال السنوات الماضية.. ما تعليقك؟ - «كلام فارغ».. و«أبوالعزائم» هو من يثير الفتن، فالبيت الصوفي تحت الصفر، والمجلس الحالي تحت الصفر، وكل أركان الصوفية مفككة من تحت رأسه. «أبوالعزائم» اتهم شيخ «الشرنوبية» ب«الكذب» شيخ «العزمية»: «الشرنوبي» ينطبق عليه حديث «إذا خاصم فجر» أنا «سني» واتهامي ب«التشيع» كلام فارغ.. والمصالح الشخصية وراء «التخاريف» اعتبر الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، أن اتهامه بالتشيع من قبل الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي «كلام فارغ»، مشيرًا إلى أن الدوافع التي جعلته "الشرنوبي" يطلق هذه الاتهامات الآن تتمثل في إبعاده عن اجتماعات الطرق. وقال «أبوالعزائم»، في حوار ل«البوابة»: إن «الشرنوبي» رجل «كذاب» وغير واضح، ومستعد للافتراء على أي شخص، مؤكدًا: «أنا طوال عمري لم أشيع أحدًا، فأنا لست شيعيًا كي أشيع غيري، ومن يوجهون لى هذه الاتهامات مفلسون، ويزعجهم نجاحي». ■ كيف ترد على اتهامك ب«التشيع» من قبل الشيخ عبد المجيد الشرنوبي شيخ الطريقة «الشرنوبية»؟ - كلام فارغ، الشرنوبي رجل «كذاب» و«غير واضح»، ومستعد للافتراء على أي شخص، أنا طوال عمري لم أشيع أحدًا، فأنا لست شيعيًا كي أشيع غيري، ومن يوجهون لى هذه الاتهامات «مفلسون»، ويزعجهم نجاحي. مشكلتي هي دفاعي عن الشيعة باعتبارهم مسلمين، وكل أئمة المسلمين قالوا إنهم مسلمون، أنا قضيتي هي وحدة العالم الإسلامي «سنة وشيعة»، وذلك أملي الشخصي، وأمل كل مسلم صادق. ■ لماذا يتهمك الشرنوبي ب«التشيع» إذن؟ - كل ما في الأمر أنني قررت تنحيته عن الاجتماعات التي نعقدها، والسبب في ذلك ليس شخصيا، فحضوره أي اجتماع كان يفشله، وما إن يعلم المشايخ بقدومه يرفضون الحضور، وينتهي الاجتماع على لا شيء، لذلك لم أدعه في آخر الاجتماعات، وعلى رأسها «الصوفية ما لها وما عليها»، وعلى الرغم من ذلك كنت استقبله في منزلي، وقبل سفري فرنسا بأسبوعين، زارني في منزلي وتناولنا الغداء سويًا، ولم يكن هناك أي شيء، وبعد أن سافرت بأسبوع فوجئت بما قاله عني عبر صفحات الجرائد، فقررت أن أقطع علاقتي به -نهائيًا- ومن معه، خصوصًا أنه كان سببا رئيسيا في الخلافات بيني وبين «القصبي» طيلة الفترة الماضية. «الشرنوبي» ينطبق عليه حديث الرسول «أربع من كن فيه كان منافقًا، من كان خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر». وكلما هدأت الأوضاع أو حاول أحد التوسط خرج مهاجمًا ومشعلًا للفتنة من جديد عبر وسائل الإعلام، كما أنه تقدم ببلاغات إلى النيابة العامة يتهم «القصبي» ومشايخ المجلس بالاختلاس دون أن يستشير أحدا منا، وجميع البلاغات «كيدية» ولم تسفر عن شيء. ■ وما مصلحة «الشرنوبي» في تزكية الفتنة بينك وبين «القصبي»؟ - «الشرنوبي» يريد أن يثأر لكرامته، ففى بداية الخلافات رفض القصبي إدخاله منزله، حيث كان داعيًا المشايخ إلى اجتماع فيه، ورفض دخوله هو وبعض المشايخ الآخرين، ومن وقتها يريد أن يثأر لكرامته من القصبي بأي طريقة. كما كان يطمع في أن يصبح المدير المالي للمشيخة العامة، لأن المدير المالي يحصل على مرتب 3 آلاف جنيه شهريًا، لكن لأن الجميع لا يحبونه ويعلمون ما يفعله، لم يوافق أحد على توليه ذلك المنصب. ■ ما حقيقة قيام «الشرنوبى» بتسجيل كل اجتماعاتكم دون إذن.. ما حقيقة ذلك؟ - بالفعل، لقد اكتشفنا أنه كان يسجل كل الاجتماعات حتى اللقاءات الودية معنا، حتى مكالمات الهاتف يسجلها، والأكثر من ذلك أنه كان يسجل جلسات المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عبر شيخ أو اثنين ممن يحضرونها. ■ ما تعليقك على تجميد عضويتهم في الاتحاد العالمي الذي وصفوه ب«ستار لنشر التشيع»؟ - كلام فارغ، فأنا لم أدعه يومًا أو أدعو غيره للتشيع، وذلك بشهادة ال30 شيخا الذين أصدروا البيان، كما أن تأسيس الاتحاد تم عقب وفاة «القذافي»، وانتهاء المكتب العالمى للصوفية الذي كنت عضوا فيه كمندوب عن الوطن العربي، وإبراهيم الحسيني عن أفريقيا، ولطفي أردوغان عن آسيا، وعبد الحق الكيلانى عن أوربا، وبعد وفاة القذاقي رأيت تأسيس كيان عالمي على نفس الطريقة، وسميناه الاتحاد العالمي، أما عن تجميد عضويته والأربعة مشايخ الآخرين فأنا قطعت علاقتي بهم. ■ لماذا لم يتم إطلاعه على ميزانيته وهو أمين صندوقه؟ - ولماذا يتم إطلاعه وهو لم يدفع شيئا فيه، لا هو ولا أي من المشايخ الآخرين، ومن تحمل كل النفقات الطريقة العزمية. ■ ماذا عن اجتماعاتك المنفردة في إيران؟ - لقد كانت تلك الاجتماعات في إطار المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، كيف أصطحبهم معي وهم غير أعضاء؟ وما كان يدور فيها ليس له أى علاقة بنشر التشيع كما يدعى. ■ «الشرنوبي» يتهمك أنك سبب الفتنة داخل البيت الصوفي.. ما تعلقيك؟ - الجميع يعلم أن «الشرنوبي» هو سبب ذلك، فأنا لم أحضر جلسة واحدة حتى أصبح سببًا للفتنة، بل هو من كان «يجري على المحاكم» ويسحب منى الأموال للمحامين. ■ لماذا تنازلت عن قضاياك ضد الشيخ عبد الهادي القصبي؟ - كفى بالبيت الصوفي فرقة وتشتتًا، فأنا أرغب في طي الصفحة القديمة التي كان لبعض «مشايخ الفتنة» دور في إذكائها لمصالحهم الشخصية. من النسخة الورقية