لست شيعيًا وقطعت علاقتى بطهران.. وتدخل «الملالى» في اليمن «مرفوض» إذا لم تدعموا «الصوفية» فانتظروا «داعش» في كل مكان.. ونحن نمثل «الإسلام الوسطى» اتهامات عبدالحميد الشرنوبى «كاذبة».. و«كبر سن» إبراهيم زهران وراء فشل حزب التحرير نسعى إلى الخلافة و«اللى ملوش كبير يشتريله كبير».. ونرحب بكل الأديان ولا نحاربها زيارتى إلى إيران في 2011 استهدفت التعرف على حجم «التقدم العلمى» قال الشيخ علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، إن اتهامه ب«التشيع» مجرد «كلام فارغ» لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن من يوجهون إليه هذه الاتهامات وعلى رأسهم الشيخ عبدالحميد الشرنوبى، شيخ الطريقة الشرنوبية، «مفلسون» يزعجهم نجاحه. وأضاف «أبوالعزائم»، في حوار ل«البوابة»أنه قطع علاقته مع إيران بعد أن طالبه القائم بالأعمال الإيرانية في مصر بدعم محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، لافتًا إلى أنه رفض الدعوات التي توجه إليه من السفارة الإيرانية للاشتراك في الاحتفالات، أو السفر إلى طهران. ■ بداية.. ماذا عن اتهامك ب«التشيع» من قبل البعض وعلى رأسهم الشيخ عبد الحميد الشرنوبى شيخ الطريقة «الشرنوبية»؟ - كلام فارغ، الشرنوبى رجل «كذاب» و«غير واضح»، ومستعد للافتراء على أي شخص، أنا طوال عمرى لم أشيّع أحدًا، فأنا لست شيعيًا كى أشيّع غيرى، ومن يوجهون لى هذه الاتهامات «مفلسون»، ويزعجهم نجاحى. لو كنت شيعيًا أو أعمل لحساب إيران - كما يدعون - لقبلت ما طلبه منى القائم بالأعمال الإيرانية في مصر، عندما جاء لى في المشيخة وقت الانتخابات الرئاسية لعام 2012 ليطلب منى دعم مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي، لأن إيران تراه الأفضل للمرحلة، وتريد أن يصل إلى الحكم. أنا رفضت الطلب الإيرانى بشكل قاطع، وأكدت أن وصول «الإخوان» إلى السلطة ليس في مصلحة مصر، وأعلنت تأييد الفريق أحمد شفيق، وحتى بعد نجاح «مرسي» لم نغير موقفنا وظللنا ضده، وشاركنا في «30 يونيو»، ودعمنا «السيسى». ومنذ ذلك الوقت قطعت علاقتى مع إيران، ورفضت الدعوات التي توجه إلىّ من السفارة للاشتراك في احتفالاتهم، أو السفر إلى طهران، وكان آخرها الاحتفال الأخير في مكتب القنصلية الإيرانية في القاهرة بالثورة الإيرانية قبل شهر، ولم أذهب، ولو كنت شيعيًا لشيّعت أبناء طريقتى من باب أولى. هنا يجب أن أشير إلى ملاحظة أخرى؛ الشيعة لا يأكلون الأرانب، وأنا لا أكل من اللحوم سوى الأرانب، للحفاظ على القلب، فهى النوع الوحيد من اللحوم الذي لا يحتوى على دهون، كما أن منهج الإمام «أبوالعزائم» معروف، فنحن نتوسل إلى الله ب«أبو بكر» و«عمر» و«عثمان»، ونتبع المذهب المالكى فكيف نكون شيعة؟ مشكلتى هي دفاعى عن الشيعة باعتبارهم مسلمين، وكل أئمة المسلمين قالوا إنهم مسلمون، أنا قضيتى هي وحدة العالم الإسلامى «سنة وشيعة»، وذلك أملى الشخصى، وأمل كل مسلم صادق. وأنا أرى أن إيران اليوم دولة قوية، ومحاربتها «غباء»، فنحن عندما نصبح «وحدة واحدة» لن يستطيع أحد أن يهزمنا، وسأظل أقولها رغم أنف المعترضين. ■ لكن كيف تنظر إلى المخططات الإيرانية في المنطقة وسعى طهران لزعزعة الاستقرار في أكثر من دولة عربية مثل اليمن والبحرين والعراق؟ - كل ذلك «كلام خايب»، فالصراع بين حكومات، ومن الخطأ الكبير أن تدخل إيران في اليمن وتدعم «الحوثيين»، وخطأ أيضًا أن تتدخل السعودية عسكريًا ب«عاصفة الحزم»، ففى النهاية القتال بين طرفين مسلمين، وهو ما نهى عنه الرسول بقوله: «إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ والمقتول في النَّارِ، فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا الْقَاتِلُ فما بَالُ الْمَقْتُولِ قال إنه كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِه»، ولذلك يجب أن تحل المنازعات وديًا. ■ لا تزال أصداء زيارتك إلى إيران موجودة حتى الآن.. لماذا ذهبت إلى هناك؟ - الهدف بالنسبة لى كان التعرف على مدى التقدم العلمى الذي وصلت إليه إيران، وأن أكتشف عن قرب ماهية «شيعة إيران»، وهل هم مسلمون أم لا؟، فوجدت أن «الشيعة الاثنى عشرية» في إيران يصلون الصلوات الخمس التي نصليها، ويصومون شهر رمضان، ويحجون، ولقد واجهتهم بنقاط الخلاف، ودافعت عن «أبو بكر» و«عمر» و«عثمان»، وسألت «أئمة الشيعة» في طهران: الإمامة أفضل أم الخلافة؟، بمعنى: «من تنفذ أوامره لديكم: خامنئى أم أحمدى نجاد (الرئيس الإيرانى وقتها)؟»، فقالوا: «خامنئى»، فقلت: «كيف تتهمون أبو بكر وعمر بالتآمر على علىّ، فلو أرادا أن يتآمرا عليه لكانت المؤامرة على الدرجة الأعلى الإمامة وليس على الخلافة»؟، ف«أبو بكر» و«عمر» لم يسم أي منهما نفسه ب«الإمام» وإنما «خليفة للمسلمين» أو «أمير للمؤمنين» ومن أطلق عليه «إمام» هو على بن أبى طالب. ■ إذا انتقلنا لملف آخر.. ما الجديد بالنسبة للتحركات السياسية ل«الطرق الصوفية» وانتقاد البعض ضعف الأداء السياسي للصوفيين؟ - للأسف الطرق الصوفية لم يكن لها أي دور في السياسة في القرنين ال19 وال20، وهو ما جعلها تضعف وتتقوقع داخل المساجد وتنعزل عن المجتمع، ربما خوفًا من الثورات، فمنذ ثورة «23 يوليو» ومواجهة «عبد الناصر» ل«لإخوان» خافت «الصوفية» وتقوقعت، ولا يزال تأثير ذلك موجودا حتى الآن، ولا يزال مسيطرًا على البعض تفضيل البعد عن السياسة تجنبًا لدخول معارك مع الحكومة، وهو ما كان يواجهه الإمام «أبو العزائم»، مؤسس الطريقة، ففى القرن ال20 كان له أفكار سياسية، وعندما ألغيت الخلافة دعا إلى مؤتمر الخلافة في مكة، وأسس «جمعية الخلافة الإسلامية». ورؤيتنا للسياسة أنها لا يجب أن تتم بعيدًا عن الأخلاق، فالأساس الاهتمام بالأخلاق، ولابد من المشاركة السياسية كى تحفظ مستقبل الامة، وعدم المشاركة «غباء». ■ كيف تقيم تجربة حزب التحرير الصوفى؟ - التجربة السياسية الأولى لم تنضج بعد، ولم يظهر مردودها في الشارع، لكن هذا له أسباب على رأسها كبر سن إبراهيم زهران، رئيس الحزب، ولذلك حاولنا إنقاذ الحزب باقتراح أن يصبح «زهران» رئيسًا شرفيًا وينشط الشباب في الحزب، والأمر الآن أمام القضاء وننتظر كلمته. ونحن فضلنا عدم تأسيس حزب جديد بسبب مخاوف بعض المشايخ، ومن ضمنهم شيخ المشايخ، وسيتم الحديث في هذه المسائل في الفترة المقبلة. ■ على ذكر الخلافة.. هل هي حلم يراود «الصوفيين» أيضًا؟ - «اللى ملوش كبير بيشتريله كبير»، والخلافة هي «الكبير» للأمة الإسلامية، وقدمت أشياء كثيرة للإسلام رغم اختلافنا مع من أقاموها، والخلافة الراشدة هي الخلافة المثلى للمسلمين. أما مفهوم الدولة الإسلامية لدى «الصوفية»، فتقوم على عدة أساسيات أولها الاعتراف بجميع الاديان الأخرى وألا نحاربها، وعدم استغلال الجهاد بمفهوم خاطئ، بل أن يكون ضد إسرائيل وليس في العراق أو سوريا أو مصر أو ليبيا، فكل هؤلاء يخدمون إسرائيل بما في ذلك «حماس». ■ ملف ثالث.. ما آخر التطورات فيما يتعلق ب«الاتحاد العالمى للطرق الصوفية»؟ - بدأنا منذ عامين جهود الانضمام إلى الأممالمتحدة، ومكتب المحاماة الفرنسى الذي وكلناه منذ تأسيس الاتحاد هو من اقترح ذلك، حتى يمنحه صفة العالمية، وبدءوا في الإجراءات، إلى أن تكلل الأمر بالنجاح، وقبلت الأممالمتحدة ضمه. ■ وماذا يعنى انضمام الاتحاد للأمم المتحدة؟ - بتمثيله في الأممالمتحدة أصبح تابعًا لإشراف المنظمة، ولا سلطان عليه من أي أجهزة أمنية في أي دولة، وإذا اعترضت أي دولة على نشاطه فعليها أن تتوجه إلى الأممالمتحدة وتطالبها هي بالتصرف بصفته تابعًا لها، كما أن كل الانشطة والمؤتمرات تقام تحت لافتة «الأممالمتحدة»، وبالتنسيق معها. ■ هل التقيت مسئولين بالمنظمة؟ - لم ألتق بأحد منهم حتى الآن، ومكتب المحاماة هو من يتولى كل الإجراءات، وبمجرد انتهائها سنلتقى بهم، ونبدأ في وضع خطة العمل. وهنا ينبغى أن أدعو العالم إلى مساندة الصوفية، والمساعدة في انتشارها، وحذرنا الجميع أنه بعد القضاء على «داعش» سيرجع الأمريكان من «الدواعش» إلى أمريكا، والفرنسيون إلى فرنسا، والإيطاليون إلى إيطاليا، ثم يبدءون الجهاد ضد تلك البلاد، طالما لا يوجد «فكر صوفى وسطى»، وقد صدر العديد من الدراسات في الغرب أوصت بالاهتمام بالتصوف كبديل ل«الإسلام المتطرف». ■ أخيرًا.. ماذا عن نقل مقر الاتحاد إلى القاهرة؟ - «نفسنا المقر الرئيسى يكون في مصر»، لكن لم نتواصل مع أي من المسئولين حول الأمر، و«نخشى أن يطالبوا بإلغائه»، وسنبحث في الفترة المقبلة اقتراحات ب«توسيع الاتحاد». من النسخة الورقية