تنمية سيناء في عيون الخبراء.. نجم: البيئة الطبيعية بأرض الفيروز تجعلها ملائمة للاستثمار.. خبير ببحوث الصحراء: تمليك الأراضي والمشروعات الخدمية مفتاح النجاح

سيناء..أرض الفيروز، الجغرافيا والتاريخ، الحجر والبشر، قطعة غالية على قلب كل مصري.. موقعها الجغرافي كان له تأثيره على التوزيع السكاني، وأيضا على الاسم الذي اتخذته سيناء.
فقد ذكر البعض أن معناها "الحجر" وذلك لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة "توشريت" أي أرض الجدب والعراء، ولكن المتفق عليه أن اسم سيناء مشتق من اسم الإله "سين" إله القمر في بابل القديمة، وأرض سيناء وبيئتها مليئتان بالآثار الإنسانية عبر القرون المختلفة بداية من العصر الحجري ثم الفرعوني وحثي العصر الإسلامي وأيضا الروماني.
يقول إسلام نجم، الباحث السياسي في المركز العربي الإفريقي للأبحاث الإستراتيجية، إن مقومات الطبيعية السيناوية في شمال ووسط وجنوب سيناء هي بيئة استثمارية متنوعة تستطيع الدولة استغلالها بالشكل الأمثل حيث تعد سيناء مثالا رائعا للبيئة المتنوعة المتداخلة ما بين طبيعية سهلية على امتداد البحر المتوسط وتتخللها هضاب وتلال صغيرة تنساب منها المياه في فصل الشتاء وتلقي السيول لتتجمع في المخرات والبحيرات.
وأوضح أن تلك المياه يعاد استغلالها في الري والزراعة والشرب من الآبار الارتوازية هناك وغيرها من الاستخدامات وإعادة تجديد مياه البحر من خلال المياه المنهمرة من التلال إلى البحر لتشكل بيئة طبيعية لتوالد الثروة السمكية هناك لتوفير حياه مائية مناسبة للصيد والاكتفاء الذاتي خاصة مع توافر البحيرات المائية التي تمتاز بالحياة السمكية والمائية وإمكانية تطويرها وتعميقها لتكون نواة لاكتفاء ذاتي مصري من الأسماك ووسط سيناء حيث الهضاب والتلال المرتفعة التي تشكل أرضا خصبة للمعادن والثروة المعدنية من الفوسفات والفسفور والصخر الجيري وغيرها من الصخور المعدنية والنارية من الجبال.
وأضاف: كما تتواجد سهول خصبة بالمعادن وتصلح للزراعات في طريق يمتد من قناة السويس إلى الحدود المصرية الإسرائيليلة تتخللها وديان تجود بجميع الزراعات ومياه جوفية كبيرة من خزانات على أعماق الأرض وتمتاز تلك المناطق بصادرات الموالح والنباتات العطرية إلى دول فرنسا وهولندا منافسة للصادرات الإسرائيلية إلى هناك.
وتابع: لو أن هناك جدية في الاستثمار لقامت الدولة بإنشاء مصانع استخلاص العطور والمواد الطبية من تلك العطور واستغلالها بدلا من تصديرها كمادة خام ويرجح أن تتطور فرص الاستثمار في تلك المنطقة بعد انتهاء مشروع حفر قناة السويس الجديدة وبدء مشروع تنمية محور قناة السويس ويمكن زيادة الاستثمارات في مجال التعدين مثل "الجبس" والأسمنت الذين تتميز بهما تلك المنطقة وصناعات التعدين معروف أنها كثيفة العمالة مما يتيح فرصا تشغيلية لأبناء سيناء.
واستكمل: "وتمتاز جنوب سيناء بالبيئة الاستثمارية الجذابة في مجالات السياحة والبترول والاستثمار التعديني وهناك السياحة تعد رقم واحد لتوافر المصايف الكبرى مثل رأس سدر وشرم ودهب وطابا وسانت كاترين الذي يعد المزار الديني الأشهر للمسيحيين واليهود على مستوى العالم والجبل الذي تجلى فيه المولي عز وجل للنبي موسى"، مضيفا: "يمكن زيادة الاستثمارات السياحية من خلال الرحلات الدينية والطقوس الشعائرية لتلك الدينيات وصلوات مجمعة من أجل السلام والتنمية ورياضيات الغوص والسفاري بما يتيح للسائح الاستمتاع الحقيقي بالطبيعة".