هو نجيب ميخائيل محفوظ الشهير بنجيب باشا محفوظ، ويعمل أستاذاً للنساء والولادة بمدرسة الطب بالقصر العيني ويعتبر رائد علم أمراض النساء بالعالم ( 1882 – 1974 ) . ولد في المنصورة في الخامس من يناير عام 1882 م، التحق بمدرسة ال قصر العيني الطبية في عام 1898 م حيث تلقى تعليمه، وتدريبه هناك على أيدى أساتذة أجانب حينها. وفي شهر (يونيو من عام 1902 م ( وهو وقت التخرج المنتظر لنجيب محفوظ من قصر العيني، كانت مصر على موعد مع وباء الكوليرا القاتل وهو ما أجل موعد تخرجه. وتم تجنيد طلبة الطب المصريين حينها للمساهمة في مكافحة الوباء وكان الدور الموكل لنجيب محفوظ هو الكشف عن الحالات الواردة إلى القاهرة ، من خلال محطة السكة الحديد الرئيسية، ولكن نجيب محفوظ طلب نقل خدمته إلى أشد مناطق الوباء وهي قرية موشا الواقعة بجوار مدينة أسيوط ، وتمت الموافقة على طلبه ليسافر محفوظ إلى موشا، وينجح فيما فشل فيه أساطين الصحة العامة الإنجليز، بعد أن قام بتعقب حالات الكوليرا واكتشاف المصدر الرئيسي وهو بئر ملوث داخل منزل أحد الفلاحين . .وقد أنهى نجيب محفوظ فترة تكليفه في أحد مستشفيات السويس في العام 1904 م ليتم تعيينه كطبيب تخدير في قصر العيني وقام محفوظ بتدشين عيادة خارجية لأمراض النساء والولادة، وسرعان ما حققت العيادة نجاحاً مذهلاً، فتم إضافة عنبرين كاملين إليها، وكان يشرف بنفسه على إجراء الولادات المتعسرة في العيادة وفي منازل المواطنين. ووصل عدد حالات الولادة المتعسرة التي أجراها في منازل المواطنين إلى ما يفوق الألفي حالة، والجدير بالذكر أن نجيب محفوظ خلال فترة الدراسة بالكلية لم يحضر سوى عملية ولادة واحدة انتهت بوفاة الأم والجنين معاً، والجدير بالذكر أيضاً أن أحد الولادات المتعسرة التي أجراها في العام 1911 م أسفرت عن ولادة طفل حمل نفس اسم الطبيب وكان هز أديبنا العالمي الراحل نجيب محفوظ . ويستمر مشوار النجاح لنجيب محفوظ الذي ترقى لدرجة أستاذ أمراض النساء والولادة في العام 1929 م ، وظل يشغل هذا المنصب حتى بلوغه سن التقاعد عام 1942 م ويتم مد خدمته لخمس سنوات إضافية بناءً على طلب زملائه وتلاميذه بالقسم، وخلال مشواره يحقق نجيب محفوظ شهرة عالمية في جراحات إصلاح الناسور المهبلي بأنواعه المختلفة، ليتم عرض عملياته في مستشفيات لندن وأكسفورد وإدنبرة وجنوا ولوزان ويفد إلى قصر العيني جراحو أوروبا لمشاهدة هذا النوع من العمليات . بعدها، قام نجيب باشا محفوظ بتأسيس وحدة صحة الأم لأول مرة في مصر وكذلك وحدة رعاية الحوامل ووحدة صحة الطفل، وتأسيس مدرسة متكاملة للقابلات وإصدار كتابين ظلا مرجعاً أساسياً للقابلات واللائي قد تخرج منهن ما يفوق الألف في خلال فترة 30 سنة قام فيها محفوظ بالتدريس لهن وإعدادهن لإجراء الولادات في المنازل . ولم ينس نجيب محفوظ طلاب العلم فقام في العام 1930 م بتأسيس متحف نجيب محفوظ لعينات النساء والولادة والذي حوى أكثر من 3000 عينة قيمة تم جمعها من عمليات محفوظ، وقام أيضاً بإصدار أطلس ومجموعة من الكتب على مستوى عالمي وبعدة لغات . و في سنة 1950 تألفت هيئة تضم أساطين العلم وأكابر الأطباء برئاسة دكتور إبراهيم شوقي مدير جامعة القاهرة يومئذ ووزير الصحة من بعد ذلك، لإنشاء جائزة مالية يطلق عليها “,”جائزة دكتور نجيب محفوظ العلمية“,” تخصص لتشجيع البحوث في علوم أمراض النساء والولادة، وتُمنح لمن يقدم أفضل بحث وفي 14 يونيو 1950 أقُيم حفل بفندق سميراميس بالقاهرة أعلن فيه قرار إنشاء الجائزة . نشر محفوظ باشا حوالي 33 بحثا باللغتين الإنجليزية، والفرنسية في خلال الفترة 1908 إلى 1940 . وله العديد من المؤلفات باللغة العربية : “,” مبادئ أمراض النساء أمراض النساء العملي، فن الولادة، الثقافة الطبية، الطب النسوي عند العرب، وباللغة الإنجليزية له “,” تاريخ التعليم الطبي في مصر، الموسوعة العلمية في أمراض النساء والولادة (وهو يقع في ثلاثة مجلدات عدد صفحاتها 1350 صفحة). وفى عام 1966 صدر له كتاب “,”حياة طبيب“,” باللغة العربية (الطبعة الثانية) ونشرته الهيئة العامة للكتاب في عام 2013 في مشروع مكتبة الأسرة وأصدرته باللغة الإنجليزية شركة لفنجستون للطباعة والنشر بإنجلترا وكتب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي تقديما له قال فيه: هذا كتاب ممتع إلى أقصى غايات الإمتاع. كذلك تم تكريمه في العديد من المحافل ونذكر في هذا المجال ما يلي: 1919 حصل على وسام النيل ، 1935 تم اختياره عضواً شرفياً في الكلية الملكية لأطباء النساء والولادة بإنجلترا ليكون واحداً من خمسة حظوا بهذا الشرف على مستوى العالم ، 1937 اختير عضواً شرفياً في الكلية الملكية للأطباء بإنجلترا وفي الأكاديمية الطبية بنيويورك كما حصل على لقب (باشا) من مصر، 1943 وتم اختياره عضواً شرفياً بالكلية الملكية للجراحين بإنجلترا، ونظراً لظروف الحرب العالمية الثانية تم تحويل اللقب إلى نجيب باشا في مصر لعدم توفر المواصلات إلى لندن ، والجدير بالذكر أن نفس الشرف تم منحه في نفس الوقت للسير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا والشخصية الصينية البارزة شيانج كاي شك 1947 .