يبدو أنه لا يوجد شىء أو أحد اسمه نجيب محفوظ إلا وكان رائعا أو عبقريا .. نعم فلا يوجد شخص يحمل هذا الاسم إلا ولاحظنا أنه فارس مغامر منظم للعقل والخيال، وإذا كان نجيب محفوظ الروائى هو فاتح الطريق والمتفرد فى فن الإبداع والخيال، فهناك نجيب محفوظ آخر متفرد فى الواقعية والعلوم.. الفرق بينه وبين نجيب محفوظ الروائى أيام فى لحظة القدوم الى الدنيا، فالإثنان من بشائر عام جديد ونجيب محفوظ الآخر الذى وهب نفسه لوطنه وعلم نفسه وبرع فى علوم الطب قبطى من المنصورة عصامى .. قليلون هم الذين يعرفون من هو ونادرا ماتقترب منه اقلام الصحفيين والكتاب لتكتب عنه مثلما تكتب عن نجيب محفوظ الروائى ٫ وقليلون هم الذين يعرفون انه اشهر أطباء النساء والولادة فى مصر ٫ والمفارقة أنه لم يخرج الى الحياة بعد ولادة عثرة استمرت لثلاثة أيام بلياليها، وخرج بعدها ساكنا لا يتنفس، فحسبوه ميتا ووضعوه جانبا لكن ارادة الله أن ينفخ فيه الروح ليتنفس بعدها بنصف ساعة من الولادة ويريد الله أيضا أن يودع هذا الطفل عبقرية النبوغ ليكون استاذا نابغة من نوابغ الولادة وتنجو على يديه مئات الأمهات نعم، يبدو أننا لم نعرف أحدا يحمل اسم نجيب محفوظ إلا وكان عبقريا .. ونجيب محفوظ الآخر بن ميخائيل افندى محفوظ هو عبقرى الطب ومؤرخه فى مصر وصاحب أول متحف من نوعه فى العالم، وأظن أن أحدا لا يعرف شيئا عن هذا المتحف الموجود فى قصر العينى وتأسس عام 1930، ومتخصص فى النساء والولادة. عانى العبقرى الدكتور نجيب باشا محفوظ فى بداية حياته كثيرا بعد وفاة والدته بمرض السكر وإفلاس والده تاجر القطن، غير أن عزيمته وعبقريته جعلته يتفوق، فكان ترتيبه الأول فى البكالوريا عام 1898 ليلتحق بمدرسة الطب، وفى نفس العام الذى التحق به بهذه المدرسة تم فيه تحويل دراسة الطب من اللغة العربية الى اللغة الانجليزية، ليتخرج منها عام 1902 وكان ايضا ترتيبه الأول على الدفعة. يقول عنهم البروفسير الأمريكى نيكسون " إليه يعود الفضل الأكبر فى تنبيه الرأى العام إلى أهمية العناية بالأم قبل الوضع، وان يكون للمرأة دور فى النظام الطبى، وبفضله تم اكتشاف خطورة مرض البلهارسيا، وانه من أهم أسباب عقم النساء فى مصر، هو الملقب بقبلة المعرفة بجميع كليات الطب فى العالم لتفرده بأنه صاحب الأطلس الأهم فى تاريخ الطب " أنا شخصيا اعتقد ان نجيب محفوظ روائيا كان أو عالما لن يكون إلا اسما مخلدا ومحفورا على الدوام فى ذاكرة الوطن .