خيمت حالة من الدهشة والاستغراب على أهالي قرية الحوة التابعة لمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، مسقط رأس المتهم المعروف إعلاميًا ب "سفاح المعمورة"، نصر الدين السيد إسماعيل غازي، وذلك بعد قرار النيابة العامة بإحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة ارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار. بينما توقع البعض في القرية إحالة "السفاح" للمحاكمة نظرًا لبشاعة جرائمه التي هزت الرأي العام، أبدى آخرون حيرة عميقة إزاء كيفية ارتكابه لتلك الفظائع، التي تتنافى مع الصورة التي عرفوه بها طوال سنوات إقامته وأسرته في القرية. خلال جولة لمراسل "مصراوي" في قرية الحوة، تبين أن شخصية "سفاح المعمورة" تمثل لغزًا محيرًا للكثيرين من أبناء قريته، فقد نشأ المتهم في أسرة طيبة السمعة، وأكمل تعليمه الأزهري في قرية الجرايدة القريبة، ما زاد من دهشة واستغراب البعض من ارتكابه لتلك الجرائم البشعة التي لا تتناسب مع خلفيته الدينية الظاهرة. والأكثر إثارة للدهشة، وفقًا لمعلومات مؤكدة حصل عليها "مصراوي" من أهالي القرية، أن المتهم كان يؤم أبناء جيله في الصلاة بمسجد "عطالله" في قرية الحوة قبل انتقاله مع أسرته خلال فترة التحاقه بالتعليم الأزهري، واشتهر آنذاك بفصاحته في اللغة العربية وحفظه للقرآن الكريم، ليُطلق عليه البعض لقب "الشيخ ناصر". لمشاهدة الفيديو اضغط هنا وأشار الأهالي إلى أن المتهم رحل مع أسرته إلى قرية 82 الخريجين التابعة لمركز الحامول بعد تخرجه فى كلية الشريعة والقانون، ومنذ ذلك الحين أصبح غائبًا عن أنظار الكثيرين من أبناء قريته نظرًا لطول فترة غيابه. وكشف الأهالي عن وجود أقارب من الدرجة الأولى للمتهم ما زالوا يقيمون في القرية ويتمتعون بسمعة حسنة، ما يزيد من حيرة واستغراب الأهالي إزاء الأفعال الشنيعة التي ارتكبها "سفاح المعمورة"، والتي لا تعكس نشأته وظروف حياته الأولى في القرية. شعبان طلبة الشهاوي، 64 عامًا، أحد جيران "سفاح المعمورة" في قرية الحوة، أكد ل "مصراوي" أن حالة من الذهول والصدمة تسيطر على أهالي القرية إزاء هذه الجرائم المروعة، خاصة أن المتهم كان يتمتع بسمعة طيبة وأدب جم خلال فترة إقامته بينهم. وفي السياق ذاته، عبر محمد عبدالرحيم البلقاسي، 55 عامًا، وهو صديق مقرب من المتهم في فترة شبابه، عن ذهوله واستغرابه الشديد لما أقدم عليه صديقه السابق، متسائلًا عن الأسباب التي دفعته لارتكاب تلك الجرائم البشعة، خاصة وأنه كان ميسور الحال ولديه ممتلكات. وأشار إلى آخر لقاء جمعه بالمتهم قبل عامين، حيث كان ودودًا ومحافظًا على العشرة. وكشف عن جانب آخر من شخصية المتهم، بأنه كان يخاف من صيد العصافير وكان يصلي بهم في فترة الشباب، ما جعلهم يطلقون عليه لقب "الشيخ ناصر". يذكر أن تحقيقات النيابة العامة كشفت عن ارتكاب المتهم لثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، حيث قتل موكله الأول طعنًا وسرق أمواله، وقتل زوجته خنقًا ودفنها، وقتل موكلته الثالثة طعنًا وسرق متعلقاتها، واعترف المتهم بارتكاب هذه الجرائم، وأكدتها تحريات المباحث وتقارير الطب الشرعي ومعاينة أماكن دفن الجثامين. وأمرت النيابة العامة بإحالة "سفاح المعمورة"، إلى محكمة الجنايات المختصة، وذلك بعد سلسلة من التحقيقات كشفت تورطه في ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، إلى جانب الخطف والسرقة وإخفاء الجثث داخل شقق مستأجرة في الإسكندرية. وكشفت التحقيقات عن أسلوب إجرامي معقد انتهجه المتهم، حيث استدرج ضحاياه تحت مظلة العلاقات المهنية والصداقات، قبل أن يُقدم على قتلهم لأسباب تتراوح بين التخلص منهم خشية افتضاح أمره أو الاستيلاء على ممتلكاتهم. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا اقرأ أيضًا: كفر الشيخ في التسعينيات.. معلومات جديدة عن سفاح الإسكندرية "كان طبيعياً".. حلاق يكشف كواليس آخر ظهور لسفاح المعمورة في مسقط رأسه بكفر الشيخ "يؤم المصلين وبيخاف يصطاد عصفورة".. الوجه الآخر لسفاح المعمورة - فيديو وصور