لولايات المتحدة، 15 فبراير/شباط (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) كشف مركز أبحاث أمريكي في واشنطن أن رئيس "الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية"، الذي يمول العشرات من المنظمات السياسية في مصر، ينتمي في حقيقة الأمر لحركة المحافظين الجدد الداعمة لإسرائيل، وان الوقف متهم بالوقوف وراء انقلابات عسكرية في دول يعمل بها خصوصا في أمريكا اللاتينية.. كما أن الوقف، الممول من الحكومة الأمريكية، قام بتعيين ناشر مصري في احد برامجه الخارجية. حيث قال برنامج "رايت ويب" التابع "لمعهد دراسات السياسة العامة" المتخصص في رصد تحركات اليمين الأمريكي المتشدد، قال في تقرير له أن السيد كارل جيرشمان الذي يرأس الوقف القومي للديمقراطية المعروف اختصارا باسم NED منذ مدة طويلة متخصص في "سياسات النزاعات الطائفية منذ منتصف السبعينات". وقال انه منذ تولي جيرشمان منصب رئيس الوقف في منتصف الثمانينات أصبح متورطا في سياسات الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا. هذا وقد قام الوقف بتعيين الناشر والناشط المصري السيد هشام قاسم في لجنة تسيير أعمال برنامج تابع للوقف القومي الأمريكي، الممول من الحكومة الأمريكية، اسمه "حركة العالم للديمقراطية"، وتوجد تفاصيل عمل هشام قاسم بالبرنامج. وكان هشام قاسم، وهو نائب رئيس حزب الغد سابقا ومؤسس صحيفة المصري اليوم ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وننشر مع التقرير فيديو يوضح صلته بكارل جيرشمان منذ 2007 بخصوص فوزه بجائزة الديمقراطية التابعة للوقف، الذي يقول انه مستقل رغم تمويله يأتي من الحكومة الأمريكية والكونجرس. وأضاف "معهد السياسة العامة" في تقريره عن جيرشمان، والذي اطلعت عليه «وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك»، أضاف: "لقد كان جيرشمان أيضا داعما لمجهودات إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في فرض التغيير الديمقراطي على الشرق الأوسط، وهي الأجندة التي تدعمها العديد من الفصائل السياسية في الولاياتالمتحدة، وأبرزهم حركة المحافظين الجدد، والتي يرتبط بهم جيرشمان منذ فترة طويلة". وكان الرئيس الأمريكي بوش في خطاب حالة الاتحاد عام 2004 قد طالب الكونجرس بمضاعفة تمويل الوقف إلى 80 مليون دولار وطالب أن تخصص الزيادة "للترويج للديمقراطية في الشرق الأوسط" وحينها قال جيرشمان انه سيدعم بهذه الأموال "القوى الداخلية في تلك البلاد"، بحسب جريدة «البوستون جلوب». وقال المركز البحثي أن هناك ارتباطا طويل الأمد لكارل جيرشمان مع عدد من اكبر مروجي غزو أمريكا العسكري للعراق وهم ريتشارد بيرل، واليوت ابرامز وفرانك جافني، وكلهم من المنتمين لحركة المحافظين الجدد التي تضع هيمنة إسرائيل في الشرق الأوسط كأهم أولوية لها. يذكر أن السيد هشام قاسم، مؤسس جريدة المصري اليوم، كان من مؤيدي غزو العراق عسكريا بحجة نشر الديمقراطية كما أيّد هشام قاسم ضرب إسرائيل للبنان رغم الخسائر المدنية عام 2006، بحسب وثاق «ويكيليكس» المنقولة عن برقيات سرية للسفارة الأمريكية في القاهرة. وقد فاز بعدها السيد قاسم بجائزة الديمقراطية من الوقف القومي الأمريكي الممول أمريكيا، ثم تم إلحاقه للعمل بإحدى برامجه فيما بعد في لجنة تسيير الأعمال. هذا وقد قام الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية اتساقا مع سياسات الرئيس بوش بتمويل العشرات من المنظمات المصرية التي منها مركز ابن خلدون الذي يديره الناشط سعد الدين إبراهيم، والمركز العربي لاستقلال القضاء ومديره الناشط ناصر أمين، ومركز الأندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف ومنتدى القاهرة الليبرالي، والكونجرس الأمريكي الإسلامي للناشطة الشيعية زينيب السويج، ثم قامت تلك الجماعات بتدريب عشرات المئات من الشباب والنشطاء في مصر فيما بعد. وأضاف "معهد السياسة العامة" عن قيادة جيرشمان للوقف:"اتهم الوقف كثيرا بأنه قد محي الخط الفاصل بين التدخل الأمريكي المباشر وبين الترويج الحقيقي للديمقراطية". ودلل المركز البحثي على ذلك بقوله انه ظهرت اتهامات، على سبيل المثال، ضد الوقف بتحريكه جماعات معادية للرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز حتى بعد أن فاز تشافيز في استفتاء شعبي في أغسطس عام 2004. كما تدخل الوقف القومي في بنما في الثمانينات، وفي كوستاريكا حينما مول الوقف المعروف بميوله اليمينية معارضون للرئيس اوسكار ارايس رغم أن الرئيس كان حائز على جائزة نوبل للسلام. كما قال وزراء من فنزويلا أن الوقف الديمقراطي كان له دور في الدفع باتجاه محاولة انقلاب عسكري عام 2002، غير أن جيرشمان قال أن ادعاءات بصلات لمنظمته بالمخابرات الأمريكية (سي اي أيه) أنها مجرد بروباجاندا. يذكر أن جيرشمان كتب لمنشورات أقصى اليمين المتشدد في أمريكا مثل النيو ليدر، وواشنطن كورتارلي علاوة على انه شارك في تأليف كتاب "إسرائيل، العرب والشرق الأوسط" في عام 1972.