نظرا لزيادة عدد المسلمين في انحاء القارة الاوروبية من داخل القارة نفسها أو من الزائرين ادركت السلطات المالية في بريطانيا حاجة المسلمين الي بنك اسلامي فاعلنت عن انشاء اول بنك اسلامي بريطاني وجاء قرار السلطات المالية في لندن بانشاء البنك الاسلامي لصالح الجالية المسلمة هناك حيث يتيح لهم البنك جميع التعاملات المصرفية وفق الشريعة الاسلامية. وترجع موجة نشوء المصارف الاسلامية في العالم الي سبعينيات القرن الماضي في اوساط العالم الإسلامي والبلدان ذات الاغلبية المسلمة في حين تشير التقديرات الي ان حجم الودائع في بنوك العالم الإسلامي بلغت 200 مليار دولار لذا تحاول بريطانيا الفوز بجزء من هذه "القلعة". وتعتبر محاولة انشاء بنك اسلامي في بريطانيا قديمة نوعا ما فقد سبقتها مقدمات عدة فمنذ عام 1997 يقوم البنك الاهلي المتحد في بريطانيا بالعمل بنظام الرهن العقاري الاسلامي وفي الوقت ذاته بدأ بنك HSBC من عام 2003 في تقديم الرهن العقاري. تجدر الاشارة الي توسع الخدمات المصرفية الاسلامية في انحاء القارة الاوروبية خلال الفترة الاخيرة حيث قامت احدي الولايات في المانيا باصدار سندات اسلامية حيث تعد الاولي من نوعها داخل القارة كما اعلنت بنوك اوروبية عن رغبتها في اصدار سندات مماثلة وفتح فروع اسلامية وذلك في محاولة جادة لاستهداف اموال العرب والمسلمين التي تربوا علي الف مليار دولار في الخارج. يقول "انطوني جرين" الذي اسلم واطلق علي نفسه اسم عبد الرحيم ان انشاء البنك الإسلامي البريطاني سيوفر تقديم الرهونات العقارية وفق مبادئ الشريعة الاسلامية ومعظم الخدمات المصرفية الاخري التي تطابق اللوائح الاسلامية ويعتزم البنك الإسلامي الدخول في حلبة المنافسة مع البنوك البريطانية الكبري مثل HSBC والذي بدوره يقوم بتقديم بعض الخدمات وفق الشريعة الاسلامية وتتوقع مصادر بحثية ان تنمو السوق الاسلامية الي 4.5 مليار استرليني 8.2 مليار دولار بحلول عام 2006. من جانبه يقول "ميشل هانلون" المدير التنفيذي للبنك الاسلامي ان كل عمل يقوم به البنك سيتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية ويتخذ البنك من برمنجهام مقرا له ويعتزم البنك طرح عرض اولي مبدئي خلال 6 اشهر وطرح الاسهم للتداول امام المستثمرين في منطقة الشرق الاوسط واسيا ليصل الي 36 مليون استرليني واستنادا للمبادئ الاسلامية يعتزم البنك شراء العقارات نيابة عن العملاء ثم يقوم ببيعها اليهم مع تحصيل الربح اللازم دون الدخول في دائرة تحصيل فوائد ربوية ويقول محللون اقتصاديون في لندن اذا نجح البنك الاسلامي في تقديم مختلف الخدمات المالية والمصرفية دون اللجوء الي رفع الاسعار فانه سيتمكن من جذب العملاء المسلمين الذين يتعاملون مع البنوك الاخري حيث تشير الاحصاءات الي وجود اكثر من 1.8 مليون مسلم في بريطانيا او ما يمثل 3% من نسبة السكان. ويضيف المحللون ان السوق الاسلامي في بريطانيا اخذ في التزايد تجدر الاشارة الي امتلاك البنك الاهلي المتحد والذي بدأ في تقديم خدمات الرهن العقاري وفق مبادئ الشريعة الاسلامية 1997 1000 عميل، وذلك حسب ما أفاد مسئولون بالبنك. وتشير تقديرات HSBC الي وجود 211.000 من المسلمين لديهم منازل خاصة بهم في حين يتواجد اكثر من 139 الف من المسلمين لديهم مرهونات عقارية ويدفعون عليها فوائد ربوية ويتوقع HSBC ان يتحول 10% منهم الي الرهونات العقارية الاسلامية. ويعرب "هانلون" عن امله في ان يمتد نشاط البنك الاسلامي الي فرنساوالمانيا وبعض الدول الاوربية الاخري ذات الكثافة الاسلامية العالية. وتطالب هيئة الخدمات المالية التزام جميع البنوك بقوانين موحدة حتي لا يحدث تعارض في اللوائح التي تنظم عمل المصرف. تجدر الاشار الي قيام "هانلون" المدير التنفيذي للبنك الاسلامي بالتعاون مع عدد من الفقهاء المسلمين باجراء مباحثات استمرت لمدة عام كامل مع هيئة الخدمات المالية بشأن الرهونات العقارية وفتح الحسابات البنكية وباقي الخدمات المصرفية الاخري حتي تتوافق مع القوانين البريطانية والشريعة الاسلامية. ويقول "هانلون" ان المبادئ الاسلامية تقتضي نوعا من المشاركة بين البنك والعميل في تحمل الارباح والمخاطر ويضيف ان الانسان قلما يجد هذا النوع من التعامل في البنوك التقليدية. وتشير الاحصاءات الي ان الاصول لدي البنوك الاسلامية تقدر ب200 مليار دولار الي 500 مليار دولار وانها تنمو بمقدار 10% الي 15% بشكل سنوي. وعمل "جربنر" الذي اعتنق الاسلام بائعا في احدي شركات التأمين ويقول انه سينظر بجدية في الحصول علي رهن عقاري من البنك الاسلامي بعد اخذ رأي علماء الدين الإسلامي ومع سعي البنوك للفوز باموال المسلمين في بريطانيا الا ان الاصوات تتعالي من حين لاخر بان البنوك التقليدية ضرورة لا مناص منها للعيش في بريطانيا وان البعض يلجأ اليها لندرة فروع البنوك الإسلامية وتترقب الأوساط المالية هل سيقف المسلمون في بريطانيا بجوار البنك الاسلامي في مهده ام انهم سيلجأون الي البنوك التقليدية وهذا ما ستكشف النقاب عنه الأيام القادمة.