يبدو ان الاتجاه الدولي لتحقيق تنمية اقتصادية لا يتوقف عند حجم تجارة السلع والمنتجات المختلفة فقط بل امتد ليشمل المنتجات الثقافية ايضا حيث ذكرت وكالة أنباء ?شينخوا? في تقرير لها أن الادارة العامة للجمارك الصينية أكدت أن صادرات المنتجات الثقافية الصينية زادت بنسبة 16.3% العام الماضي مقارنة بعام مضي لتصل إلي 21.37 مليار دولار أمريكي. وقد ساهمت صادرات الفنون البصرية بأكبر نسبة في الصادرات لتبلغ حصتها 65.4% بقيمة 14.21 مليار دولار وبزيادة نسبتها 52.5% علي أساس سنوي، بحسب الإدارة العامة للجمارك. في حين بلغت قيمة صادرات الأعمال المطبوعة 2.85 مليار يوان العام الماضي.. بزيادة نسبتها 7.1% علي أساس سنوي، أما صادرات الادوات الموسيقية قفزت بنسبة 6.6% لتصل إلي 1.49 مليار دولار أمريكي. وانخفضت صادرات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بنسبة 44.2% علي أساس سنوي لتبلغ قيمتها 2.84 مليار دولار. وفيما يتعلق بنمو السوق، شهدت الصادرات لرابطة دول جنوب شرق آسيا ?الآسيان? وافريقيا نموا سنويا بلغت نسبته 120% لتصل إلي 1.54 مليار دولار و1.36 مليار دولار علي التوالي، في حين قفزت الصادرات إلي أمريكا اللاتينية ايضا بشكل حاد لتبلغ 1.72 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو بلغت 72.2% علي اساس سنوي. وقد سرعت ادارات الجمارك من اجراءات التخليص الجمركي لتقليل تكاليف الشركات الثقافية التي ترغب في تصدير منتجاتها. وقد صادرت هيئات الجمارك 97.18 مليون سلعة انتهكت حقوق الملكية الفكرية في 2012. وفي هذا السياق دعا الزعيم الصيني البارز لي تشانج تشون عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إلي تعزيز قيادة الحزب الشيوعي الصيني من أجل ضمان المزيد من الاصلاحات والتنمية في القطاع الثقافي للبلاد. وقال ?يجب أن نلتزم بقيادة الحزب الشيوعي الصيني لتوفير ضمانات قوية للاتجاه الصحيح للتنمية الثقافية وتحقيق دفعة قوية للقطاع?، كما تعهد لي أيضا بمنح أولوية للفوائد الاجتماعية للثقافة علي قيمتها الاقتصادية في تنسيق تنمية المبادرات الثقافية العامة والأنشطة التجارية. إضافة إلي ذلك قال لي إنه لابد من بذل المزيد من الجهود لتحفيز الحماس والإبداع عند الشعب والفنانين. وأضافت ?شينخوا? أن الحكومة الصينية انفقت 15.52 مليار يوان ? 2.47 مليار دولار أمريكي? علي تحسين الخدمات الثقافية للجمهور في 2012 بارتفاع 19.81% عن السنة الماضية، وفقا لما صرحت به وزارة المالية الصينية. وذكرت الوزارة في بيان لها ان المركزية المالية الصينية استمرت في زيادة الإنفاق لدعم بناء نظام الخدمات الثقافية العامة والذي يغطي كلا من المناطق الحضرية والريفية. وصرحت الوزارة بأن الأموال المخصصة للخدمات الثقافية خلال الفترة 2003/2012 بلغت 58.01 مليار يوان ممثلا نموا سنويا يقدر 82.2 بالمائة. وخصصت الوزارة أيضا مبالغ مالية لفتح تسهيلات ثقافية للجمهور مجانا، وتحسين الخدمات في المعاهد الثقافية مثل المكتبات والمتاحف وإنشاء مكتبات رقمية. ومن جانبه قال الخبير البريطاني فيليب دود، الذي عمل مديرا لمعهد الفنون المعاصرة قبل أن يؤسس شركة استشارية مهتمة بالشأن الصيني، إن الصين تفتح وتبني الآن المزيد من المتاحف العامة والخاصة أكثر من أي وقت مضي. واضاف الخبير، الذي يركز الآن علي تطوير المشروعات الثقافية والتعليمية والتجارية بين بريطانيا والصين، ان عصر المتاحف يعتبر صورة مصغرة لمجموعة أوسع من الأحداث الثقافية والابتكارية التي تجري في الصين، مشيرا إلي أن الطلب في الصين زاد علي العاملين الثقافيين مع توسع مؤشر الثراء في البلاد. وقال إن الصين وصلت الي مرحلة الاقتصاد الثقافي مع عدد وافر من المؤشرات علي صناعة إبداعية مزدهرة، وأضاف ان الصين لديها الآن 400 مدرسة تصميم. وزادت دور السينما بنسبة 30% في الأعوام الثلاثة الماضية بحوالي 11 ألف دار سينما، وافتتحت العلامة التجارية الصينية ?بوسيدنج? مركزا تجاريا في شارع ساوث مولتون في لندن يضم عددا كبيرا من محلات الأزياء والمجوهرات.