أكد رجال الصناعة أن القطاع الصناعي سقط من حسابات الرئيس خلال المائة يوم الأولي لحكمه للبلاد حيث لم يتضمن برنامجه للمائة يوم أي بند يتعلق بتحسين أحوال الصناعة أو التغلب علي مشكلاتها وأزماتها. وأشاروا إلي أن الرئيس أخطأ في حصار نفسه بوعود من الصعب تنفيذها خلال فترة وجيزة وخاصة أن هذه المشكلات تحاصر مصر منذ عقود ومن غير المنطقي حلها في أيام قليلة وكان ينبغي علي الرئيس وضع خطة وبرنامج عمل وفقا لجدول زمني محدد لتحقيق أهداف مرحلية وأخري نهائية لايجاد حلول جذرية للمشكلات وليس بوضع حلول مؤقتة، وشدد علي أن المائة يوم القادمة مطلوب من الرئيس أن يقوم علي وقف نزيف الخسائر للصناعة والاقتصاد الوطني والاكتفاء بما تم من اعتصامات وإضرابات عمالية ووقف لعجلة الإنتاج وإعلاء مبادئ العمل والإنتاج ومصارحة الشعب بظروف البلد وترشيد الدعم وإنقاذ الموازنة العامة للدولة. ويقول يحيي الزنانيري رئيس جمعية منتجي الملابس الجاهزة المصرية "ايتاج" أن الرئيس لم يعد بأي شيء للقطاع الصناعي خلال المائة يوم الأولي لتوليه منصبه ولم يتحقق شيء أيضا، ويعبر زنانيري عن رفضه لمعايير محاسبة المائة يوم الأولي للرئيس ويؤكد علي أن برنامج المائة يوم هو استعراض انتخابي وأخطأ الرئيس في حق نفسه بالتعهد بحل مشكلات وأزمات خلال فترة وجيزة وهي مائة يوم وهي مشكلات مزمنة. ويشير إلي أن الرئيس أخطأ في حق نفسه وشعبه ولا يمكن تحقيق إنجاز لمشكلات أساسية في مائة يوم فقط كما أن الانجاز الحقيقي هو علاج الأزمات بشكل جذري وليس بمسكنات وحلول ظاهرية، ولذلك فإن الأمر برمته فاشل ولم يكن يفترض أن يحدث. ويؤكد الزنانيري علي ضرورة تقييم المائة يوم للرئيس حول أداة بالحياة السياسية وبماذا قدم لمصر ما بعد الثورة وليس بماذا فعل في مشكلة النظافة والمرور وغيرها وهي مشكلات فرعية وغير أساسية ويجب أن نتحدث حول ما قام به الرئيس في اللجنة التأسيسية للدستور والانتخابات وأخونة الدولة لأن الهدف الرئيسي للثورة هو بناء مصر الجديدة. وقال الزنانيري: إن الصناعة تعرضت لأعباء جديدة خلال المائة يوم للرئيس حيث ارتفعت تكلفة الإنتاج بزيادة أسعار المياه والكهرباء واستمرار حالة الركود والكساد بالسوق، مشيرا إلي أن الرئيس استعان بتجار وليس رجال صناعة حتي أن جولاته الخارجية لن تفيد الصادرات المصرية لأنه كانت لدول لا نعرف أن نصدر لها شيء. وطالب الزنانيري من الرئيس خلال المائة يوم القادمة: أن يكون رئيس لكل المصريين وليس لجماعة أو فئة دون الأخري ويعمل علي وحدة الشعب المصري وليس تفريقه ولابد أن يقنع الشعب بذلك. الرئيس أخطأ فيما يقول د. أسامة رستم عضو غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية أن الرئيس محمد مرسي أخطأ في حصار نفسه بمائة يوم ووعد بحل مشكلات تحتاج لسنوات للتصدي لها، ولا يصح أن نحاسبه علي المائة يوم الأولي وأزمات مصر لن تحل في مائة أو مائتي يوم. وأضاف: "علي الرغم بأن صوتي الانتخابي لم يذهب لمرسي إلا أنني مؤمن بضرورة دعمه ومساندته طالما اختاره الشعب لأن نجاح الرئيس يعني تحسين أوضاع المصريين وايجاد مستقبل أفضل لأولادنا". ويطالب رستم الشعب المصري بأن يراعي أن المشكلات والأزمات التي عاني منها المجتمع لعقود لن تحل في أيام بسيطة، مشيرا إلي أن هناك شواهد تدل علي التغيير ولكن الرئيس يحتاج للمزيد من الوقت لاكتساب الخبرة وخاصة في التعامل مع الأزمات والمشكلات الكبري. وأكد رستم علي أن البلد في حاجة لاطلاق مشروع قومي وحلم لكل المصريين يلتف حوله الجميع ونحلم بواقعية ونخطط له لتنفيذه وانجاحه خلال جدول زمني محدد، مشيرا إلي حاجة الرئيس ومعاونيه إلي أن يصيغوا خريطة لمستقبل مصر وخطوات لتنفيذها وآليات تطبيقها ودور كل طرف في المجتمع بهذه الخطوة حيث إن خطط الرئيس لن تنجح بدون معاونة جميع أطراف المجتمع. موروث مشكلات ومن جانبه يقول حسن الفندي عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن الرئيس كان يجب عليه عدم تحديد أهداف قريبة وإنجازات من الصعب تحقيقها خلال فترة وجيزة في ظل الموروث الكبير من المشكلات، وكان ينبغي علي الرئيس وضع خطة وبرنامج عمل وفقا لجدول زمني محدد لتحقيق أهداف مرحلية وأخري نهائية لإيجاد حلول جذرية للمشكلات وليس بوضع حلول مؤقتة. ويتساءل: ما هو برنامج حل أزمة النظافة ولا يكفي أن نقول للناس "اتقوا الله" والإسلام هو الحل وغيرهما من الشعارات الدينية بدون عمل حقيقي علي أرض الواقع. ويقول الفندي إن "الطريق إلي الجحيم محفوف بالنوايا الطيبة" ولا تكفي النيه لوحدها لحل الأزمات التي تحاصر المجتمع المصري ولابد تطبيق القانون علي الجميع واعلاء المصلحة الوطنية علي أي فئة بالمجتمع ووضع خطة شاملة للتغلب علي الأزمات بأسلوب علمي مدروس. وينتقد أداء الحكومة ويقول إنها ليست حكومة رشيدة وهي تعطي وعودا وآمالا للمواطنين دون أن تقف علي أرض صلبة وعلي حساب مشروعات البنية التحتية والمستقبل والأجيال القادمة وتراكم الديون. وشدد علي أن المائة يوم القادمة مطلوب من الرئيس إن يقوم علي وقف نزيف الخسائر للصناعة والاقتصاد الوطني والاكتفاء بما تم من اعتصامات واضرابات عمالية ووقف لعجلة الإنتاج واعلاء مبادئ العمل والإنتاج ومصارحة الشعب بظروف البلد وترشيد الدعم وانقاذ الموازنة العامة للدولة. اهتمام فيما يقول محسن الجبالي عضو اتحاد جمعيات المستثمرين المصريين أن المائة يوم للرئيس لم تذكر الصناعة وهي لم تنل أي اهتمام من الرئيس والحكومات السابقة ولم يصدر أي قرار لدعم الصناعة الوطنية بخلاف تخفيض قيمة الملاءة المالية للمصانع المقامة بالصعيد وهي خطوة مهمة وكانت مطلوبة. ويشير إلي أن عشرات المصانع متوقفة عن العمل بسبب الأزمات المالية والتعثر والإضرابات والاعتصامات وحالة الركود التي تشهدها البلاد ولم تتحرك الرئاسة أو الحكومة لحلها والأزمة مستمرة طوال حكومات الثورة المتعاقبة بداية من الدكتور عصام شرف مرورا بالدكتور كمال الجنزوري وحتي هشام قنديل والأزمة تزداد تعقيدا ونزيف الخسائر مستمر والبنوك عازفة عن تمويل هذه المصانع وهي تفضل إقراض الحكومة عبر الاستثمار في أذون الخزانة والسندات لأنها مضمونة أكثر وبفائدة تصل ل16%. وطالب الجبالي أن يضع اهتمامه علي الشأن الاقتصادي خلال المائة يوم القادمة وسرعة الانتهاء من المرحلة الانتقالية والعمل علي استقرار البلاد سياسيا وامنيا واقتصاديا. استراتيجة ويتفق مع الأراء السابقة محمد القليوبي رئيس غرفة الصناعات النسيجية السابق ويقول إن الصناعة لم تكن ضمن برنامج الرئيس محمد مرسي للمائة يوم الأولي لحكمه، مشيرا إلي أن الصناعة في حاجة للكثير من الاجراءات واهتمام الدولة لأن مشكلة مصر الآن هي اقتصادية في الأساس ولن يتحقق أي شيء من مطالب الشعب بدون تحسن الأداء الاقتصادي ودعم الصناعة والوطنية واقالتها من عثرتها الحالية. وشدد القليوبي علي ضرورة وضع خطة واستراتيجية شاملة للنهوض بالمجتمع المصري وليس عبر وضع مسكنات وحلول مؤقتة لن تلبي رغبات الجماهير.