عمران: البورصة لا يمكنها اتخاذ قرار ضد الشركات التي ترتفع أسهمها بلا مبرر مادامت لم تخالف القواعد

خبراء: أسهم المضاربات تطل برأسها من جديد ومطالب بتفعيل الرقابة لحماية السوق والمستثمرين
قفزت أسعار أسهم أكثر من 13 شركة بشكل لافت للنظر خلال تداولات الأسبوع المنصرم، رغم إعلان تلك الشركات عن عدم وجود أية أحداث جوهرية أو أخبار إيجابية، في ردها علي استفسارات البورصة، وهي اسهم لشركات صغيرة والتي يفضلها كبار المضاربين ويتلاعبون بها، لتحقيق مكاسب خرافية ومكاسب كبيرة حتي ولو علي حساب السوق وصغار المستثمرين.
وعلي الرغم من تحذيرات الخبراء من التداعيات الخطيرة والسلبية لتلك الظاهرة علي السوق والمتعاملين به وبخاصة صغار المستثمرين، فإن رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران أكد في تصريحات له، أن البورصة لا يمكنها اتخاذ أي موقف ضد أي اسهم شركة ترتفع أسهمها بشكل غير مبرر، مشيراً إلي أن البورصة تقوم بالاستفسار من إدارة الشركات عن اسباب الارتفاعات القياسية أو غير المبررة، والتي غالبا ما يكون الرد عليها "بأنه لا توجد أية أحداث أو أخبار جوهرية".
وأضاف عمران، أن هناك رقابة صارمة تفرضها البورصة علي السوق والشركات، مشيرا إلي أنه إذا ثبت وجود أية تلاعبات من أي شركة حيال أي من الاسهم، يكون للبورصة رأي شديد اللهجة وهو ما ظهر خلال الأسبوعين الماضيين، حين قررت البورصة إيقاف النشاط في 3 شركات للسمسرة ثبت أنها تلاعبت في أسعار عدد من الأسهم.
وأوضح عمران أن إدارة البورصة لا يمكنها اتخاذ قرار ضد الشركات المقيدة التي ترتفع أسهمها بشكل مبرر، مشيرًا إلي أن ارتفاع السهم تحكمه عوامل العرض والطلب، وتكتفي إدارة البورصة بإرسال استفسار عن سبب ارتفاع أسهمها ويكون الرد المتكرر أنه لا توجد أحداث جوهرية.
وأضاف رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران، أن البورصة المصرية وبالتنسيق الدائم والمستمر مع هيئة الرقابة المالية، تسعيان لإضفاء مزيدا من الاستقرار علي السوق، مشيراً إلي أن الوضع الآن انعكس تماما وبدأت الأوضاع تسير في الاتجاه الصحيح وأصبحنا نتلقي يوميا أخبارا إيجابية علي الأصعدة السياسي والأمني والاقتصادي، سواء مساعدات نقدية أو مؤشرات اقتصادية أو استثمارات جديدة، معتبرا أن كل ذلك يساعد البورصة علي مواصلة مسيرتها الصعودية وتعافيها، خاصة أن نجاح البورصة في الحفاظ علي تحقيق أحجام تداول يومية فوق المليار جنيه خلال الأسابيع الماضية، مؤشر جيد ونأمل أن تحقق البورصة المزيد من القوة والانتعاش في الفترة المقبلة مدعومة بالعديد من الأنباء الإيجابية.
وحذر خبراء ومراقبون من عودة تلك الظاهرة مرة أخري إلي السوق، من خلال استغلال المضاربين لتلك الاسهم والتي يسهل التحكم فيها، والوصول بها إلي أسعار محددة، لكي تغري بقية المستثمرين والذي عادة ما يفتقدون إلي المهارة والخبرة في إدارة استثماراتهم، ومن ثم القيام ببيعها فجأة وعند مستويات محددة ليجد المستثمرين أنفسهم في نهاية الأمر أنهم خُدعوا بشراء تلك الاسهم.
ورأي خبراء سوق الأوراق المالية، أن المضاربين استغلوا تلك الظروف تحديداً، والتي يشهد فيها السوق رواجاً ملحوظاً خاصة بعد أكثر من عام ونصف العام من التخبط وعدم الاستقرار، بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها السوق المصرية والاقتصاد بصفة عامة، إبان اندلاع ثورة 25 يناير، ومن ثم استطاعت البورصة التقاط أنفاسها من جديد، لتنشط ظاهرة المضاربات من جديد.
من جهته حذر خبير سوق المال المصري عيسي فتحي، من التداعيات السلبية لعودة المضاربات من جديد إلي السوق، مشيراً إلي أن استغلال المضاربين لحالة الرواج والنشاط الذي شهده السوق مؤخراً دفع بعض المضاربين الي استغلال تلك الظروف للبدء في تنفيذ هوايتهم برفع اسعار الاسهم، لإيهام صغار المستثمرين بالأرباح القياسية ومن ثم تبدأ المشكلات.
وطالب فتحي بضرورة التصدي بقوة لمخاطر عودة المضاربات الحادة في السوق مرة اخري، لما لها من تداعيات سلبية خطيرة علي السوق وعلي المتعاملين به، لافتا إلي أن البورصة وهيئة الرقابة المالية لم تقصر في توفير الأمن والاستقرار بالسوق، ويبذلان كل الجهود من أجل حماية السوق والمتعاملين به.
من جهته حذر خبير سوق المال المصري محسن عادل من خطورة المضاربات التي يقوم بها كبار المتعاملين بالسوق علي صغار المستثمرين، مشيراً إلي أن العديد من الاسهم شهدت ارتفاعات غير مبررة خلال الاسبوع الماضي، تجاوزت قيمتها العادلة نتيجة قيام بعض المضاربين بإيهام المتعاملين بالسوق بوجود طلب علي هذه الأسهم مما يحقق لهم مكاسب شخصية علي حساب صغار المستثمرين.
وأوصي عادل بضرورة العمل علي توعية المستثمرين، وقيام الشركات المدرجة بزيادة التداول الحر لاسهمها للحد من هذه المضاربات، لافتا إلي ان اسعار العديد من الأسهم خاصة الأسهم المجهولة شهدت قفزات ووصلت الي فقعات سعرية خطيرة نتيجة استغلال المضاربين جهل المستثمرين ورفع الأسعار الي مستويات أعلي من القيمة الحقيقية للأسهم.. وقال إن هذه المضاربات من شأنها الاضرار بالسوق مستقبلا، في ظل الترويج لشائعات، والتي تتزامن مع قيام الشركات المدرجة بالسوق بتوفيق أوضاعها.
من جهته أكد خبير سوق المال المصري ورئيس مجلس إدارة إحدي شركات الوساطة في الأوراق المالية سمير ذكريا، ان المستفيد من هذه الزيادات غير المبررة في اسعار بعض الأسهم، هم أصحاب الشركات، حيث رفعوا من قيمة منشآتهم، وعملوا علي زيادة رأسمالهم وتوفيق أوضاعهم من هذه المضاربات وكذلك كبار المضاربين الذين حققوا أرباحا طائلة.. وشدد علي ضرورة مواجهة الظاهرة من خلال تكاتف جميع الاطراف العاملة بداية من هيئة الرقابة المالية ونهاية بالمستثمرين.
وكانت من أبرز الأسهم التي سجلت ارتفاعات قياسية وغير مبررة، خلال الاسبوع الماضي، في الوقت الذي تؤكد فيه إدارتها عدم وجود أية أحداث جوهرية غير معلنة من شأنها التأثير علي السعر السوقي لأسهمها، وذلك في ردها علي استفسارات إدارة البورصة، عن السبب وراء ذلك الارتفاع القياسي.
كانت أسهم شركة "زهراء المعادي للاستثمار والتعمير" وأفادت في بيان إلي إدارة البورصة بأنه لا توجد أي أحداث جوهرية غير معلنة لدي الشركة، حيث سجل سهم الشركة بنهاية تعاملات الاسبوع ارتفاعا بنسبة 3.18% مغلقا عند 72.96 جنيه للسهم، مقارنة ب57.95 جنيه للسهم في بداية تداولات الأسبوع.
وكان من بين الشركات التي حققت ارتفاعات قياسية أيضا في أسهمها، سهم "ريكاب القابضة" الذي صعد بمقدار 76.3% منذ بداية شهر سبتمبر الجاري، وكذلك سجل سهم شركة "الحديد والصلب" بنحو 68.4 وسهم "المصرية الكويتية" الذي ارتفع بنسبة 50.5% و"سماد مصر" الذي ارتفع بنسبة 43.9%.
وشهدت أيضا أسهم "المصريين للاستثمار" و"التنمية" و"كيما" و"راكتا" و"رواد للسياحة"، ارتفاعات بنسب 39% و37% و15% و17% و16% علي التوالي.