تصدر جولد مان ساكس بنوك الاستثمار العالمية من حيث الإيرادات المتعلقة بعقد صفقات الاندماج والاستحواذ حيث بلغت قيمة الصفقات التي شارك فيها نحو 123.1 مليار دولار، وذلك رغم الاتهامات التي وجهت إليه في الفترة الأخيرة بتهميش مصالح العملاء، بسبب الطريقة التي كان يعمل بها وطريقة التفكير في جني الأموال، واحتل البنك المرتبة الثانية في نفس فترة المقارنة من العام الماضي. وسجلت إيرادات بنوك الاستثمار العالمية نحو 15.9 مليار دولار من صفقات الاندماج والاستحواذ خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث تعتبر تلك الرسوم محبطة ومخيبة لآمال كثير من البنوك، بعد أن سجلت أدني مستوي لها منذ ثلاث سنوات، بتراجع قدره 24% في نفس فترة المقارنة من العام الماضي. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن حالة عدم اليقين بسبب أزمة الديون في منطقة اليورو، تسببت في تأجيل دخول الشركات في العديد من الصفقات التي تم الإتفاق عليها، وهو ما تسبب في التراجع الحاد للرسوم والأتعاب التي حصلت عليها بنوك الاستثمار من جراء عقدهم للصفقات التي تمت في الثلاثة أشهر الماضية. وجاء في المرتبة الثانية سيتي جروب بقيمة صفقات بلغت نحو 108.5 مليار دولار، بعد أن احتل المرتبة السابعة في الربع الأول من العام الماضي، وجاء في المرتبة الثالثة مورجان ستانلي، محافظاً علي نفس ترتيب العام الماضي، بقيمة صفقات بلغت 106.9 مليار دولار. أما المرتبة الخامسة فكانت من نصب بنك جي بي مورجان، بقيمة صفقات 106.5 مليار دولار، بعد أن احتل المرتبة الأولي خلال الربع الأول من العام الماضي، وجاء في المرتبة السادسة دويتشه بنك بقيمة صفقات بلغت 106.3 مليار دولار ومقارنة بالمركز التاسع خلال العام الماضي. وحل في المركز السادس والسابع والثامن بنوك باركليز كابيتال وكريديت سويس و مجموعة نومورا بقيمة صفقات بلغت 95.6 مليار دولار و 79 مليار دولار و 69 مليار دولار علي التوالي، وتقدم نومورا إلي المركز الثامن بعد أن كان في المركز الربع عشر خلال العام الماضي، بينما جاء في المركزين التاسع والعاشر بنكا بنك أوف أمريكا ميريل لينش وبي إن بي باريبا بعد أن كان الأخير في المركز الثامن عشر خلال العام الماضي بقيمة صفقات 60.3 مليار دولار و 55.8 مليار دولار. ووفقاً لوكالات الأنباء وما تم نشره مؤخراً لم تكن صورة بنك جولدمان ساكس الاستثماري الأمريكي تحتاج إلي مزيد من التشويه لتأتي القنبلة التي فجرها مدير سابق في هذا البنك في هذا التوقيت فتزيدها تشويها، حيث نشر أحد المديرين السابقين في جولدمان ساكس مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يروي فيه تجربته التي وصفها بالأليمة في البنك الذي خسر "نسيجه الأخلاقي". وحتي فترة قليلة كان كريج سميث المدير التنفيذي في بنك جولدمان ساكس، حيث كان مسئولا عن إدارة تداول المشتقات المالية الأمريكية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.. وقال إن عملاء إدارته يمتلكون أصولا تتجاوز قيمتها أكثر من تريليون دولار. ورغم نجاحه الشخصي في البنك الذي يبلغ عمره 143 عاما وأدين بالتورط في عمليات احتيال أسهمت في انفجار الأزمة المالية بالولايات المتحدة خلال الفترة من 2007 إلي 2009، وصف سميث مناخ العمل في البنك بأنه "مسموم وهدام" بصورة لم يستطع القبول بها. وقد ربط سيمث بين التدهور الحالي في البنك وقيادته العليا وبخاصة الرئيس التنفيذي لويد بلانكفاين والرئيس جاري كوهن اللذان وصفهما بأنهما "فقدا السيطرة علي ثقافة الشركة تحت نظريهما". وكتب سيمث في المقال يقول: "لكي نعبر عن المشكلة بأبسط التعبيرات نقول إن مصالح العملاء كانت دائما مهمشة في الطريقة التي كانت المؤسسة تعمل بها وطريقة تفكيرها في جني الأموال".