ماذا حدث في البورصة المصرية حتي تتحول هذا التحول الكبير من اسوأ سوق في العالم واكثرها هبوطا في عام 2011 إلي ان تصبح تحتل مركز الصدارة في الارتفاعات وان تصبح اكثر سوق في العالم ارتفاعا في عام 2012 حتي الان خلال شهري يناير وفبراير 2012. لقد تحولت مشاعر المستثمر في البورصة المصرية من قمة الخوف في عام 2011 (الخوف من الخسارة) الي قمة الطمع في عام 2012 (الطمع في تعويض الخسائر وتحقيق مكاسب). ولقد تحولت قيمة و احجام التعامل من اقل من 100 مليون جنيه في الجلسة إلي تداولات تتخطي 700 مليون جنيه في الجلسة لتثبت البورصة للجميع ان البورصة تمرض ولا تموت (وهذا ما ذكرته في مقالة لي سابقا في هذا العمود الاسبوعي). فما الاسباب التي أدت إلي ذلك؟ اولا: الانخفاض الكبير لاسعار الاسهم والذي اوجد فرصا استثمارية بعد رحلة هبوطية كبيرة منذ عام 2008 حتي عام 2011 واصبح اقل ارتفاعا في الاسعار يحقق نسبة مئوية كبيرة (فمثلا سهم انخفض من 10 جنيهات إلي 1 جنيه فان ارتفاعه من 1 جنيه الي 2 جنيه يحقق نسبة مئوية 100% ارتفاعا ويعتبر ما زال دون قيمته). ثانيا: الاعلان عن صفقة موبينيل التي اعادت الروح مرة اخري للتداولات في البورصة المصرية ولتثبت للجميع ان اسعار الاسهم في البورصة المصرية فعلا انخفضت بصورة مبالغ فيها. ثالثا: زوال الانفلات الامني والاستقرار السياسي (نسبيا). رابعا: (المكسب الذي يجمد القلب) فاستمرار الارباح الذي يحققها المتعاملون يكسبهم زيادة ثقة وتزيد لديهم شهية المخاطرة مما يدفعهم إلي ضخ مزيد من الاموال في السوق. ولكن هناك سؤال لابد من طرحه هل يستطيع الافراد بمفردهم مواصلة الصعود بالسوق ام لابد ان تشارك المؤسسات بدور فعال وقوي في المرحلة المقبلة ولا تقف هذا الموقف السلبي كما رأينا في الفترة السابقة. وأخيرا نقول شكرا للافراد علي هذا الأداء الرائع . وحقا فان (المكسب بيجمد القلب) وائل عنبه رئيس مجلس ادارة شركة الاوائل لادارة محافظ الاوراق المالية