جاء القرار الأخير بالسماح بإنشاء صناديق استثمار متخصصة في الاستثمار العقاري وطرح وثائقها للاكتتاب العام وإمكانية وجود صناديق مغلقة، ليثير العديد من التساؤلات حول حاجة السوق لمثل هذه الأدوات، وهل يمكن أن تعالج مشكلات وعقبات السوق العقاري بكل تقلباته الدرامية؟ طرحت العالم اليوم "الأسبوعي" السؤال علي عدد من خبراء العقار والبنوك والتقييم الذين أكدوا أن الصناديق هي وسيلة مثالية للتشغيل في السوق العقاري بدلا من مواجهة أعباء ومشكلات التمويل، كما أنها وعاء استثماري يشجع علي جذب رءوس الأموال، إضافة إلي تفعيل التأجير التمويلي والتمويل العقاري بما يحقق في النهاية تأثيرا ايجابيا علي مجمل النشاط الاقتصادي.. وهكذا كانت الاجابات. كما تؤكد دراسة أجرتها الجامعة البريطانية في دبي تقدم صناديق الاستثمار العقارية القوية والتي لا تعتمد علي المديونية في أعمالها الكثير من الفوائد مثل تعزيز العوائد، والحد من تقلبات السوق، والتحوط إزاء التضخم، والتوافق مع قوانين الشريعة الإسلامية، واعتبرت أنها كشركات أو صناديق استثمار مغلقة تدير وتحافظ علي الوحدات العقارية بغرض الاستثمار، وأثبتت الدراسة وفقا للتحليلات التي أجريت علي أسعار العقارات والتي تعود لاثنتين من أبرز شركات الاستثمار العقاري وهما شركة كوليرز انترناشيونال وشركة لاند مارك للعقارات أن أداء صناديق الاستثمار العقاري فاقت أداء السندات والصكوك المالية، والذي ضم صناديق الاستثمار العقاري القوية وغير المستندية، كأصول ضمن المحفظة، يوفر عوائد كبيرة ويقلل من المخاطر في الوقت ذاته. أفضل وسيلة أوضح خليل أبوراس الخبير المصرفي وأستاذ بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أن صندوق الاستثمار العقاري هو الذي يتم إنشاوه بإسهامات مجموعة من الأفراد أو الشركات ويوجه لغرض تمويل نشاط عقاري وهناك ثلاثة أنواع من الصناديق، فإما أن تكون للتطوير الأولي بشراء أرض وتطويرها ومن ثم بيعها، أو يكون للتطوير الإنشائي بشراء أرض وإنشاء وحدات عليها ومن ثم بيعها، أو أن يقوم الصندوق بتأجير الأراضي بدلا من بيعها وبعدها إما أن تتم تصفية الصندوق إذا كان قصير الأجل أو استمراره إذا كان طويل الأجل، علي أن يقوم مدير الصندوق بالافصاح عن الشركاء والنسب وعمولته وكيفية التداول للأراضي والعقارات. وأضاف أن إنشاء صناديق استثمار عقاري أحد الأشكال الجديدة التي تساعد علي تشغيل دورة المال بدلا من الأشكال القديمة مثل الاقتراض الذي يمثل عبئا علي المقترض سواء المستثمر أو المطور والذي كان يعوقه عن السداد بسبب تحميل القرض بالفوائد، بالإضافة إلي إصدار السندات أو التوريق كلها وسائل مفيدة لزيادة نماء الأموال والأصول، ولكن صندوق الاستثمار العقاري أفضلها وذلك يتوقف علي عاملين: الأول مدي قوة الصندوق والمشاركات به والثاني مهارة مدير الصندوق في تدوير رأس المال في مشروعات عقارية ناجحة ودرجة المخاطر التي سيضمنها في صندوقه. وأضاف أبوراس أنه لابد عند التعامل مع صناديق طويلة ومتوسطة الآجال أن يؤخذ في الاعتبار التضخم، لأن القيمة الحقيقية للنقود ستتدني، وهذا ما يجعل الاستثمار في العقار الأفضل، لعلاجه عنصر التضخم لأن أسعار العقار في زيادة مستمرة. تطور مهم وأكدت بسنت فهمي مستشار رئيس بنك التمويل المصري السعودي أن فكرة إنشاء صناديق استثمار عقاري جاءت لتنشيط القطاع العقاري وتشجيع الأفراد للاستثمار بالقطاع لتحريك السوق بعد الركود الذي أصابه بعد الأزمات المتتالية وباعتباره من أهم القطاعات المؤثرة في الاقتصاد والتي يقوم عليها بشكل كبير، حيث إن تنشيط العقار في مصر سيؤدي لتحريك السوق المصري بأكمله بجميع قطاعاته، موضحة أن صناديق الاستثمار العقارية إحدي الأدوات المهمة لتفعيل وتنشيط سوق التمويل العقاري باعتباره من أهم القطاعات العقارية الواعدة والتي تحل أزمة الإسكان وقد يكون الصندوق العقاري عنصرا رئيسيا في إدخال تسهيلات علي التمويل العقاري وتكملة منظومة التمويل العقاري وتجعل الناس يقبلون عليه، مثل صندوق الشهادات الذي تستغل عوائد في شراء أسهم للعاملين في التمويل العقاري.