أمس 14 فبراير كان عيد الحب، ومن المؤكد أن الحكومة لم تصدر الحب لهذا الشعب وبالتالي، لم يبادلها الشعب بالحب.. هناك ألف دليل علي فقدان الثقة بين الشعب والحكومة، ولعل هذا سر العلاقة المفقودة بين حكومة هذا الوطن وشعبها المغلوب علي أمره، فالصيادون وعددهم 15 ألف صياد في كفر الشيخ ثائرين ورزقهم متوقف وبيوتهم تشكو لأن الأذن التي تسمع الشكوي "أذن حكومية" تري العيب في الصيادين(!) ويختار رئيس الوزراء رجلا فاضلا اسمه المهندس علاء فهمي "من رجال البريد" وزيرا للنقل ويفرط في عالم اسمه د. عصام شرف وبالتالي من الطبيعي أن يخرج قطار الصعيد عند العياط عن القضبان وتنقذ العناية الإلهية 800 سائح وكان من الممكن أن يحترقوا في كارثة شبيهة بكارثة الأقصر أو محرقة بني سويف الشهيرة.. وأظن أن هذا بسبب بعض الاختيارات. وتحدث ربما للمرة الثالثة طوابير أنابيب البوتاجاز الدامية وكأن البلد بدون حكومة وبلا عقول تدير أزمة أنبوبة بوتاجاز تصل ليد المستهلك. وينام الناس من أهل المحروسة علي تهديدات الضرائب العقارية ويصحون علي طوابير أنبوبة البوتاجاز، وفي بلاد أخري تضع المواطن فوق جفون العين، فمن الممكن أن تحرق أنبوبة البوتاجاز سمعة حكومة وتقيلها أو إن كان عندها دم تستقيل. ويحزنني أن رئيس الحكومة وهو رجل علم واتصالات ولكن الاتصالات بينه وبين الناس مقطوعة بدليل أن طوابير الأنابيب مخيفة وهو يدخل في مفاوضات لإنشاء جامعة يابانية(!!).. ثم ماذا أمام الحكومة لتفعله؟ تلقي علي (جهاز أمن مصر) بالمسئولية فتتولي الشرطة إدارة الأزمة ويشتبك معها الأهالي.. نفس الشيء يحدث في عملية اعتصام عمال طنطا لشركة الكتان إذ لم يحدث (احتواء) الدولة للمشكلة مع المستثمر السعودي.. تركتها الحكومة للأمن، فاعتدي العمال علي رجال الشرطة لأنه منع قيام خيام أمام مقر مجلس الوزراء(!) شرب أمن مصر من كاس المر فهو الذي يواجه كل أزمات مصر لأن الكبار نفضوا أيديهم ومش عاوزين ازعاج. إلي متي يستمر هذا العبث والفوضي وغياب بل تغيب العقول؟ ولأني لا انتمي لأي أحزاب ولا تيارات ومصر تسكنني وهمومها مشكلتي والصحيفة التي أكتب فيها هذه السطور ليست "قومية" ف.. تتحفظ علي المعني والمغزي، أطالب أخي الكبير الكبير مبارك الذي أحبه واحترمه وأبايعه أن يقول كلمته سلوكا، ويقوم ب "ضربة حب شعبية" لهذا الشعب الذي مازال مؤمنا بقيادته.. ضربة يفرح بها ولها وتصالحه علي حكومة يثق فيها ويهذب من سلوكه.. حكومة لا تصدر جهاز الأمن ليتولي المعالجة.. يا ريس.. ضربة معلم لصالح ملايين البسطاء الذين اعطوك أصواتهم لأنك منحاز لهم.