احتفل العالم منذ ايام باليوم العالمي للقضاء علي الفقر ، ومنذ عام 1993حددت الأممالمتحدة يوما للاحتفال بالقضاء علي الفقر وهو يوم 17 أكتوبر من كل عام وذلك بهدف تعزيز الوعي حول الحاجة للحد من الفقر والفقر المدقع في جميع البلدان وبشكل خاص في البلدان النامية حيث اصبح أحد أولويات التنمية. والاحتفال باليوم الدولي للقضاء علي الفقر هذا العام 2009 يحمل شعار "الأطفال والأسر يجاهرون برفض الفقر" ، حيث يأتي الاحتفال هذا العام متزامنا مع الحملة العالمية للتصدي للفقر والتي نظمت هذا العام وللسنة الرابعة علي التوالي عبر جميع بلدان العالم ، وتهدف الحملة التي تدعمها الأممالمتحدة إلي رفع الوعي والحث علي التحرك الجاد وتفعيل التضامن الدولي من أجل التصدي لمشكلة الفقر في العالم ، كما تهدف إلي تذكير قادة العالم بتعهداتهم سنة 2000 أثناء قمة الألفية بخفض نسبة الفقراء وبالقضاء علي الفقر المدقع في العالم بحلول عام 2015 . وتظهر تقديرات البنك الدولي الحديثة أن في عام 2005 كان هناك حوالي 1,4 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر الدولي وهو 1,25 دولار أمريكي في اليوم وهو ما يعادل ربع سكان العالم النامي ، وهذه التقديرات تحل محل تقديرات سابقة عن أوضاع الفقر حيث بلغت دولار واحد في اليوم ، فقد إنخفض معدل الفقر من 52% من سكان العالم عام 1981 إلي 42% عام 1990 و26% عام 2005 ، غير أن البطء في توفير بيانات الاستقصاءات يعني أن هذه التقديرات الجديدة لا تشمل آثار الارتفاع الحاد الاخير في أسعار المواد الغذائية والوقود عامي 2007 و2008 ولا تأخذ في إعتبارها آثار الركود الاقتصادي العالمي. وأتاح النمو الاقتصادي القوي في البلدان النامية خلال العقد المنصرم إمكانية بلوغ الهدف الإنمائي للألفية المعني بخفض أعداد الفقراء علي مستوي العالم ، غير أن الضربة الثلاثية المتمثلة في أزمة الغذاء وأزمة الوقود والأزمة المالية تسببت في ظهور تهديدات جديدة أمام تحقيق هذا الهدف المتمثل في خفض الفقراء فقراً مدقعا إلي النصف، ومقارنة بالتوقعات قبل ظهور الأزمة المالية فمن المتوقع أن تؤدي معدلات النمو الأقل قوة عام 2009 إلي انخفاض عدد الناجين من براثن الفقر إلي حوالي 53 مليون شخص في العالم النامي حين يستخدم حد الفقر البالغ 1,25 دولار يومياً، أما إذا استخدم حد الفقر البالغ 2 دولار فإن هذا العدد يزيد علي 65 مليون شخص. وذكرت وكالة أنباء الصين "شينخوا" في تقرير لها ان منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي بقيادة الصين حققت تقدماً مذهلا إذ انخفض معدل انتشار الفقر من 80% إلي 18% بين عامي 1981 و2005. وقد تفاوت معدل الحد من الفقر بشدة فيما بين مناطق العالم فقد انخفض عدد الفقراء في شرق آسيا، إلا أنه ارتفع في أماكن أخري ، وعلي الرغم من أن منطقة شرق آسيا كانت تعاني من أعلي معدلات لانتشار الفقر في العالم في الثمانينات 80 % من السكان كانوا يعيشون علي أقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم عام 1981 فقد انخفض معدل الفقر إلي 56% عام 1990 و18% عام 2005، وهذا أيضاً يعني أن هدف تقليص الفقر المدقع إلي النصف بين عامي 1990 و2015 قد تحقق بالفعل في شرق آسيا . وبين عامي 1981 و2005 انخفض عدد الفقراء نحو 600 مليون شخص في الصين وحدها وفي العالم النامي بخلاف الصين انخفض معدل الفقر من 40 %إلي 29% بين عامي 1981 و2005 رغم أن عدد الفقراء ظل دون تغير عند حوالي 1.2 مليار شخص.وعلي النقيض من ذلك ظلت نسبة الفقر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء دون تغير عند 50% عام 2005 ولم تنخفض عما كانت عليه عام1981. وبين عامي 1981 و2005، انخفضت نسبة سكان العالم النامي الذين يعيشون علي أقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم إلي النصف من 25% إلي 26% ، ويعني هذا انخفاض بمقدار نقطة مئوية واحدة كل عام في إجمالي معدل الفقر، مما قلص أعداد الفقراء بنحو 500 مليون شخص من 1.9 مليار إلي 1.4 مليار بين عامي 1981 و2005. وبهذا المعدل للحد من الفقر حتي منتصف عام 2008، فإن العالم النامي ككل في طريقه إلي تحقيق أول الأهداف الانمائية الثمانية للألفية وهو تخفيض معدل الفقر السائد عام 1990 إلي النصف بحلول عام 2015 غير أن هذه التوقعات قد تتعرض للخطر في أعقاب انتشار الأزمة الحالية.