قالت الصين انها علي المسار الصحيح لتحقيق هدفها المتمثل في معدل نمو اقتصادي يقدر بنسبة 8% عام 2009 وذلك اعتمادا علي جملة من المؤشرات التي تفيد بأن حزمة الحفز الضخمة التي اقرتها الحكومة بدأت تعطي أكلها رغم الانخفاض الحاد في الصادرات. وقالت المتحدث باسم المكتب الوطني للاحصاءات لي شياو تشاو ان البيانات الاقتصادية من يناير الي اغسطس قد أرست دعائم جديدة علي تحقيق معدل النمو الاقتصادي المقدر بنسبة 8% الذي أقرته الحكومة لكامل عام 2009 واكد تشاو انه رغم المؤشرات المشجعة لا يزال هناك الكثير من العمل الشاق ينبغي القيام به لتحقيق هدف الصين في تحقيق هذه النسبة من النمو في 2009 وهناك الكثير من التحديات المنتظرة. واضاف ان مشكلة التضخم لا وجود لها في المرحلة الراهنة وان السبب الرئيسي حتي الآن في تحقيق الاستقرار وبدء انتعاش الاقتصاد الكلي هو اعتماد حزمة من الحوافز لتوسيع الطلب المحلي. وقال المكتب الوطني للاحصاء ان الانتاج الصناعي للصين ارتفع بنسبة 12.3% عن العام السابق مقارنة بزيادة بنسبة 10.8% في يوليو الماضي، بينما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 15.4% وانخفضت اسعار المستهلكين بنسبة 1.2% عن العام السابق. ووضعت الصين خطة حفز تقدر بأربعة تريليونات يوان "586 مليار دلاور" لحماية اقتصادها من الركود العالمي ومع الانفاق الكبير علي بناء الطرق السريعة وغيرها من الاشغال العامة ساعد ذلك علي تعزيز الاستثمار في معدلات المصانع والبناء حتي الآن هذا العام، وارتفعت هذه الاستثمارات بنسبة 33% في فترة من يناير إلي أغسطس من العام الماضي، إلي 11.298 تريليون يوان "1.65تريليون دولار" علي الرغم من توقع حدوث تراجع في الإقراض المصرفي بعد زيادة هائلة في النصف الأول من هذا العام حيث وصلت إلي 8.15 تريليونات يوان "1.2 تريليون دولار". وقال رئيس الوزراء ون جيا باو يوم الخميس ان حكومته ستتعهد بمواصلة سياسات الانفاق النشطة لضمان استمرار الاقتصاد في الانتعاش مؤكدا ان زخم الانتعاش ليس مستقرا بعد، وانه من السابق لأوانه التخلي عن سياسات الحفز. من جهة أخري اظهرت بيانات ادارة الجمارك ان الصادرات انخفضت بنسبة 23% إلي 103.7 مليار دولار في اغسطس، في حين بلغت الواردات 88 مليارا دولار بانخفاض 17% علي أساس سنوي، كما ان الفائض التجاري تراجع في اغسطس بنسبة 45% إلي 15.7 مليار دولار. وقالت البيانات انه في الفترة من يناير وحتي اغسطس تراجع اجمالي تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي بما يقرب من 21%، في حين هبطت تجارتها مع الولاياتالمتحدة بنسبة 16.4% وتراجع حجم تجارتها مع اليابان 22%.