تتجه أنظار تجار الذهب إلي موسم الصيف القادم حيث يترقبون حدوث انتعاشة في سوق الذهب الذي عاني من التذبذب في الأسعار علي مدار الشهور السابقة والتي ظل فيها يتراقص علي وقع أنباء صعود وهبوط الدولار والنفط بسبب الأزمة المالية العالمية حيث أسهمت التذبذبات في أسعار الذهب في أسواق العالم في تحجيم الإقبال الذي يشهده سوق المعدن الثمين محليا علي مدار الشهور السابقة انتهت المواسم دون وجود نشاط ملحوظ في حركة الطلب علي الذهب حيث أبدي العديد من تجار الذهب عدم رضاهم عن أداء السوق خلال الايام السابقة وعدم استطاعة السوق جذب العملاء في ظل التقلبات المستمرة في أسعار المشغولات الذهبية المختلفة مشيرين إلي تأثر المواسم السابقة بسبب التقلبات وعدم قدرة الكثيرين علي شراء ما يحتاجون إليه من المصوغات الذهبية والتي كانت في العادة تباع وتشتري بسهولة تامة في السنوات التي كان مستوي الاسعار عند نصف مستوي الاسعار الحالية أما في الوقت الراهن فقد أصبح الحصول علي المصوغات الذهبية أكثر صعوبة من أوقات الازدهار الماضية. وعلي الرغم من هذه المؤشرات التي تحكم السوق إلا أن توقعات الخبراء تشير إلي حدوث زيادة الطلب في السوق علي المعدن الاصفر مدفوعا بتقلبات البورصة وتضاؤل سعر الفائدة علي الودائع في البنوك خصوصا وأن الطلب الاستثماري علي الذهب يتزامن مع زيادة الاستهلاك بسبب موسم الصيف واقترانه بشهر رمضان وعيد الفطر. تقلبات وقال محمد الارشد أحد كبار تجار الذهب أن سوق الذهب يعاني من تقلبات تجعل طبيعة المستثمر والمستهلك تتسم بالترقب والحذر شأنه شأن القطاعات الأخري مثل ودائع البنوك وسوق العقارات والبورصة فجميعهم قنوات استثمارية تعرضت لتقلبات فالبنوك تراقصت فيها أسعار الفائدة علي أنغام صعود وهبوط التضخم والبورصة تعرضت لعدوي مالية عالمية بسبب تقلبات حركة الأجانب في داخلها والعقارات شهدت ركودا بسبب قلة القوي الشرائية وكذلك الحال في في أسواق الذهب التي شهدت الأخري تقلبات كبيرة بين صعود وهبوط وإن كانت مستويات الهبوط غير ملحوظة بعد جنوحها في عامي 2007 و2008 إلا أن التذبذب كعادته دائما يؤدي إلي ميلاد حالة من التوتر في حركة البيع والشراء وغيرها. واضاف أرشد ان المشغولات الذهبية المصرية بدأت تنافس في الاسواق العالمية وهناك معروضات مصرية في معارض الخليج وهونج كونج لاستعادة لمكانة التي كانت لها بين المنتجات العالمية كما أن هناك تطويرا في المشغولات المصنعة يدوياً أو بالماكينات وبعض المصانع استعانت بعمالة أجنبية لتدريب العمالة المصرية إلي ان يتم الاستغناء عن العمالة الاجنبية لانها مكلفة. وتوقع ان يزيد الطلب علي الذهب خلال الصيف الجاري بسبب تلاصق مواسم الصيف والعطل وتخللها بشهر رمضان المبارك والاعياد، مشيرا إلي أن تعامل محلات الذهب والمجوهرات بأطقم ومشغولات اقل وزنا ينعش الاقبال بعض الشيء فالكثير من النساء بتن يشترين الأطقم الناعمة وهو المسمي الذي يطلق علي المشغولات الخفيفة الوزن من الذهب الخالص وتقبل النساء عليها ويفضلها الكثير من العملاء لتقديمها كهدايا في المناسبات المختلفة، كما أوضح انه في ظل عدم وجود البديل المناسب للذهب ومشغولاته فقدجاء الاقبال علي الاكسسوارات متوسطا كما عاد الرواج للمشغولات الفضية بشكل لافت وبخاصة المصوغات الفضية المطلية بالذهب بالإضافة إلي أطقم الفضة الخالصة. وعاء استثماري وتوقعت الدكتورة مني المصري أستاذ التجارة الدولية بجامعة القاهرة أن يكون هناك إقبال خلال الفترة المقبلة علي الاستثمار في الذهب خصوصا من قبل الطبقات المتوسطة والفقيرة بعدما فقد هؤلاء الثقة في البنوك والبورصة بعد تراجع أسعار الفائدة في الأولي وتقلبات البورصة في الأخيرة وهي حالة من الناحية الاقتصادية يطلق عليها اللايقين وهو ما يدفعنا إلي التوقع بنمو الطلب علي الذهب خلال الشهور القادمة استهلاكيا واستثماريا في ذات الوقت. وأوضحت المصري أن الناس يلجأون للذهب في أوقات الأزمات باعتباره أداة آمنة للاستثمار سواء في أوقات جنوحه خلال الفترة السابقة بسبب قفزات سعر برميل البترول علي أنغام طبول الحرب بين أمريكا وإيران من جهة والأزمة المالية العالمية التي جاءت بارتفاع شديد في الأسعار ثم الانخفاض الذي ضرب السوق مع حدوث الكساد التصحيحي بعد الغليان. ولفت إلي أن المستثمرين في الخارج يدركون جيدا ثقافة المضاربة ويتابعون بحرص التطورات ويعلمون جيدا متي يشترون الذهب، وفي أي وقت يبيعونه، وعلي الرغم من ذلك يتعرضون للخسائر أما في مصر فيفتقر الناس لذلك، ويقررون البيع والشراء لمجرد سماعهم لأي خبر عن الذهب من دون تفكير، مما يعرضهم للخسائر، موضحة أن أغلب الذين كسبوا من الذهب لم يكونوا يتوقعون ذلك.